وصل الرئيس عبدالفتاح السيسي، قبل قليل، إلى العاصمة المجرية، "بودابست"، في زيارة تستغرق ثلاثة أيام، تلبية لدعوة رئيس وزراء المجر، فيكتور أوربان. ويحضر الرئيس قمة تجمع دول "فيشجراد" التي تعد بمثابة تحالف سياسي وثقافي يجمع "المجر وبولندا والتشيك وسلوفاكيا"، ويهدف إلى تعزيز اندماج الدول الأربع الأعضاء في الاتحاد الأوروبي وتقوية التعاون بينهم خاصة في المجالات الاقتصادية والعسكرية والطاقة والهجرة. وبدأت العلاقات الدبلوماسية بين مصر والمجر في 1928، وتعد مصر الدولة العربية الأولى التي أرسلت لها المجر بعثة دبلوماسية عام 1939، وتبلورت تلك العلاقات في عدة مستويات، نرصدها خلال التقرير الآتي: سياسي كانت المجر من أولى الدول الداعمة لمصر، في الحرب ضد الإرهاب، ولم يصدر عنها أي انتقادات للقاهرة في هذا الصدد، بل طالما نظرت بودابست إلى الحرب التي يخوض غمارها الجيش والشرطة في مختلف أنحاء مصر، على أنها دفاع أيضًا عن أمن المجر، لأن خطر الإرهاب يهدد الجميع. وتؤمن المجر، التي تتمتع بعضوية الاتحاد الأوروبي، بأن استقرار مصر هو أفضل ضمان لاستقرار الشرق الأوسط، منطقة الجوار المباشر لأوروبا. وأعلنت دعمها الكامل لحصول مصر على مقعد في مجلس الأمن الدولي، وفي المقابل، تعهدت القاهرة بتأييد ترشح المجر لعضوية مجلس حقوق الإنسان بجنيف لعامي 2016-2017. اقتصادي بلغت الاستثمارات المجرية في مصر حوالي 26 مليون جنيه، حسب ما سجلته الهيئة العامة للاستعلامات، وهي فرصة أمام الصادرات المصرية ، حيث يزيد إنتاج الدول الأوروبية المحلي عن 206 مليارات دولار، ونصيب الفرد فيها من ذلك الناتج نحو 20 ألف دولار سنويًا، وتستفيد مصر من الموقع الجغرافي للمجر لوصول هذه الصادرات المصرية لأسواق وسط وشرق أوروبا نظرًا لمجاورة المجر للعديد من دول هذه المنطقة وسهولة وقلة تكاليف حركة النقل منها لهذه الدول. وفي عام 2008 كان توقيع اتفاقية تأسيس مجلس الأعمال المصري المجري، الذي يهدف إلى التعاون في قطاعات تكنولوجيا المعلومات والسكك الحديدية وتنقية المياه ووحدات انتاج مياه الشرب والأسمدة العضوية والزراعة ومعدات تزويد المنازل بالطاقة، أما في 1999 وقع اتفاق بهدف لتبادل المعلومات في مجال ضمان ائتمان الصادرات لتسهيل التبادل التجاري بين مصر والمجر. سياحي وفي المجال السياحي، يوجد أكثر من 65 ألف مجري يزورون مصر سنويًا، وأكثر من 6 آلاف ليلة سياحية، حسب آخر الإحصائيات المنشورة. طبي وفي المجال الطبي، بدأت مصر والمجر مشروعًا متكاملاً لانتاج مصل ضد أنفلونزا الطيور والخنازير، وبدأت الأبحاث الخاصة به منذ عام ونصف، كما يوجد تعاون مشترك لانتاج السرنجات الآمنة.
