لكل حدث سلبياته وإيجابياته، ويبقى التاريخ شاهداً على ما مرت به مصر من أحداث وثورات كانت لها القول الفصل فى تغيير المسار، وتبقى ثورة 30 يونيه 2013 نقطة فاصلة فى تاريخ مصر، لها ما لها وعليها ما عليها، إلا أنه لا يمكن فى النهاية إغفال دور وعظمة الشعب المصرى فى تقدير الموقف. ولثورة 30 يونيه إيجابياتها وسلبياتها مثل غيرها من الثورات سواء كانت داخل مصر أو خارجها، ليبقى للواقع الذى نعيشه، والمستقبل الذى ننتظره كلمة الحسم فى ثورة شارك فيها جميع المصريين لإسقاط نظام حكم جماعة الإخوان الإرهابية، والرئيس محمد مرسى. فى الذكرى الرابعة للثورة تحتم علينا ظروف الواقع المعاش أن نقف عند حدود المكاسب. قال الدكتور خالد رفعت، مدير مركز طيبة للدراسات السياسية والاستراتيجية: إن ثورة 30 يونيه جاءت بمكاسب جلية على الشعب المصرى، تمثل أبرزها فى إنقاذ مصر من مؤامرة تقسيمها، واستمرار المخطط الغربى نحو الفوضى فى المنطقة، إلى جانب عودة مصر للمصريين - بحسب تعبيره. وأوضح «رفعت»، أن ثورة 30 يونيه أثبتت قدرة الشعب المصرى على اتخاذ قراره بنفسه واستطاعته على التغيير الذى يصل إلى رأس الدولة حينما يشعر بالخطر، الأمر الذى يؤكد ثقة المصريين بأنفسهم، وقدرتهم على التصدى للمخططات الخارجية، ورفض الحكم الدينى المتسلط واختزال الوطن فى مجرد جماعة إخوانية. وأضاف مدير مركز طيبة فى تصريحاته ل«الوفد»، أن ثورة 30 يونيه كشفت الدور الحقيقى الذى تلعبه بعض الدول ضد مصر، خاصة الموقف القطرى، ووضع حد فاصل تجاه دعم وتمويل الجماعات الإرهابية على مدار السنوات الماضية، قائلاً «الأمور تسير نحو الأفضل والشعور بالتحسن سيأتى تباعاً، لكن الأهم هو عودة الوطن لأصحابه». وترى الدكتورة نهى بكر، أستاذ العلوم السياسية، أن مكاسب الثورة تتمثل فى إزالة حكم الرداء الدينى الذى ارتدته جماعة الإخوان، وإنقاذ البلاد من خطر الطائفية واللعب على وتر المسلمين والمسيحيين بين الحين والآخر، وإنقاذ المواطنة من الخطر الذى يحيط بها. وأكدت «بكر» فى حديثها ل«الوفد»، أن ثورة 30 يونيه أنقذت مصر من الزج بها فى تحالفات سياسية كانت بمثابة وابل من الخراب على مصر لتبنى سياسة خارجية فاشلة تقوم على مصالح الجماعة وليس الوطن، قائلة: «لا شك أن أبرز الخسائر يتمثل فى إراقة الدماء من الجانبين والدم المصرى كله حرام». واستكملت أستاذ العلوم السياسية حديثها، بأن ثورة 30 يونيه أنقذت مكاسب المرأة التى حصلت عليها خلال السنوات الماضية حيث جاءت أجواء ما قبل 30 يونيه لتحمل تهميش المرأة فى المناصب القيادية وحالة التخوف التى سيطرت على المرأة المصرية بسبب النيل من حقوق اكتسبتها مسبقاً. وتضيف «بكر»: الثورة كشفت أطماع القوى الإقليمية وسعيها لهدم مصر، كما كشفت الوجه الآخر لدول مثل تركيا وقطر وغيرهما من الدول فى دعم وتمويل الجماعات الإرهابية. مختتمة حديثها: «بالرغم من الصعوبات الحالية، فإننا أصبحنا أمام خطة اقتصادية واضحة سيكون لها أثر أفضل خلال الفترة القادمة». من ناحيتها، قالت الإعلامية والكاتبة الصحفية فريدة الشوباشى: إن أهم مكسب لثورة 30 يونيه تمثل فى الحفاظ على مصر الوطن والأرض والحدود، ووقف مخطط التقسيم الذى ظهرت بوادره فيما سمى «ولاية سيناء» وغيرها من المسميات، قائلة: «كنا على مشارف تنفيذ ما ذكره كيسنجر بأن بقاء إسرائيل يقوم على تقسيم الدول العربية إلى دويلات عرقية وطائفية». واختتمت «الشوباشى» حديثها قائلة: «لن أتحدث عن أمور كثيرة، لأن الأهم هو عودة الوطن وإفشال مشروع الشرق الأوسط الجديد بالنسبة لمصر والأمور بدأت تسير نحو الأفضل فى ليبيا وسوريا وقريباً فى اليمن إن شاء الله».