«إذا أردت النجاح، ابدأ بالالتزام والوفاء، اتفق مع نفسك واقطع عليها عهدا أن تحافظ على الالتزام، فالقناعة لا تتحقق إلا بالواقع العملى، والاختيار الأفضل» هذه سمة الواثقين، ليس للكلام محل من الإعراب فى منهجه، لكونه نموذجا عمليا يبحث عن الواقع. الفرق بين الناجح وغيره ليس نقص القوة، ولا المعرفة، إنما نقص الإرادة، وعلى هذا الدرب يسير، إصرار وطموح يسعى بهما إلى الأفضل، الاهتمام بالتفاصيل عقيدة يصل بها الى الحقائق... منظم، دقيق، ومثابر مكتسبات غرسها بداخله والده مهندس الطيران فشكلت شخصيته، ولعبت دورا كبيرا فى حياته. شوكت المراغى العضو المنتدب لشركة «إتش سى» لتداول الأوراق المالية يختار الأفضل ويجتهد للوصول الى القرار السليم، حينما يبنى توقعات المستقبل، يدرس المؤشرات والمعطيات اذ كانت سوق تحقق تنبأته أم لا.. كان الحوار بعيدا عن الرسميات.. جلسنا وبدأ متابعا للمشهد بكل دقة، فى ملامحه يتبدى الكثير والكثير من الامل بالقادم.. قال: نبنى توقعاتنا المستقبلية على المعطيات والمؤشرات لتحدد إذا كنا على المسار الصحيح أم لا». نعم هناك مؤشرات تدعو إلى التفاؤل واتخاذ القرار الصحيح، ولكن المزيد من الشفافية فى القرارات الصادرة، يجعل الأمور والمعطيات بشكل واضح، تمكن كل فريق من تحديد درجة التفاؤل، والنظرة الإيجابية، أو حتى النقد أو نظرة سلبية، حيث تكون المعطيات متاحة للجميع، وتابع قائلا: «بعد رفع سعر الفائدة الأخير، الكل توقع تثبيت السعر، وحدث عكس ذلك، لأنه لو كان يتوفر لديهم كل المعطيات التى اتخذ على أساسها القرار ربما تغيرت توقعاتهم». أقاطعه قائلا: البنك المركزى يستهدف مواجهة التضخم إلا أن التضخم الناتج عن ارتفاع التكلفة وليس الطلب لن يبدل من الأمر شيئا. يرد: «إحدى توصيات صندوق النقد الدولى هى مواجهة التضخم، ومن المعروف أن أنسب البدائل المتاحة لمعالجة وكبح جماح التضخم هى رفع سعر الفائدة، وهناك العديد من التجارب فى اقتصاديات الدول التى تؤكد ذلك، وكان يفترض دراستها، واختيار أنسبها بما يتلاءم مع وضع اقتصادنا، ورغم كل ذلك يبقى لقرار تحرير سعر الصرف إيجابياته التى لا ينكرها أحد رغم التأخير 5 سنوات». وتابع أنه «مع التدفقات الكبيرة فى المحافظ المالية بأنواعها، والبورصة، تولدت نبرة التفاؤل بأن القادم أفضل، وسوف نحصد ثمار التعويم بمجرد تدفق الاستثمارات الأجنبية بصورة كبيرة باعتبارها شهادة نجاح». وتحدث بصراحته المعهودة عن أزمة الدولار فى بدايتها، وكيف تحولت الى سلعة تخزن وليس وسيلة للتعامل، فى ظل ثقافة شعبية تقوم على كسب المال دون عناء او انتاج، ولكن حينما تم التعامل مع الموقف بات المشهد أفضل حالا واختفت السوق الموازية بدرجة كبيرة. سألته: يوجد فريق كبير من المراقبين يشيرون الى التضارب بين السياسة المالية والنقدية «ليس من مصلحة الاقتصاد ان تعمل السياسة المالية ضد النقدية، لكن رفع سعر الفائدة قد يكون عبئا على الشركات الكبيرة متمثلا فى ارتفاع تكلفة خدمة الدين». وتعبيرا عن الاهتمام الكبير بملف السياسة الضريبية، قال: يجب علينا العمل على ضرورة إدخال القطاع غير الرسمى فى المنظومة الضريبية، ومنح هذا القطاع إجراءات تحفيزية، مستشهدا فى هذا الصدد بتجربة الدكتور يوسف بطرس غالى وزير المالية الأسبق التى حققت حصيلة كبيرة بعد خفض نسبة الضريبة، وانضمام قطاع عريض من الشرائح المختلفة. وأضاف أن الواقعية والتطبيق العملى وليس الكلام هما اللذان يحددان مقترحات للتعامل مع ملف