يبدو أن مصر مقبلة على موجة شرسة جديدة من الأعمال الإجرامية، والتي يطلق عليها "الذئاب المنفردة"، باستخدام وسائل الطعن بالسكاكين، حيث تعرضت سيدة قبطية للطعن أمام إحدى الكنائس بالإسكندرية، في ثاني حادث من نوعه بالمدينة الساحلية خلال الأسابيع الماضية, حيث تلقت 7 طعنات من مجهول، أثناء خروجها من كنيسة السيدة العذراء والملاك رافائيل. وحذر خبراء أمنيون من انتشار ما وصفوه بحوادث "السلاح الخفي"، الذي لا يظهر إلا مغروسًا بالدماء, ما يصعب على الجميع الاشتباه في الجاني قبل اقتراف جريمته. الحادثة ليست الأولى من نوعها التي تنفذ بآلة حادة, ففي شهر يوليو الماضي طعن شاب، أحد أفراد الأمن الإداري بكنيسة القديسين بالإسكندرية، بآلة حادة، بعدما حاول منعه من الدخول، فأخرج مطواة من طيات ملابسه وطعن أحد أفراد الأمن. الخبير الأمني, محمود القطري قال ل"المصريون"، إن "إحكام قوات الأمن قبضتها الحديدية تجعل العناصر الإجرامية المنفردة غير قادرة على حمل أسلحة نارية وعبوات ناسفة, تستهدف بها دور العبادة, المشهد الذي يتجلى يوميًا في القارة العجوز, محذرًا من انتشارها بشكل أوسع، حتى لا تصبح وسيلة جديدة للعمليات الإرهابية التي تنفذها جماعات متشددة ومتطرفة. وقال اللواء حسام لاشين, الخبير الأمني, إن "حوادث الطعن الفردية تتكرر يوميًا، وقد تكون إرهابية أو إجرامية وفى الأغلب يكون الجاني مختلاً عقليًا, وكشف الملابسات يتضح بعد القبض على الجاني وإجراء التحقيقات معه, وهو ما يحدث يوميًا في العواصم الأوروبية". وأوضح ل"المصريون"، أن "الحادث ربما يكون أيضا "ثأر", والجاني رصد تحركات السيدة وترقب خروجها من الكنيسة فقام بطعنها, مشيدًا بدور العناصر الأمنية المكلفة بحماية الكنائس", مستدركًا: "لو كان هناك تقصير أمني لكان الجاني اقتحم الكنيسة ونفذ الطعن من الداخل وحصد المزيد من الأرواح". وتابع: "مثل تلك الحوادث يصعب إحباطها, لأن الجاني لا يُظهر السلاح إلا أثناء الطعن, لذلك يصعب اكتشافه قبل وقوع الحادثة".