لا يمكن لأمة أن تنهض بدون صحافة حرة ومسئولة.. ولا يمكن أن تبنى الثقة بين الشعب والحكومة إلا بإعلام قوي مستقل، ينقل الحقائق بشفافية، ويعرض القضايا بمهنية، دون خوف أو تهويل.. ما يجب أن يتذكره كل مسئول أن الصحافة ليست خصمًا للحكومات، بل شريكًا ناصحًا، ومؤشرًا حيويًّا على صحة المجتمعات والديمقراطيات، واستعادة هيبة الصحافة تبدأ بإيمان الجميع بدورها المقدس في خدمة الحقيقة والعدالة. زمان كان الوزير أو المسئول يبدأ يومه بقراءة الصحف والرد على ما يخص وزارته وما يتبعها من أجهزة وجهات مختلفة.. كانت الصحف بلا منافس، ينكب عليها المسئول لقراءتها بعناية؛ وهو ما يعني أن هناك تفاعلًا وتواصلًا مباشرًا من الوزير مع الصحافة، وهو ما كان يتوج باستجابة فورية لما ينشر متعلقًا بمشاكل ومتاعب المواطنين! تُرى هل يقرأ الوزراء اليوم الصحف؟ وهل يطالعون بأنفسهم ما تنشره المواقع والفضائيات ومواقع التواصل الاجتماعي؟ أم تركوا تلك المهمة للمتحدث الرسمي الذي قد يجهل كثيرًا عن الجهة التي يمثلهم أو يجهل على الصحفيين فيسيء معاملتهم ناسيًا أنه في الأصل واحد منهم؟! من عجائب زماننا ما نسمعه الآن من صعوبات ومعوقات يلقاها الصحفي إن فكر أن يتصل بالوزير مباشرة، بل إن زميلًا لي يروي لي حكاية لها العجب؛ إذ ذهب يومًا قاصدًا مكتب إحدى الوزيرات فأخبره رجال أمن الوزارة أنها خرجت للمشاركة في حدث مهم، فتركهم.. وصعد لمكتب نائب الوزيرة وطلب من مديرة مكتبه مقابلته فاعتذرت له متعللة بأن مشغول جدًا ولا يستطيع مقابلته، وطلبت منه ترك بياناته لتحديد موعد لتلك المقابلة، وانصرف الزميل غاضبًا حتى إذا ما همّ بالخروج من بوابة الوزارة وجد حراس الباب وقد انكبوا عليه وتحلقوا حوله متسائلين في حنق وغضب وكأنه ارتكب جرمًا: كيف وصلت لمكتب النائب (ويقصدون نائب الوزيرة)؟ إن لك مسارًا يجب ألا تخطئه مرة أخرى، فلا تتصل بأي مسئول في الوزارة إلا عبر مستشارها الإعلامي..
أرأيتم أين وصلت الصحافة التي يتعارك المرشحون على مقاعد مجلس نقابتها ونقيبها ويتلاسنون ويتشاحنون ويتطاحنون في معارك انتخابية ستضع أوزارها بعد أيام وتحمل النقابة أوزارها.. هل فكر هؤلاء في استعادة سلطان صاحبة الجلالة؟! وشتان بين موقف زميلنا إياه الذي سئل كيف أراد أن يلتقي بنائب وزيرة وبين وزراء ومسئولين كبار بينهم الرئيس الراحل السادات أيام كان رئيس مجلس النواب، الذي ذهب يوما لملاقاة هيكل في مكتبه بالأهرام فقابلته مديرة مكتبه وطلبت منه الانتظار لتحديد موعد في قادم الأيام، حتى يتسنى له مقابلة الأستاذ الذي بلغ في السياسة مرتبة علية جعلته مستشارًا للرئيس عبدالناصر.. أما اليوم فهناك رؤساء تحرير لا يستطيعون حتى مقابلة رئيس حي! والسؤال الذي على المرشحين في انتخابات نقابة الصحفيين الآن أن يسألوه لأنفسهم ويعدوا له جوابًا عمليًا لعلاجه: ما الذي أضعف صحافتنا بهذا الشكل المهين.. وأقول للنقيب القادم وأعضاء المجلس: ماذا أنتم فاعلون لإنقاذ المهنة التي أصبحت في خبر كان.. فلا مهنية ولا مصداقية ولا دخل يناسب طبيعة العمل الصحفي؟! لقد كشفت انتخابات مجلس نقابة الصحفيين أسوأ ما فينا.. اتهامات، وتلاسنات متبادلة وتجرحًا يتوجع له ضمير المهنة.. وناديًا نهريًا مغتصبًا وخارج سلطة النقابة.. بينما كل النوادي الأخري تتصرف فيها نقابتها تصرف المالك في ملكه! ماذا يجب أن تفعل نقابة الصحفيين لاستعادة هيبة الصحافة؟ إذا أرادت نقابة الصحفيين أن تستعيد مكانة الصحافة وقيمتها، فعليها أن تضمن استقلال الصحفيين، وأن تدافع عن حق الوصول إلى المعلومات، عبر المطالبة بقوانين تضمن الشفافية وترسيخ قيم المهنية والموضوعية، لأن الصحافة تفقد احترامها عندما تضعف معاييرها أو تنحاز بلا موضوعية، ناهيك عن تدريب الصحفيين لمواجهة تحديات الإعلام الجديد، سواء في التعامل مع الإعلام الرقمي أو تقنيات كشف الأخبار الكاذبة. وأن تفتح باب نقاش موسعًا مع الحكومة حول دور المستشار الإعلامي في المؤسسات الحكومية الذي تحول في كثير من الأحيان، إلى حاجز إضافي يعمق الفجوة بين الصحافة والحكومة بدلًا من أن تكون جسرًا لردم تلك الفجوة.
جولات الوزراء! آفة مجتمعاتنا.. سوء الفهم والأخلاق! ويمكن القول بلا مبالغة إن وظيفة المستشار الإعلامي ساهمت أحيانًا في التضييق على العمل الصحفي، لا بسبب طبيعتها، بل بسبب سوء فهم بعض المسئولين لدور الإعلام نفسه.. الصحافة تزدهر في بيئة سياسية وقانونية تحترم حرية التعبير وتؤمن بأن النقد وسيلة للتصحيح، لا جريمة تستحق العقاب. ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار ال 24 ساعة ل أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري ل أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية. تابع موقع فيتو عبر قناة (يوتيوب) اضغط هنا تابع موقع فيتو عبر قناة (واتساب) اضغط هنا تابع موقع فيتو عبر تطبيق (نبض) اضغط هنا تابع موقع فيتو عبر تطبيق (جوجل نيوز) اضغط هنا