تقاسم مداخل التحرير بين الإخوان والسلفيين وشباب الثورة.. وشباب الوفد فى صفوف الثوار عاشت مصر ليلة مليئة بالترقب والأمل والخوف مع ساعات الفجر الأولى ليوم 25 يناير..اليوم الذى شاء لة الثوار وأهالى الشهداء أن يكون ثورة ثانية، وشاء لة الإخوان والمجلس العسكرى أن يقتصر على احتفالية ظاهرها ذكرى الثورة وباطنها الفوز بالبرلمان. «الوفد الأسبوعى» انضمت لميدان التحرير منذ اللحظات الأولى لفاعليات اليوم، ورصدت بداية محاولات تفتيت وحدة الميدان بحرب المنصات التى اشتعلت مع حلول منتصف الليل، بسبب إصرار الإخوان على بسط سيادتهم على التحرير، بدعوى حمايته. مع أول خطوة الى الميدان تشعر بأن دماء الشهداء يعلو صوتها شيئا فشيئا من كل جنباته، فأرواح وصور الضحايا ترتفع اينما ذهبت تطالب بالقصاص وهو ما دفع الحركات الثورية والقوى السياسية التى قررت المبيت إلى توزيع صورهم فى كل شبر من ارجاء الميدان وكانها تقدم دليل إدانة لحكم العسكر الذى سار على نهج مبارك هكذا اجمع كل الثوار الموجودين فى التحرير . حتى منصة الاخوان التى خصصت للاحتفال فقط أستخدمت صور الشهداء لتؤكد على شرعية وجودها فى الميدان رغم حالة الجدل الشديد والخلاف الذى نشب بينها طوال الليل وبين الحركات الثورية. التحرير ليلة الثورة لخص أحوال مصر فى الفترة الانتقالية منذ خلع مبارك، فالخلاف كان سيد الموقف بين كل التيارات السياسية بما فيها الدينية. مداخل الميدان نفسها كانت مقدمة للمشاحنات، فالاخوان حاولوا فرض عضلاتهم - كالعادة – على الثوار وحاول شباب الجماعة السيطرة على المداخل وتامين عملية دخول الميدان. ومنذ الساعة التاسعة من مساء يوم الثلاثاء وبعد انتهاء جلسات مجلس الشعب تقريبا زحف شباب الجماعة على الميدان بكثافة رغم ان بعضهم ذهب قبل ذلك بكثير لفرض سيطرتهم على مداخل الميدان وبناء منصة الجماعة. ولكن شباب الإخوان فوجئوا بشباب الثورة يفرض عملية تأمين ذاتية للميدان بقيادة محمد الدسوقى المسئول عن لجان تأمين الميدان، وحاولوا التواجد بكثافة على المداخل وهو ما رفضة الشباب وكادت المواجهة تشتعل لولا أن الطرفين التزما ضبط النفس، وتوصلا إلى اتفاق على تواجد شباب الاخوان والحركات الثورية وحزب الوفد الذى كان لة دور فى عملية التأمين حيث شارك الناشط محمد أرنب مسئول شباب الوفد فى عمليات التفاوض وقدم مجموعة من شباب الوفد لتأمين المداخل. واتفق المسئولون على أعمال التأمين على عمل بطاقات تعريف خاصة لكل شاب مشارك فى التأمين وتصوير بطاقتة الشخصية حتى يتم التعرف بسهولة على المندسين بين فرق التامين لعمل وقيعه وفرقه بين الثوار. اللافت للنظر ان مداخل ميدان التحرير والتى يصل عددها الى 10 مداخل أغلق منها 5 مداخل، بينها ثلاثة مداخل مغلقة منذ احداث مجلس الوزراء ومحمد محمود وهى مداخل شارع قصر العينى الذى كان يستخدم كممر رئيسى لنقل المصابين بسيارات الأسعاف مباشرة الى مستشفى قصر العينى وايضا شارع الشيخ ريحان الذى تم إغلاقه بعد حرق المجمع العلمى والذى يفصل مجلس الوزراء ومجلس الشعب عن ميدان التحرير وأغلق ايضا مدخل شارع محمد محمود وتلك الشوارع مغلقة تماما بالكتل الخرسانية لمنع المتظاهرين من الوصول الى وزارة الداخلية ومجلس الوزراء ومجلس الشعب. ولكن الإخوان المسلمين شكلوا لجانا لحماية الأسوار الخرسانية ومنع المتظاهرين من الاقتراب منها خاصة بعد ان توترت انباء عن سعى بعض الشباب الى هدم الأسوار بالشواكيش اعتراضا على عملية العزل ولكن لجان الإخوان الشعبية قامت بتأمين الجدر من كافة النواحى ولم يشارك شباب الثورة فى تلك اللجان. هناك مدخلان مغلقان منذ الثورة الماضية قرابة العام الكامل