المنظومة الضريبية لذلك يجب أن يكون شغلنا الشاغل هو إدخال جميع الشرائح ثم تحقيق العدالة ووقتها سوف يكون نمو حصيلة الضرائب. وحول الجدل الدائر فى ملف الاستثمار، قال: «إن منظومة الاستثمار بدأت السير فى الطريق الصحيح، فلا تشغلنى القوانين، لأنه حينما تتحقق بيئة مناسبة للاستثمار، سوف تتدفق الاستثمارات بصورة أكبر، باعتبارها الطريق الملكى للاستثمار وتدفقاته، وهذا يتحقق مع تسهيل الإجراءات، ووضوح الرؤية فى منظومة الضرائب، وتحسين المناخ بصورة عامة، وعندها نستطيع جنى الثمار». يؤمن الرجل ان للتوفيق الدور الأكبر فى مساره العملى الطويل، ويؤمن أيضا أن الإجراءات الاقتصادية تأخرت، ولذلك يرى أنه على الدولة الاهتمام بالقطاعات القادرة على قيادة الاقتصاد بصورة متوازية سواء فى التعليم القادرة تماما على دفع عجلة التنمية، او الصحة التى تلعب دورا رئيسيا فى التنمية أو البنية التحتية اللاعب الرئيسى، وكذلك معالجة ملف العشوائيات بصورة حاسمة. هناك فريق من الخبراء يراهن على نجاح طرح شركات البترول فى البورصة وآخر يؤكد أن البنوك الحصان الأسود فمع أى الفريقين أنت؟، أجاب: «لدى وجهة نظر تقوم على ان القطاعين لهما ما يمنحهما النجاح والمميزات الخاصة، لكن على الدولة أن تكون جادة فى العمل على الاسراع فى الطرح وتوسيع قاعدة الملكية، مع الوضع فى الاعتبار الترويج الجيد واختيار السعر المناسب والتوقيت المناسب للطرح». وبنظرة سريعة على حياته نجد أنه يؤمن بأن الوقت عدو مجتهد لا يقتله إلا كل مجتهد، ومسيرة الرجل كلها اجتهاد بدأت مع تخرجه فى الجامعة، حتى انضم إلى شركة «اتش سى» عام 1999 ليبدأ تدوين صفحات جديدة من النجاح، حتى تولى منصب العضو المنتدب للشركة التى يبلغ رأسمالها 25 مليون جنيه وحقوق ملكية تقدر بما يقرب من 265 مليون جنيه. نجح الرجل مع مجلس إدارة الشركة فى تجاوز العديد من الأزمات سواء الأزمة المالية العالمية أو تداعيات ثورة يناير، بالحفاظ على استقرار الشركة واستمرارية النشاط.. فلسفته تقوم على الصدق والثقة بالنفس وتحقيق ذلك مع النجاح ومجلس الإدارة فى تحديد محاور للشركة تمنحها أفضلية عن غيرها من المنافسين، وتقوم على التعامل مع المؤسسات المالية المصرية والخليجية والأجنبية، وكبار المستثمرين الأفراد أصحاب الملاءة المالية الكبيرة، وتنميتها، وكذلك الاتجاه إلى الأفراد والتداول الإلكترونى، بما يحقق للشركة ميزة إضافية. للصدفة دور فى حياة الرجل العملية، لا ينكرها، لكن الخبرة والاحترافية المكتسبة خلال فترة عمله منذ سنوات عمره الأولى بالمجال فى الخليج، جعلته يستثمرها بشكل جيد حتى نجح فى تحقيق المزيد من النجاحات للشركة والعمل على التوسع الجغرافى واستهداف من فرعين إلى ثلاثة فروع خلال العام الحالى. تقدم «المراغى» بأوراق ترشحه للدورة الانتخابية القادمة المزمع انعقادها فى الأسبوع الأخير من شهرنا هذا، عن الفترة من أول يوليو 2017 إلى 30 يونيو 2021 ويطمح بذلك لاستكمال مسيرته التى بدأها فى الدورة الحالية بالتعاون مع مجلس الإدارة القائم. يجد «المراغى» متعته فى الرياضة، فيعشق كرة السلة التى كان لها دور فى تحديد مساره فى دراسة «البيزنس»، كما أنه عاشق للقراءة فى مجال عمله، لا ينسى دور من قدم له المساعدة والشخصيات التى كان لها التأثير فى حياته خاصة زوجته صاحبة الدور الأكبر فى نجاحه منذ بداية المشوار، لكن يظل الهدف الأكبر الوصول بشركته الى الريادة فى السوق والحفاظ على مكانتها ضمن الكبار.