الإيثار هو نوع من الجود، وهو تفضيل الغير على النفس، مع الحاجة بل مع الضرورة وهذا لا يكون إلا من نفس سوية، والإيثار هو تقديم الغير على النفس وذلك ينشأ عن قوة اليقين وتوكيد المحبة والصبر. ونماذج الإيثار كثيرة فى التاريخ الإسلامى، وهناك نفر كثير تمتاز خلقهم بهذه الصفة الأكثر من رائعة. والإيثار فى أبسط معانيه: هو أن نقدم منافع غيرك على منافعك، أن تحب لأخيك ما تحب لنفسك، بل وأكثر مما تحب لنفسك، أن تعطى لأخيك مثل أو أكثر مما تعطى لنفسك، أن تخدم غيرك -عند الحاجة والاقتضاء- أكثر مما تخدم نفسك، وذلك رغبة فى رضى الله تعالى، فقد يجوع المؤثر ليشبع غيره، ويعطش ليروى سواه، بل قد يموت فى سبيل حياة الآخرين، وبهذا الشعور النبيل يجدد حقيقة إيمانه فيطهر نفسه من الأثرة والأنانية التى هى حب النفس وتفضيلها على غيرها. وهو منزلة رفيعة القدر، لا يتخلق به إلا أصحاب القلوب التى وعت إنسانيتها وفهمت دينها وتحقق لها القرب من الله، ويقول تعالى: «ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة».