30% معدل المستهدف لحصة الطرح بالبورصة 25 فرعًا ضمن الاستراتيجية «إذا تألمت اليد، دمعت العين، وإذا دمعت العين، مسحتها اليد»، هكذا تقول الحكمة.. وهكذا الحال مع الرجل فى الصداقة.. يؤمن بأن القدر يصنع الآباء والاختبار يصنع الأصدقاء.. من يتخيل أن يحدد صديقه مساره الذى يحياه.. وكيف لك أن تتصور أن يضحى الرجل بمستقبله وفاء للصداقة.. أليس ذلك كافياً أن للرجال عهداً ووفاءً.. الوصول إلى نقطة الفصل والتوازن أسلوب حياة ومن هنا تتسم شخصيته بالتحفظ، هكذا كان انطباعى. إيهاب سعيد، العضو المنتدب لشركة أصول لتداول الأوراق المالية.. أسلوبه يؤسس على الكلمة، فهى مسئولية وميثاق شرف، نشأته فى أسرة تعمل بالسلك القضائى غرس بداخله احترام الصغير قبل الكبير، استمد من والدته الكرامة فأصبحت خطاً أحمر، قد يخسر من يتجاوزها حتى لو أقرب أصدقائه. مشوار حياته صدفة، ولكن اجتهد حتى يؤكد لنفسه أن التوفيق بعد السعى هو سر النجاح، «نعم متفائل، رغم أن المشهد ما زال يسير بنظام طالع نازل حينما نصل إلى درجة التفاؤل تصدر قرارات محبطة تعيد إلى نقطة الصفر، وسوف يظل شهر نوفمبر 2016 نقطة فاصلة فى المشهد الاقتصادى، لأنه بمثابة ثورة اقتصادية، بعد 6 سنوات من التخبط، لأول مرة يظهر توجه لاقتصاد رأسمالى فى ظل 17 قرارًا صادرًا من المجلس الأعلى للاستثمار، دعمها قرار تحرير سعر الصرف»، هكذا كان الحوار. «كانت أول إشارة على التغير الكامل الاتفاق مع صندوق النقد، لتمويل الإصلاح الاقتصادى وهذا شر لا بد منه، لأن الدولة ارتكبت خطأ كبيرًا عندما اعتبرت أن قيمة العملة تعبر عن الوضع الاقتصادى، وجعلته حملًا على النظام الحالى» هكذا بدأ.. واجه صدمات الإصلاحات الاقتصادية، وعليك أن تستكمل بنفس الطريقة إذا أردت التعافى. أسأله: إذن، ندفع فاتورة ضعف الحكومات السابقة والمطالب الفئوية؟ يرد: «بند الأجور قفز من 96 ملياراً إلى 218 مليار جنيه، وهو السبب الحقيقى وراء الطفرات القياسية فى ارتفاع الأسعار، وهى نفس نسبة الزيادة فى الدولار، حيث اضطرت الدولة إلى طبع النقود والاقتراض لسد بند الأجور، دون أساس إنتاجى الطباعة والاقتراض وكل ذلك كان يؤدى إلى زيادة خدمة الدين». المعلومة الناقصة أخطر من الجهل، من هنا يكون حريصًا على الدقة فى التحليل، وله وجهة نطر فى اضطرار الدولة على اللجوء إلى صندوق النقد الدولى، وتنفيذ روشتة، بعد تأزم الموقف اقتصادياً، وكان التضخم بسبب العمل على خفض دعم الطاقة، وضريبة القيمة المضافة، ورفع الجمارك، ومعها بدأ البنك المركزى يتكشف الكارثة الاقتصادية، وحاول مواجهة التضخم، من خلال رفع سعر الفائدة كخطوة استباقية لموجة تضخمية جديدة، بعد خفض جديد لسعر الطاقة بعد أسابيع. دار بداخلى سؤال حول فائدة رفع الفائدة طالما أن موجة التضخم تقوم على أساس التكلفة وليس العرض والطلب، ويبدو أنه قرأ ما دار بداخلى وبادرنى قائلاً: «صحيح أن مكاسب الاقتصاد صفر من رفع سعر الفائدة إلا أن ذلك أسوأ البدائل، لأن المشهد يؤكد أن الإجراءات الإصلاحية ستواجه بموجات تضخم مستمرة». لا يزال الجدل مثارًا حول المخاوف من ركود تضخمى يضرب السوق إلا أن للرجل وجهة نظر خاصة فى هذا الصدد تقوم على أن الخوف كل الخوف من الركود التضخمى الناتج عن ارتفاع الأسعار وانخفاض الطلب يؤدى إلى الارتباك، والدولة انشغالها الأكبر السيطرة على الأسعار، دون النظر لأى اعتبارات أخرى، كما أن الهدف الآخر محاولة العمل على استقرار سعر الصرف، واستقطاب الدولار وهذا لا يكون إلا من خلال رفع سعر الفائدة للتنازل عن الدولار. يبحث الرجل عن الوصول لنقطة التوازن وتتحقق هذه النقطة فى التوسع لمواجهة الانكماش والتوسع فى السياسة