وهما مدخل شارع المتحف المصرى ومدخل النيل هيلتون، حيث تواجد عدد من أفراد الأمن بالزى المدنى طوال الليل أمام المدخلين. وشهدت مداخل ميدان التحرير الرئيسية عملية تأمين كاملة وتفتيش كامل للقادمين إلى الميدان، ففى المدخل الرئيسى من ناحية عبد المنعم رياض هناك لجنتان للتأمين الأولى للكشف عن الهوية الشخصية لمن يريد الدخول الى الميدان والثانية تولى عملية التفتيش الذاتى ومنع السيارات من دخول الميدان منذ الساعة السابعة وتولى شباب الاخوان التامين الكامل مع مشاركة محدودة من شباب الثورة المسلمين، بينما شهد مدخل كوبرى قصر النيل نفس اجراءات التفتيش وحدثت مناوشات عديدة واشتباكات لفظية كادت تتطور الى الأيدى لولا محاولة ضبط النفس التى كانت واضحة فهناك تعليمات لكل شباب الإخوان بامتصاص أى حالة غضب ومشاحنات لحين انتهاء اليوم. ولم تختلف الصورة كثيرا فى باقى المداخل حتى ان مدخل شارع طلعت حرب وامتداد شارع التحرير ناحية ميدان باب اللوق ومدخل جامع عمر مكرم شهدا تواجداً محدوداً من اللجان الشعبية نظرا لضعف الأقبال من تلك النواحى بالمقارنة بمداخل كوبرى قصر النيل وشارع عبد المنعم رياض. وتولت الجماعة السلفية تأمين مدخل جامع عمر مكرم وتولى شباب الثورة تأمين مدخل شارع طلعت حرب بالكامل دون اى مشاركة من شباب الجماعة. وفى أذان الفجر عادت الحياة لتدب مرة اخرى فى ميدان التحرير وتجمع كل شباب الإخوان أمام منصتهم وقاموا بتقسيم انفسهم الى مجموعات لأداء الصلاة ورفضوا الصلاة بشكل جماعى حتى لا يخترق احد المنصة الخاصة بهم ويقوم بهدمها وفى الوقت نفسة كانت إذاعة 6 ابريل قد اعلنت عن تواجدها بإذاعة القرآن الكريم لبضع دقائق بعدها قام عدد من قيادات الحركة بإلقاء خطب تشرح للمتظاهرين لماذا التظاهر وتحثهم على الاعتصام ووجهوا انتقادات حادة الى منصة الإخوان. ودعت إذاعة أمن الميدان الى الوحدة فى الهتاف وعدم الانشغال بالمعارك ودعت الى ان يكون الشعار الموحد ايد واحدة وكلنا إخوة فى الميدان. ومع بداية السادسة صباحا بدأ الميدان فى أستقبال مسيرات الثوار القادمة من الشوارع المختلفة والتى شهدت مشاحنات عنيفة ايضا فكانت المسيرة تضم فصيلية كل منهما يهتف ضد الآخر فالإخوان حرصوا فى كل مسيرة على الهتاف للجماعة قائلين أحنا الإخوان أحنا الشعب ويقابلها هتافات تتهم الجماعة بخيانة دماء الشهداء والثورة. قامت منصات الأحزاب بتوزيع بيانات بالمطالب ماعدا الإخوان فمنصة التحرير الرئيسية علقت لافتة برسالة قالت إن الشهداء مثل الرسل لهم رسالة ومنهج وسنة مع فارق التشبيه فهم لم يموتوا بين خيط الصواب وخيوط الخطأ لكن هناك قيم بعينها قصدوها ومطالب واضحة رفعوها فكيف نحتفل بضياعهم دون ان نقتدى بسنة وان نفتش عما تحقق فى احلامهم وان نحاسب من تكاسل فى حق دمائهم ومن أفرغوا مشروعهم من مضمونة حتى مر عليهم عام كامل وانتهى الى لاشيء فالثورة كتاب وسنة ومنهج ولأجل ذلك كان اليوم حزب الوفد ايضا قد قام بتوزيع بيان فى انحاء الميدان اكد فيه على ان الثوار عادوا الى الميدان ليقولوا كلمتهم التى لن يستطيع حاكم مستبد او متسلط ان يكتمها. وذكر البيان أن اليوم يجب أن يفهم صاحب السلطة والسلطان بأننا حكام هذا البلد ونحن اصحاب هذا الوطن الذين دفعوا الثمن ولا ينتظرون سوى محو آثار الظلم. ومع حلول الفجر ردد آلاف المتظاهرين قسم الشهداء وجاء نص «اقسم بالله العظيم أن اقتص لدماء الشهيد والله على ما اقوله شهيد وهو ما اشعل حماس كل من فى الميدان وهتفوا بصوت واحد بسقوط العسكر. وحتى الساعة التاسعة مساء وصل عدد المنصات التى تم تركيبها فى الميدان الى 8 منصات تابعة للأحزاب والحركات الثورية.