على ضفافه يجتمع الغني والفقير ويسيروا فوقه ويستمتعوا به، بل يفرون إليه مسرعين هربًا من لهيب حر الصيف، وما بين "اللانشات، والمراكب النيلية الصغيرة البسيطة" هناك الأتوبيس النهري والتاكسي النهري المتاحان للمواطنين في استخدامهما للتنقل. فيختار البسطاء الأتوبيس النهري ليكون وسيلة انتقالهم وفي نفس الوقت قضاء وقت للنزهة لهم ولأطفالهم، أما عن التاكسي النهري فاختلف عليه الرأي ما بين غلاء سعره فلا يسمح للمواطن البسيط استخدامه، وبين محاولة القائمين عليه الوصول للزبون بأقصى سرعة وفي أقرب مكان متاح له. وعقب ارتفاع أسعار المحروقات توجه الكثير من المواطنين للبحث عن بدائل للنقل أرخص من الميكروباصات والتاكسي وحتى الشركات الخاصة نظرًا لارتفاع أجرتها، ومحاولة منهم لتقليل حدة ارتفاع أسعار كل السلع والخدمات نتيجة لتلك الزيادة. ورصدت الوفد مدى إقبال المواطنين وآرائهم في استخدام الأتوبيس النهري كبديل للنقل البري بعد ارتفاع أسعار أجرة الميكروباصات وتعريفة التاكسي، وقال علاء محمد: "إن الأتوبيس النهري كوسيلة للنقل "ممتازة" لرخص تذكرته ولعدم مواجهته الزحمة والاختناق المروري الذي تشهده الطرق خاصة بوقت الذروة والحر، بجانب أنه مناسب له كوسيلة نقل رئيسية وذلك نظرًا لقرب مقر شركته من نهر النيل". وأكد محمد، أن الأتوبيس النهري يعتبر من النقل العام الحكومي وأجرته مناسبة لجميع الطبقات البسيطة، مشددًا على أنه يعتبر وسيلة جيدة في ظل هذا الغلاء الذي تشهده البلاد كل فترة، طالبًا المسئولين أن يكون له مواعيد ثابتة مثل النقل العام البري، معربا عن استيائه من طول مدة الانتظار التي يبقيها الراكب حتى ينطلق الأتوبيس في رحلته، بجانب رغبته في زيادة المواقف والمراسي الخاصة به حتى يتمكن المواطنون من استخدامه بشكل أكثر. واستكمل:" لو الأتوبيس مواعيده مضبوطة هستخدمه على طول احنا بندور على أي حاجة رخيصة في الايام دي وفي نفس الوقت مش زحمة زي اتوبيس النقل العام خصوصا في الحر ده". "أقل أجرة في الوقت اللي احنا فيه ده"، هكذا قال مرزوق سيد الذي كان مصطحب عائلته معه في الاتوبيس النهري، موضحًا أن غلاء الأسعار جعل الفرد يبحث بشتى الطرق عن أرخص شيء يقضي غرضه. وتابع سيد:" أنا ومراتي وعيالي يعني لو فكرت أروح مشوار بحمل هم المواصلات علشان كده بدور على أقل أجرة وبستخدم الأتوبيس النهري كبديل للبري في المشاوير اللي بيصل إليها، وكمان فرصة العيال تتفسح وبيحبوه، واهو يبقى أتفسحنا بردو"، فيما استنكر عدم تواجد الكثير من المراسي للأتوبيس النهري وقلة الاهتمام به حتى يجعله وسيلة مواصلات أساسية للمواطنين وليس قبلة للتنزه رخيص السعر فقط. وأشارت "أم منة" سيدة مسنة مصطحبة معها حفيدها، الى أن النقل النهري تذكرته قليلة مقارنة بالكثير من النقل البري، معتبرة أنه أفضل من البري لعدم ازدحامه خاصة في ظل تلك الأيام الحارة. واستكملت المسنة: "أنه بالرغم من مميزات الأتوبيس النهري بالنسبة لها إلا أنها لا تستخدمه كثيرا في قضاء مصالحها، ولكنها تصطحب حفيدها من وقت لآخر للتنزه من خلاله". وقال محمود حامد موظف: "إنه لا يستخدمه كوسيلة للنقل بالرغم من معاناته من ازدحام المواصلات العامة البرية، بجانب جشع سائقي الميكروباص في غلاء الأجرة بشكل وصفه بالمستفز بمجرد ارتفاع سعر الوقود". وطالب حامد بأن يوجه المسئولون اهتمامهم بالأتوبيس النهري ليعود كسابق عهده وسيلة انتقال رئيسية، ويكون حلًا مساعدًا لأزمة المرور خاصة بعد توجه الكثير من المواطنين لوسائل مواصلات النقل العام لرخص تذكرتها. بينما أكد أحد العاملين بالأتوبيس النهري، أن المواطنين يستخدمون الأتوبيس النهري للتنزه فقط وقليل منهم من يعتمد عليه كوسيلة انتقال رئيسية حتى بعد ارتفاع الأسعار، مشيرًا الى أنه يشهد ازدحامًا شديدًا في الأعياد والمناسبات كوسيلة للتنزه، مستنكرًا ابتعاد المواطنين عن استخدام الأتوبيس النهري، بالرغم من أن سعر تذكرته مثل أتوبيس هيئة النقل العام، بجانب عدم ازدحامه بالركاب في ظل هذا الجو الحار.