لا تسألوا لماذا تدهورت الصحافة بشتى صورها.. فإذا عُرف السبب بطُل العجب.. وما أعجب أن تجد الصحافة وقد صارت رهينة في أيدى حفنة من المستشارين الإعلاميين الذين بات بعضهم أو جلّهم قيدًا في معصم الصحافة، والدليل ما يدور في مكاتب بعض المتحدثين الرسميين للوزارات والمشرفين على إدارات الإعلام، وجعل الاتصال مع الصحفيين يتم عن طريق الرسائل الإلكترونية والإيميل فقط.، وكأنه ممنوع الاقتراب أو التصوير في هذه الوزارة أو تلك.. وكان الأحرى بهم وهم الأقرب رحمًا للصحافة بحكم عملهم أن يكونوا عونًا لها، يمدونها بإكسير الحياة؛ وهو حرية تدفق المعلومات بلا حدود، فلن تحيا الصحافة إلا إذا تنفست حرية، وباتت عينًا للقارئ على الأحداث، ورقيبًا على أعمال الحكومة-أي حكومة- وعلى البرلمان أيضا! ولعل ما انتشر أخيرًا من مقطع فيديو لوزير البترول، وقد أمطره الصحفيون بوابل من أسئلة لم يتوقعها الوزير لا لشيء إلا لأنها خرجت عن موضوع الحدث الذي أفاض الوزير في شرحه، بينما فاجأته موجة أسئلة ساخنة يبدو أنها خرجت عن المسار المعتاد لمثل تلك اللقاءات المعلّبة، التي لا يجري احتواؤها والسيطرة عليها، وتحديد ما يجب نشره وما ينبغي السكوت عنه.. وبدلًا من أن يكون المستشارون الإعلاميون للوزراء عونًا لزملائهم الصحفيين يتيحون لهم ما يحتاجونه من معلومات، ويفسحون لهم المجال لطرح ما يعنّ لهم من أسئلة تدور في أذهان الناس وعقولهم.. فقد ارتضى بكل أسف بعض هؤلاء المستشارين لنفسه وظيفة حاجب على باب الوزير.. يحدد للصحفيين ما يمكنهم طرحه من أسئلة على معالي الوزير، فصاروا بالفعل يحجبون المعلومات عن الرأي العام وهو ما يقتل المنافسة والسبق ويجعل الصحف والمواقع شيئًا مملًا ورتيبًا لا يسمن ولا يغني من جوع، ثم نسأل لماذا تراجعت الصحافة ولماذا أحجم عنها الجمهور إلي السوشيال ميديا؟! بعض الوزراء أو جلهم لا يجد- للأسف- في نفسه القدرة أو الرغبة في مواجهة أسئلة الصحفيين.. لأنهم تعودوا علي عدم الرد وتصدير المتحدث الرسمي للوزارة الذي لا توجد لديه هو الآخر أي معلومات.. ونسوا أن أسئلة الصحفيين إنما هى انعكاس حقيقي للواقع الذي يعيشه الناس، وأن الصحافة مهمة للجميع لتعويض دور البرلمان الرقابي والتشريعي بعد أن شعر المواطن أنه أقرب إلي الحكومة منهم ولا أقول أصبح في خدمة الحكومة أكثر مما هو في خدمة المواطن وأن الاستثناء هو الأصوات المعارضة تحت القبة! لقاء كريم بدوي وزير البترول والثروة المعدنية، مع الصحفيين بدا كما لو كان كمينا يمطر سيلًا من الهجوم الصحفي الذى ينم عن حالة سخط، ربما فوجئ بها الوزير الذي بدا وكأنه أحاط به سياج يحول دون التفاعل المباشر مع الصحفيين، الذين تكفل بهم مستشاره الإعلامي ووكيل أول الوزارة للمكتب الفني كما هو حال أغلب الوزارات. تبارى الوزير متحدثا عن خطط مستقبلية ورؤية تبشر بالمزيد من الخير لمصر، مستعرضًا ما يحلم به ويخطط له مع الشركاء الأجانب، وعندما أنهى كلمته توقع أن تكون الأسئلة في صميم ما تحدث فيه لكنه فوجىء بالصحفيين يتحدثون عن أزمات البترول المتكررة وما يحدث داخل شركاتها وأروقتها. فأحد الزملاء تحدث عن أحوال الشركات التابعة للوزارة التي تُركت دون قيادات ليقوم بتسيير أمورها مدير عام، بينما سأل أحد الزملاء الوزير عن سبب عدم الكشف عن أسماء المتسببين في أزمة غش البنزين، رغم أن رئيس الوزراء قال إنهم معمل تكرير وشركة توزيع خاصة، لكن الوزير تهرب من الإجابة، ثم واجهه الزميل بسؤال عن كيفية توفير الغاز في شهر سبتمبر المقبل وعن الكميات والتفاصيل، ولكن الوزير لم يوضح التفاصيل. أما الزميلة ليلى العبد، فجاءت كلماتها لتشكو بحرقة ما تقوم به شركة بوتاجازكو لتوزيع اسطوانات البوتاجاز وبيعها للأسطوانة بسعر 240 جنيها، و250 جنيها في الأماكن الشعبية، وأن السعر الرسمي 200 جنيه وبالتوصيل 210 جنيهات.. فهل غابت معلومات كهذه عن الوزير ومساعديه أم تظاهروا بذلك؛ بدليل أن وزارة البترول اضطرت لإصدار بيان يوضح إحالة تلك الواقعة للتحقيق، ورغم أن الوزارة أكدت أن لقاءات الإعلاميين والصحفيين مع الوزير سوف تستمر.. فإن لسان الحال يقول (أهى مرة وعدّت وتوبة من دى النوبة).
تلوث الأخلاق، وموت الضمير! العرش المفقود لصاحبة الجلالة! نتمنى أن يكون ما حدث مع وزير البترول فرصة لمراجعة طريقة تعامل بعض الوزراء مع الصحفيين، وأن يفتحوا أبوابهم للصحافة، وأن تكون لقاءاتهم مع الصحفيين دورية أو شهرية على أقل تقدير؛ فالصحافة لسان حال الجميع، تحمي الجميع وتدافع عن الجميع، فيومًا ما سيتحول الوزير إلي مواطن عادي ربما يحتاج للصحافة كي تدافع عن حقوقه! ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار ال 24 ساعة ل أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري ل أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية. تابع موقع فيتو عبر قناة (يوتيوب) اضغط هنا تابع موقع فيتو عبر قناة (واتساب) اضغط هنا تابع موقع فيتو عبر تطبيق (نبض) اضغط هنا تابع موقع فيتو عبر تطبيق (جوجل نيوز) اضغط هنا