فجأة وبدون مقدمات أعلن المجلس العسكرى عن تقاعد اللواء اسماعيل عتمان عضو المجلس ومدير ادارة الشئون المعنوية لبلوغه سن المعاش، وهو القرار الذى وضع علامات استفهام أمام التوقيت، خاصة ان عشرة من أعضاء المجلس بلغوا السن القانونية بخلاف عتمان، إلا أن قرار الإحالة للتقاعد لم يشملهم.. كما أن المشير نفسه وصل الى 77 عاما والفريق سامى عنان بلغ 64 عاما. تقاعد عتمان- بحسب تأكيدات الخبراء - تم إعلانه فى غير توقيته فنشرة التقاعد التى تصدر عن القوات المسلحة مرتين فى العام الاولى فى ديسمبر والثانية فى يوليو.. ما يعنى أن القرار خالف توقيت تقاعد عتمان فى نهاية يناير اى بعد خروج النشرة بحوالى 29 يوما. تصريحات عتمان فى الفترة الأخيرة كانت تؤكد على تسليم السلطة فى موعدها كما أنه أول من صرح بأن الجيش لن يكون له وضعية خاصة فى الدستور وهو ما يخالف الحقيقة، فالمجلس العسكرى سعى الى خروج وثيقة السلمى الى النور من اجل الحصول على ميزة خاصة فى الدستور الجديد. عتمان رد على تصريحات كارتر التى شكك فيها فى تسليم السلطة فى موعدها، وقال قبل 15 يوما من اقالته ان المجلس العسكرى سيسلم السلطة على طبق من ذهب كما أنه قبل 25 يناير الماضى اطلق تصريحات عديدة تؤكد ان المجلس العسكرى سيسلم السلطة فى موعدها وهو ما يفتح الباب امام تساؤلات عن مدى علاقة تلك التصريحات بتقاعده، خاصه أن جناحا قويا داخل المجلس العسكرى ليس مع فكرة تسليم السلطة الآن وهذا الجناح يبدون انه مسيطر على القرارات داخل المجلس ولم يعجبه اصرار اللواء اسماعيل على عودة الجيش الى ثكناته. الغريب انه فور نشر قرار تقاعد عتمان أنشئت له صفحتان على موقع التواصل الاجتماعى فيس بوك تطالب بترشيحه لرئاسة الجمهورية، انضم إليهما عدد كبير من المؤيدين خاصة انه يلقى قبولا لدى بعض الثوار، ولكن تلك الخطوة فتحت باب التساؤلات حول امكانية الدفع به كمرشح للعسكرى ولكن الخبراء استبعدوا تلك الفكرة. اللواء عصام شلتوت الخبير الاستراتيجى قال إن توقيت صدور نشرة التقاعد، التى تضم أسماء الضباط المحالين الى التقاعد تصدر مرتين.. فى ديسمبر ويوليو، والتوقيت الذى صدر فيه قرار تقاعد عتمان ليس موعدا للتقاعد على الإطلاق. وأضاف: عتمان يحال فى هذا التوقيت من خلال شرطين الأول هو أن يكون طلب التقاعد فى تلك الفترة أو أن المجلس أحاله إلى التقاعد كما أن الحديث عن سن التقاعد خاطئ فلا يوجد ما يسمى بسن التقاعد، والمشير نفسه و10 أعضاء من المجلس العسكرى تجاوزوا سن التقاعد. وقال إن اللواء إسماعيل عتمان من أفضل الضباط والكل يحبه داخل الجيش ومن النادر أن يتم تقاعده فى غير الفترة على الإطلاق إلا اذا كانت تلك هى رغبه العسكرى على الإطلاق. وقال اللواء محمد النجومى الخبير العسكرى إن المشير رأى ان خطاب عتمان فشل فى تحسين صوره الجيش فى الشارع كما أنه ليس وجها محبوبا لدى الثوار..مؤكدا أن عتمان كان عبارة عن محطة لتنفيذ ما يراه المشير ويبدو أنه تجاوز هذا المخطط وارتكب اخطاء من وجهة نظر العسكرى فأحيل إلى التقاعد. وأشار إلى انه من الممكن أن تكون تصريحات عتمان حول تسليم السلطة هى السبب خاصه انه افرط فيها فى الفترة الأخيرة خاصة انه من المفترض ان يتحدث وفق سيناريو مرسوم له لا يخرج عليه وإذا تجاوز هذا السيناريو يكون قد تجاوز الخط الأحمر خاصة أن عتمان لم يكن عليه، اتفاق داخل المجلس العسكرى وهناك خلافات بينه وبين كثيرين داخله، وقال النجومى إن تعيين عتمان كرئيس لأركان حرب القوات المسلحه هو منصب شرفى. وقال اللواء متقاعد محمود سالم إن عتمان فشل فى ضبط صورة الجيش فى الشارع المصرى وكان هناك هجوم شديد عليه خلال الأيام الماضية بما يعنى انه لم يستطع ان يضع الجيش فى صورته الصحيحة فقرر المجلس العسكرى أحالته الى التقاعد ولكن من الواضح ان حديث الشارع حول تقاعد عتمان أشعر المجلس بأن الشائعات من الممكن ان تمتد فيقررون إسناد منصب له. واضاف: ليس شرطا للتخلص من اى ضابط فى الجيش انتظار نشرة التقاعد او بلوغ سن المعاش، فالمشير يملك صلاحيات إحالة أى ضابط للتقاعد، كما ان تعيينه كمساعد لرئيس الأركان لا يقلل من وظيفته خاصه ان رئيس الأركان هو الرجل الذى يسيطر على كل شيء فى الجيش ويعرف تفاصيل تشكيلاته ومن المستبعد ان يتم ترشيح عتمان لرئاسة الجمهورية وهو موقف لا يعلم عنه عتمان شيئا وانما صدر من بعض الشخصيات التى تعاطفت معه. وقلل اللواء سامح سيف اليزل الخبير الاستراتيجى من أهميه تقاعد عتمان وقال انه امر طبيعى فالمجلس العسكرى رأى فى تلك الفترة إحالته للتقاعد فى ذلك الوقت خاصة انه من الممكن ان يحيل ضباطا للتقاعد وهو فى سن ال 35 عاما دون اى مشاكل، وأضاف ان عتمان بلغ سن التقاعد بالفعل منذ عامين وتم المد له لمدة عامين ولكن لم يتم التجديد له وأسند إليه مهمة اخرى طبقا للوائح دون اى مشاكل وليس هناك سر فى إقالته ولا يجب ربطها بأى حديث يذكر. فيما قال الناشط السياسي جورج اسحق ان العسكرى يعشق الغموض فقرار تقاعد عتمان لا يعرف عنه احد شيئا والحديث عن التقاعد بعد بلوغ السن غير مجد خاصة ان المشير طنطاوى وعددا من اعضاء العسكرى تعدوا سن المعاش فعلا وقال اسحق لو سكت الشعب على المؤامرة وأسلوب العسكرى فى الإدارة يستحق ما سيحدث له. ويرى اللواء عثمان كامل ان تقاعد عتمان منطقى ويخضع لرغبة وإرادة المجلس العسكرى، المشير طنطاوى فهو بلغ سن التقاعد فى سن ال 58 عاما وتم التمديد له عامين ولم يتم التجديد له بعد ذلك.