كان طوسون أحب أبناء محمد علي باشا إلى قلبه، وبعد وفاته بمرض الطاعون عام 1231 ه، أنشأ محمد علي أضخم وأجمل الأسبلة صدقة على روح ابنه، والذي توفى في عمر ال22 عاما. يقع السبيل في منطقة العقادين رأس حارة الروم المتفرعة من شارع المعز لدين الله الفاطمي اسسها محمد على باشا والذي يعتبر مؤسس دولة مصر الحديثة، ويعتبر هذا الأثر قيمة معمارية عظيمة وكانت حديثة على معمار مصر آنذاك حيث تأثر محمد على بطراز العمارة الذي كان سائدا في اسطنبول في ذلك الوقت. أصبح سبيل محمد علي اسما على مسمى، بعد أن اعتقد أهالي المنطقة أن واجهة السبيل يجلس أمامها الناس، ويفترشون بضائعهم، ويعلقون الأحذية على طول أسوار السبيل الحديدية، رغم أن السبيل أثر لدى وزارة الآثار ودخوله ليس سبيلًا دون تذكرة للدخول. ستجد ما تشتهيه أعينك من الفواكه، والبضائع، وكراتين بها جميع أنواع الحلوى للأطفال وغيرها، وعربة لبيع الساندوتشات، وبالطبع تنتشر القمامة الناتجة عن كل هذا في المكان، وبعد كل ذلك إذا أردت أن تُكمل الجلسة بالشيشة ستجد واحدة وربما أكثر أمام الباب الرئيسي للسبيل. وتظهر الواجهة الخارجية للسبيل بشكل مقوس بها باب مدخل للسبيل، وخمس نوافذ، كان يتم توزيع المياه من خلالها قديمًا، وكسيت أغلب المناطق في الواجهة بالرخام الأبيض، وزينت الشبابيك بالنحاس برسومات واشكال زخرفية. ويعلو كل شباك لوحة من الرخام الابيض كتبت عليها بعض النصوص باللغه التركية والتي تتحدث عن الماء وأهميته. ومن باب المدخل يصل إلى الغرفة الأولى للسبيل وهذه الغرفة يعلوها من الداخل قبة نقشت عليها زخارف ونقوشا ملونة، ويوجد بهذه الحجرة، عدد من الحوامل الخشبية التى تحمل لوحات كتب على كل واحدة منها نص من النصوص التركيه التي حفرت على جدران أو واجهة الأثر وقد ترجمت هذه النصوص على هذه اللوحات إلى اللغه العربية واللغة الانجليزية. وتؤدي الغرفة الأولى للغرفة الثانية والتي تسمى غرفة الصهريج، وهو مكان على عمق كبير تحت المبنى الأصلى وكان يستخدم قديما لتخزين المياه، وتحتوى الغرفة على فتحة في الأرض وبها سلم خشبي ليصل الغرفه بباطن الصهريج وتحاط هذه الفتحه بسور دائري صنع من الخشب، كما توجد بكل من الغرفة الأولى والثانية فتحة صغيرة مغطاة بالزجاج القوى تتيح النظر إلى داخل الصهريج.