النقدية، والمالية، والعمل على إلغاء شهادات ذات العائد 20%، فالسياسة المالية غير واضحة، رغم أن الدولة تسعى بكل الطرق إلى توسع السياسة الضريبية، ووضوحها الإبقاء عليها، بدلًا من التخبط فى ضريبة الأرباح الرأسمالية. للصدفة دور كبير فى حياته، وللصداقة معان خاصة فى قاموسه، حينما أراد مسارًا مخالفًا وقع فى قناعة صديق عمره الذى التحق بجواره والدراسة بالأكاديمية البحرية، لذا بدأ مهتمًا بتوفير بيئة الاستثمار، وليس القانون، إذ إن الجهاز الإدارى قد يعوق أصحاب المشروعات، ما يتطلب إعادة هيكلة لتوفير بيئة استثمار مناسبة. الاهتمام بالقطاعات القادرة على قيادة قاطرة الاقتصاد، الشغل الشاغل للرجل ويراهن على قطاع الطاقة بكافة أنواعه، فهى أولى أدوات جذب الاستثمارات، وبدونها لن يكون هناك استثمار، وكذلك قطاع النقل القادر على تحقيق طفرة فى حركة الانتقال، مع الاهتمام بالقطاع العقارى الثروة غير المستغلة بصورة صحيحة. فريق من الخبراء يرون أن برنامج الطروحات الحكومية سوف يحقق هدفه وفريق آخر يرى غير ذلك، إلا أن الرجل له وجهة نظر فى هذا الصدد وهى إمكانية ونية الدولة لنقل الملكية للقطاع الخاص، ويجب أن تكون صادقة فى تملك القطاع الخاص، ويقتصر دورها على الإشراف والرقابة، إذ إنه غير مقبول أن تحقق 125 شركة مكاسب بنحو مليارى جنيه فقط، وهو ربح تحققه شركة واحدة بالقطاع الخاص فى نتائج الأعمال الربعية. كان لوفاة صديقه أثر على مسيرته، ليتوقف عن دراسته، ويغير طريقه إلى مسار آخر، ليكتب صفحة جديدة من النجاح، بعدما التحق بكلية الحقوق، وتستهويه المغامرة فى البورصة، ليبدأ رحلة جديدة دعمها بالدراسة والخبرة، وليشارك مع مجلس الإدارة فى تحقيق النجاح للشركة. التوازن والوضوح والثقة بالنفس منحته الأفضلية بين أبناء جيله، ليساهم مع مجلس إدارة الشركة فى تحديد استراتيجية تقوم على سياسة تحوط بل الانكماش فى بعض المراحل. الوفاء والأمانة والوضوح سمات يرددها أصدقاؤه عنه، ونجح فى السياسة التوسعية مع الشركة والوصول إلى 9 فروع بالعديد من المحافظات المختلفة، مستهدفًا عدداً من الفروع الأخرى فى محافظات الصعيد والدلتا، وكانت أكبر مكاسب الشركة استمرارية النشاط، والحفاظ على مكانة الشركة بين الشركات. تمنى له والده العمل فى سلك القضاء، ولكن قرر هو دراسة أخرى وعمل آخر، وظل شغله الشاغل تحقيق قفزات بالشركة التى يبلغ رأسمالها 40 مليون جنيه، ويسعى جاهدًا مع الإدارة إلى تنفيذ استراتيجية الشركة التى تقوم على 4 محاور تتصدرها رفع نسبة التداول الحرة بالبورصة من 10% إلى 30%، والعمل على إضافة نشاط إدارة المحافظ، وزيادة فروع الشركة من 10 فروع إلى 25 فرعًا لتغطى أرجاء المحروسة وقبل ذلك الاهتمام بالعنصر البشرى، وكل ذلك مرهون بظروف السوق. محطات حياته المتشابكة تركت لديه خبرة عملية كبيرة، سعها خلالها فى تطوير شركته مع مجلس الإدارة، لتشارك فى الترويج لواحدة من الطروحات الأخيرة فى البورصة، ويكفى أنه تم تحقيق 60% معدل المحقق من الاستراتيجية، والنسبة الباقية متوقفة تحقيقها على تحسن السوق. لا تغيب عن الرجل صورة صديقه الذى أثرت وفاته فى حياته وتغيرت بدرجة كبيرة، يحاول الوصول إلى الرضاء عن النفس بتحقيق طموحات السوق من خلال ترشحه لانتخابات البورصة، وبرنامجه الانتخابى الذى يقوم على رفع قيم تعاملات السوق، بتوفير سيولة تتمثل فى إدخال أدوات مالية تتمثل فى البيع الآجل، والمشتقات والعمل على استقطاب المزيد من الشركات. الرجل شغوف بالاطلاع ومحب للرياضة، عاشق للألوان التى تلائم شخصيته الهادئة، لكن يظل تفكيره العمل على الوصول بالشركة والسوق من خلال ترشحه للانتخابات إلى مكانة متقدمة.. فهل يحقق ذلك؟