لشهر رمضان نكهة مختلفة عن باقي الأشهر، خصوصاً تلك المائدة الرمضانية التي تجمع الأهل والأحباب في جو أسري مميز، وتُعد ليلة النصف من رمضان مذاقًا خاصًا جدًا في شارع "جمال عبد الناصر"، بمحافظة الجيزة حيث اعتاد أهالي الشارع علي التجمع والإفطار في منتصف الشارع ليلة 15 رمضان في عادة توارثها الأجيال منذ 15 عامًا تقريبًا، لتعزيز المحبة والألفة وتواصل الجيران مع بعضهم البعض وتعزيز الترابط المجتمعي بينهم. وفي مشهد رأسي من شارع "جمال عبد الناصر"، الذي يبلغ طول 20 مترًا تقريبا، وقبل أذان المغرب بنصف ساعة تجد مائدة إفطار منصوبة بطول وعرض الشارع تضم أكثر من 800 كرسي، وتجهيزات تتم علي قدم وساق من الأطفال و الشباب الكل يعمل بصمت في وضع المأكولات والمشروبات وتجهيز المائدة، وكانت بسمة الرضا والسعادة علي وجه الحضور هي العنوان الأساسي لهذا المشهد. يحرص كبار و عواقل شارع جمال "عبد الناصر"، علي دعوة أبناء الشارع الذين غادروا المنطقة لظروف المعيشة والزواج وانتقالهم للإقامة بمناطق أخرى، لحضور إفطار المحبة بالشارع مثل كل عام. تجد جميع أهالي شارع "جمال عبد الناصر" بمحافظة الجيزة يتنافسون علي تقديم الخدمة، بعضهم إلى بعضٍ لحظة الإفطار ويضع كل جارٍ أمام جاره المأكولات والمشروبات ليضمن أن جاره استمتع بالإفطار علي أكمل وجه. المهندس صابر أحمد، احد مؤسسي إفطار"المحبة" بشارع جمال عبد الناصر، قال أن أبناء الشارع يحرصون كل عام على تنظيم إفطار جماعي لأهالي الشارع، مشيرًا إلى أن الفكرة بدأت منذ 15 عامًا وسنستمر في توريثها لأبنائنا. وأضاف أحمد، في تصريحات خاصة ل"بوابة الوفد"، أن هذه الفكرة بدأت من خلال تجمع أربع شباب من أبناء الشارع للإفطار معًا في رمضان، وتابع قائلا:" بدأ الشباب بإحضار مأكولات من منازلهم وقاموا بفرش سجادة في منتصف الشارع قبل أذان المعرب لتناول الإفطار مع بعضهم البعض وبعد ذلك خطر في أذهان أبناء الشارع جعل هذا الإفطار جماعي لأهالي الشارع عن طريق وضع مائدة كبيرة في منتصف الشارع وتحديداً يوم 15 رمضان من كل عام للتجمع وأُطلق عليها إفطار "المحبة". وأشار، إلى أن الفكرة تهدف إلى تعزيز المحبة والألفة، والتواصل مع الجيران بعضهم البعض وتعزيز الرابط المجتمعي بينهم خاصة الجيل الصاعد في هذه الأيام المباركة. ومن جانبه قال اللواء ماهر علي عيسي، من أبناء شارع "جمال عبد الناصر"، أن إفطار "المحبة" بشارع جمال عبد الناصر، عمل إيجابي يهدف إلي ترسيخ العادات والقيم والمبادئ والأخلاق الحسنة والحفاظ عليها، مشيراً إلى أن هذا الإفطار يساهم في خلق شعور جميل لدي أبناء الشارع من خلال هذا التجمع الأسري. وأضاف ماهر، أن فكرة إفطار"المحبة"، قائمة منذ 15 عاماً ونحرص كل عام علي التواجد مع الجيران لحضور الإفطار، لافتا إلى أهمية انتشار هذه الفكرة في جميع شوارع مصر من أجل نشر المحبة والمودة بين أبناء الشعب. فيما قال العميد شحاتة أحمد، من أبناء شارع "جمال عبد الناصر"، أنه يحرص علي حضور إفطار "المحبة" كل عاما، مشيراً إلى أن هذا الإفطار يُعد الأول من نوعه في محافظات مصر. وأضاف أحمد، أن جميع أهالي الشارع يساهمون في الإفطار وسط جو اسري يسوده المحبة والألفة بين الجميع، مشيرًا إلى أن كل منزل في الشارع يحرص علي حضور الإفطار . شاهد الفيديو