الثورةُُ البيضاءُُ مفرخةُُ الرجالْْ الجنودُ على السياج العسكري.. ليسألوا عن اسمه.. لا تشرقُُ الثوراتُ كل صبيحةٍ يا سيدي الجنرالْ هي حرةٌٌ كالطيرْ.. تأتي.. فإن حطتْْ ولم نُحسن ضيافتها.. تفرْ إنها الثورةُ.. لا ترضى بنصف قصيدةٍ أو نصفِ أغنيةٍ. أو نصف وترْ إنها الأرضُ التي عطشت ولا ترضى بنصف مطرْ قمرٌ هي الثورة.. نُحن في عتمة الليلِِ نحتاج القمرْ. هكذا أنار الشاعر سعد الدين شحاتة العيون والقلوب والعقول، ولكن النائب الاخوانى بلدياتى د اكرم الشاعر الذى احترمه كثيراً وأختلف معه أكثر أبكى مصر وأبكانى، وانضم اليه مع نواب الأمة فى أن دم الشهداء، لم يجف ومصر لن تقبل العزاء او العوض، ومصر تريد القصاص والعدالة.ولكن مشهد نواب الشعب اثار فى ذاكرتى كثيرا من ذكريات وتاريخ مرحلة وطنية عظيمة فى تاريخ الحركة الوطنية المصرية، وأقف برهة عند ملاحظات والدى رحمه الله عندما كان لايحب ان اذهب كثيرا الى المسجد واختلط بالكبار هناك ممن يتعاطون السياسة وكنت حينها فى المرحلة الابتدائية، ولم افهم الاسباب ولكن فى المرحلة الثانوية كنت ألاحظ اختفاء بعضهم، ثم يعودون ولا يتحدثون كثيرا، وبدأت الانتباه للاعتقال والمعتقلات، وقرأت عن علاقة الزعيم الخالد جمال عبد الناصر بالاخوان المسلمين، وارتباطه التنظيمى بهم إبان معركة الفالوجة وحصارها، واستمرار هذه العلاقة حتى قيام الثورة، واختلافه معهم، فحدثت موقعة المنشية بالاسكندرية ومحاولة اغتياله وانقلاب ناصر على الاخوان والدخول فى صراع معهم كانت قمته فى احداث مارس 1954، وتوقفت العلاقة بينهما منذ ذلك التاريخ، فى معهد وكلية الإعلام، ومن بين الدفعة الثانية كانت تدور حوارات جدلية حول علاقة عبد الناصر والاخوان .وكثيرا ما كنت اختلف مع زملائى فى الدفعة :الاستاذ ابراهيم قاعود رئيس تحرير آخر ساعة الآن .والأستاذ محمد الزرقانى مدير تحرير اخبار اليوم والأستاذة سعاد أبو النصر زميلتى فى أخبار اليوم، وكان خلافنا حول المبدأ السادس فى ثورة يوليو والذى لم يكتمل فى عهد عبد الناصر ولم ينكر الراحل العظيم هذا، وتوالدت الأجيال، وجاء الأبناء فى يناير 2011 لإكمال اهداف ثورة يوليو، هنا ارى ان حركة الاخوان المسلمين بمشاركتها التكتيكية والتنظيمية فى الثورة انضمت لجماهير الشعب للوصول الى الأهداف الجديدة التى فجَّرها ابناء «الفيس بوك» وهى «عيش حرية وعدالة اجتماعية». وأعود للاخوان هنا كحركة كانت محظورة فى زمن المخلوع، فأصبحت محظوظة فى زمن المجلس العسكرى.ويبدو أن المستشار طارق البشرى عندما اختاره أباءنا العسكرى ليرسم ملامح العمل فى مرحلتنا الحالية قد وجد لدى بعض من المجلس العسكرى هوى اخوانيا .فسقطنا جميعا فى حدوتة الدستور اولا ام الانتخابات.فرجح الهوى الاخوانى لعبة الانتخابات وتم منحها الحصانة الشعبية من خلال الاستفتاء المعروف الذى نزل الى بسطاء الناس ليستفتوا على الله وليس على الدستور او الانتخابات فجاء السيناريو الذى نعيشه الآن، وأنطلق الاخوان ليقودوا الشارع السياسى وانشأوا حزب الحرية والعدالة ليحاكى الحزب التركى واستمراراً لأحزاب حركة الاخوان المسلمين الدولية.ولكن حرصوا على ان ينشق اسمهم من مبادئ الثورة فحصلوا على كلمتى الحرية والعدالة ليكونا شعاراً واسماً لحزب الاخوان والذراع السياسية لهم، ووصلنا الى صورة مجلس الشعب الجديد.واعتلوا منصة القيادة لرئاسة المجلس بالدكتور محمد سعد الكتاتني، ولكنى عندما أطل من شرفة الصحافة على رؤوس الأعضاء أجد مشهداً جديداً ومميزاً. حيث أرى الكثير من رموز المرحلة النضالية فى سبعينيات القرن الماضى حيث يطل علينا د عصام العريان المناضل الإخوانى المعروف وزميل تلك المرحلة النضالية فأذكر رفاقه من رموز الاخوان حينها. مثل د عبد المنعم ابو الفتوح وايضا الشهيد الحمساوى د.عبد العزيز الرنتيسى، ومازال حوار السادات ومواجهته مع عبد المنعم ابو الفتوح وحمدين عبد العاطى الصباحى ممثلا اتحاد طلاب الجمهورية وقتها.وموقعة «قف مكانك» الشهيرة، وألمح أيضاً أصدقائى من اعضاء المجلس الجدد وهم من قيادات التيار الناصرى انتمى اليه والذى اختلف مع الاخوان، ولكن فى هذه الانتخابات دخلوا بوابة المجلس على اجنحة قوائم الحرية والعدالة فى تكتل سياسى فريد، وهم د محمد السعيد ادريس الكادر الناصرى المعروف وأحد القيادات المؤسسة لحركة كفاية احد موقدات ثورة يناير وهو ايضا احد اركان مركز الدراسات الاستراتيجية بالأهرام، وبجانبه أرى المناضل الناصرى والقيادة العمالية كمال ابو عيطة، ثم تتجلى امامى شخصيى امين اسكندر احد مؤسسى نادى الفكر الناصرى فى جامعة القاهرة وأحد مؤسسى وقيادات حزب الكرامة، ووسط هذا الزخم بين هذه الرموز النضالية أفكر قليلاً كيف يمكن لهذا التحالف ان ينجح حتى يحقق برلمان الثورة اهم اهداف ثورة يناير، وهل يجوز ان يشرب الاخوان والناصريون القهوة التى يحبونها .. أم من الممكن ان يشربوا القرفة مع أحد أضلاع المجلس من الإخوة السلفيين.. وهل يستطيع الجميع شرب نخب الوطن والثورة من محل عصير القصب على مدخل المجلس بالقصر العينى أو وسط ميدان التحرير ليكملوا معا نصف الثورة التى لم تكتمل ؟!.