الفنان هانى رمزى يسير بخطى ثابتة فى طريقه، الدقة والعناية هى وصف لاختياراته الفنية، قدم للسينما العديد من الأعمال الكوميدية التى حاربت هموم المواطنين بالضحك، ليعبر عن واقع مؤلم، فكان الصعيدى والمدرس وسائق التاكسى ورئيس الجمهورية. يشارك الفنان هانى رمزى هذا العام فى رمضان ببرنامج «هانى هز الجبل» لتكون ثالث تجربة له فى برامج المقالب بعد «هانى فى الأدغال» و«هبوط اضطرارى». عن تحضيره لبرنامجه واتهامه بتقليد رامز جلال والمخاطر التى يواجهها الضيوف، وابتعاده عن الدراما ونظرته للمستقبل تحدث الفنان هانى رمزى ل«الوفد». كيف يتم الاستعداد للبرنامج؟ - الاستعداد للبرنامج يكون على حسب الفكرة، بالطبع يعرض علىّ أفكار كثيرة ولكنى أبحث عن أفضلها، وبعد ذلك أدخل فى مرحلة أخرى وهى التنفيذ، ففكرة هذا العام كانت موجودة منذ عامين، ولكننا لم نكن نعرف كيفية تنفيذها، حتى جاء لنا رد من الشركة المنفذة من الخارج. هل فريق العمل كانوا غير مصريين؟ - فريق العمل كان يضم أشخاصاً من أمريكاولبنان ومصر، و«الميكانيزم» نفسه المستخدم بالكامل استوردناه من خارج مصر، وسوف أقوم بالإفصاح عن كواليس البرنامج فى الحلقة ال30. ما مدى درجة الأمان فى المقلب؟ - الأمان كان على أعلى مستوى، العربة بالكامل تعمل بالريموت، بدءاً من حزام الأمان حتى سيرها والتوازن الذى تقوم به، كما أن المكان الذى تقع فيه السيارة تم تمهيده مخصوص للبرنامج على ميل 78 درجة، حيث قمنا بالبحث فى الجبال كثيراً حتى استقررنا على هذا المكان ليكون مناسباً لتنفيذ الفكرة، والضيف لم يكن يستطيع الخروج من السيارة إلا إذا قمنا بفتحها، قمنا بتجربة الفكرة أكثر من مرة لمدة شهر، حتى وصلنا لدرجة عالية من الأمان، ولم نترك شيئاً للصدفة، حتى الحديد الذى فى السيارة كنا نقوم باختباره بعد كل ضيف، حتى نطمئن أنه لم يتأثر بالمقلب. ترددت كثيراً أخبار عن وقف تصوير البرنامج لعدم وجود ميزانية؟ - قرأت مثل الجمهور أن البرنامج توقف لعدم وجود ميزانية، ولكن هذا غير صحيح بالمرة. ماذا عن أخبار سفرك إلى الهند؟ - الهند كانت عملية لتشتيت الانتباه حتى لا يعرف الضيف أنه قادم للحلقة، فلن يخطر للضيوف إنى فى لبنان، وكل الأخبار تقول إنى فى الهند. هل تم وضع مواصفات خاصة للضيوف؟ - بالفعل قمنا بوضع مواصفات خاصة للضيوف لأن المقلب صعب جداً، وكنت أشعر بالخوف وأنا أقف على الأسفلت، ما بالك بالذين يقفون على حافة الجبل، لذلك عندما عرض علىّ بعض الأسماء قمت برفضها لأنهم لن يتحملوا هذا المقلب، كما اعتذرت لبعض الضيوف بعد قدومهم ولم نجعلهم يصورون الحلقة، فأحدهم كان يتكئ على عكاز بعد إجراءه عملية «ديسك» وأخرى كانت حاملاً، بمجرد أن رأيناهما بهذا الشكل قمنا بالاعتذار لهما بشكل لائق، ولم نصور معهما. لماذا كل ضيوفك من الصف الثانى؟ - الميزانية بتحكم نوع الضيوف، بجانب أننا كنا نراهن على الفكرة نفسها وقوتها، فلن يفرق مع الجمهور من بالسيارة على قدر رؤيته للمقلب نفسه وصعوبته. هل تحدثت مع أحد النجوم وطلب أجراً مرتفعاً؟ - الحقيقة أنني لا أعرف أجور الضيوف ولم أتفق معهم ولم أشغل بالى بهذا الأمر. يتساءل الجميع ما الذى دفع هانى رمزى لتقديم مثل هذه البرامج؟ - اتجهت لذلك النوع عندما رأيت أن هذه البرامج تحصل على الأكثر مشاهدة فى رمضان، وأصبحت جزءاً أساسياً من طقوس الشهر الكريم، حيث إنها حلت محل الفوازير، ويشاهدها الجمهور، وتقديم هذا النوع ليس بالأمر السهل بل شاق ومتعب للغاية، وعندما قررت خوض التجربة قمت به بأسلوبى لتليق بى، وكان شرطى أن الحلقة تضيف إلى الضيف ولا تأخذ من رصيده. هل تعترض على ما يقدمه رامز جلال؟ - بالتأكيد لا، لأن الجميع تعود على أسلوبه فهو فى الطبيعى هكذا، وأصبح لديه جمهور كبير ينتظره فلماذا أعترض أنا؟! لماذا تقوم بتقليده فى الأفكار إذاً؟ - لا أقوم بتقليده.. وتشابه الأفكار بين البرنامجين صدفة، فإذا لم نكن نصل لحل مشكلة الأمان فى فكرة هذا العام كنا قدمنا فكرة مختلفة. هل يمكن أن تقع فريسة له فى إحدى المرات؟ - هذا أمر صعب للغاية، لأننى قبل تصوير البرنامج ب4 شهور أغير رقم الهاتف ولا أتحدث مع أحد، وكذلك رامز، فلن نستطيع الوقوع فريسة لبعض. متى ستتوقف عن تقديم هذه البرامج؟ - لا أعرف إلى متى سوف أظل أقدم هذه البرامج، لأنه لا أحد يعلم ماذا سوف يحدث غداً. من الضيف الذى سعدت باستضافته؟ - محمد زيدان من الأشخاص الذين كنت أريد إيقاعهم، لأنه جارى وأخذ حرصه الكامل حتى لا يقع فريسة فى برنامجى، وعندما قلت له إننى سوف أستضيفه قال لى إنه صعب أن يقع فريسة، لذلك كنت سعيداً بما فعلته به. هل ندمت على استضافة أحد؟ - لماذا أندم على استضافة أحد، والندم كان من الممكن يحدث لو تعرض أحد الضيوف لمكروه، ولكن الحمد لله لم يحدث ذلك. متى سوف تعود إلى الدراما؟ - ابتعادى عن الدراما غصب عنى، لأننى لن أستطيع منافسة نفسى، ولكنى اشتقت للدراما، وربما أقدم عملاً فى الموسم الموازى. ماذا عن السينما؟ - يتبقى لى تصوير 4 أيام فى فيلم «قسطى بيوجعنى»، وللأسف لن يلحق عيد الفطر، لأنى مشغول فى مونتاج البرنامج، وأسجل مسلسلاً إذاعياً، بجانب جلسات العلاج الطبيعى التى أقوم بها بعد تعرضى للإصابة أثناء تصوير البرنامج. كيف تمت إصابتك أثناء تصوير البرنامج؟ - غرفة التحكم الخاصة بالبرنامج تحت الجبل، فبعد انتهاء المقلب من المفترض أننى أقوم بالظهور جرى إلى الأعلى للحديث مع الضيف، فمرة تلو الأخرى حدث تمزق فى الأربطة وقطع، فقمت بالضغط عليها بعد تناول مسكنات قوية أثناء تصوير الحلقات، مما أضر بها واحتاجت إلى جلسات علاج طبيعى مكثفة. هل يمكن أن تقدم أدواراً بعيدة عن الكوميديا؟ - لماذا لا أنا دائماً أبحث عن أدوار جديدة أقدمها حتى فى الأفلام الكوميدية التى قدمتها، لذلك عندما أجد دوراً جاداً سوف يضيف لى سأقدمه على الفور. لماذا أغلبية أدوارك تدخل فيها السياسة؟ - منذ أن كنت «هاوى» وأقدم مسرح الجامعة، كنت أقدم عروض «كباريه سياسى»، وكنا نحصل بها على جوائز وهكذا، فضلاً عن انشغال العائلة بالسياسة ابتداء من جدى الذى كان أحد ثوار ثورة 1919، فهذا أمر أصبح فى الدم. هل شعرت بقلق بعد الأحداث الأخيرة من تفجيرات؟ - عمري ما شعرت بالقلق على مصر أو شكيت أنه سوف يحدث تفرقة بين المسلمين والمسيحيين، مهما حاولوا لن يعرفوا ذلك، لأننا نسيج واحد منذ قديم الأذل، وحاول من قبل الاحتلال الإنجليزى وغيره وصولاً إلى الإخوان، فلم يعرف أحد، برغم من وجود اختراق بين الشعب، والمحاولات الخارجية للتفرقة بيننا، ومع ذلك مع كل حادث جديد يصبح الناس فى تناغم وتلاحم أكثر، فإذا وقع أحد على الأرض سوف تجد جميعنا نجرى عليه لنساعده دون أن نسأل إذا كان مسلماً أو مسيحياً، لأننا شعب عطوف، ونتأثر بأى شىء. معنى ذلك أنك متفائل؟ - أنا لو لم أكن متفاءلاً فهذا يعنى أننى غير مؤمن بربنا، لأن الله يحمى مصر، وهى مذكورة فى القرآن والتوراة والإنجيل، فجميع من سافر بعيداً عن مصر مهما طالت غربته يعود إليها، فحبنا لهذا البلد غير مبرر ولا يستطيع أى شخص وصفه، فهو أمر فى التكوين الإنسانى.