في العام الماضي كانت أجازة نصف العام "محظور الاستمتاع بها" على طلاب الجامعات والمدارس، لتزامنها مع فترة "حظر التجول" في أعقاب الثورة وحالة الانفلات الأمني، وهو ما منع الطلاب من الاستمتاع بأجازة نصف العام الماضية التي ينتظرونها بفارغ الصبر، كفاصل دراسي يواصلون بعده العام الدراسي.. أما في هذا العام فقد جاءت الاجازة بدون حظر تجول، ورغم أن المشهد السياسي تغير عن العام الماضي، إلا أن ذلك لم يمنع الطلاب الذين التقتهم (الوفد) أن يختلفوا حول الاستمتاع بها، فمنهم يرى أن الأجازة الحالية لم تختلف كثيرا عن سابقتها وبالتالي لم يشعروا بها، وهناك من يرى أن الأجازة هذا العام مختلفة وقادر على التعايش معها. حظر تجول أسري تقول شروق يحيى، طالبة بكلية الإقتصاد والعلوم السياسية بجامعة القاهرة: "لم أشعر بأي فرق بين الاجازتين، لأنني ببساطة شديدة لم أخرج في أجازة العام السابق ولا هذا العام، فالفارق بالنسبة لي أن العام السابق كان هناك حظر تجول مفروض من الدولة والعام الحالي حظر تجول مفروض من أسرتي!". تدخلت في الحوار شقيقتها باسنت، طالبة بالثانوية العامة، قائلة: "عندنا حظر تجول طول العام سواء في الدراسة أو حتى في الأجازة، لأن فكرة الخروج لدينا ممنوعة بعد أحداث البلد أو بمعنى أدق ما يحدث في ميدان التحرير، فأسرتنا تخشى علينا من أي أمر قد يحدث لنا، وقبل الثورة كنا في الاجازات نخرج بشكل طبيعي مع أصدقائنا لأنه كان فيه أمان في الشارع، أما الآن فالخروج أصبح ممنوعا إلا مع أسرتنا وبشكل قليل". "مالهاش طعم" محمود إبراهيم، طالب بالفرقه الثانية بكلية التجارة، يقول: "أجازة نص الستة اللي فات كانت أغرب أجازة عشناها وطبعا بسبب أحداث الثورة وفرض حظر التجول، فمحدش عرف يتحرك ولا يخرج، أما السنة دي الحمد لله الواحد قادر يتحرك ويخرج براحته بس برضه في قلق عند أهالينا، مابقاش فيه أمان زى الاول، يعنى كنا بنخرج ونسهر ونتأخر براحتنا أما دلوقتي مفيش تأخير علشان حوادث السرقة والبلطجة اللي ممكن أي حد يتعرضلها بكثرة هذه الايام". يتفق معه في الرأي زميله نور عبد اللطيف، قائلا: "مش معنى إن مفيش حظر تجول أن الدنيا خلاص بقت كويسه، أنا وكتير من أصحابي مش عارفين نخرج وقاعدين في البيت بسبب الثورات والمسيرات والاعتصامات اللي في الشوارع، علشان كده الأجازة دي كمان مالهاش طعم". "مفيش مقارنة" أما عمر محمود، طالب بالفرقة الرابعة بكلية الآداب جامعة عين شمس، فيقول: "طبعا أنا حاسس بفرق كبير بين الأجازة السنة اللي فاتت والسنة دي، إحنا في الاجازة دي قادرين نخرج ونقضي وقتنا زى ماحنا عايزين حتي لو مافيش أمان زي الاول بس برضه أحسن بكتير من أجازة السنة اللي فاتت اللى مرت علينا مش بس بحظر تجول لأنه كان هناك رعب وخوف وقلق، وكنا قاعدين في الشوارع ليل ونهار من غير نوم، فطبعا مفيش مقارنة، وأتمنى أن أيام الأجازة اللي فاتت ما ترجعش تاني خالص". ويوافقه محمد أحمد، طالب بالفرقة الثالثة بكلية الحاسبات والمعلومات، قائلا: "أكيد الأجازة السنه دي أفضل بكتير، بس أنا مقدرش أنكر أن السنه اللي فاتت كانت الأجازة ليها طعم تاني، فجو حظر التجول ووجودنا في الشارع بصفه مستمرة جمعنا كلنا مع بعض، الجيران عرفوا بعض وكلنا كنا أيد واحده بنحمي بعض من أي حاجه مش كويسه، وبسبب ما حدث العام اللي فات، أتعودنا خلاص على أننا لازم في كل أجازة نتجمع كل يوم في الشارع ونجلس عند بيوتنا برضه لحمايتها وحماية بناتنا وأخواتنا". ... وأنت.. هل تشعر بالفرق بين أجازة العام السابق وهذا العام؟