قال المولى عز وجل " ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجًا لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة إن فى ذلك لآيات لقوم يتفكرون", وقال المصطفى صلى الله عليه وسلم " الدنيا متاع وخير متاعها الزوجة الصالحة". الزواج لا يؤتي ثماره - في الدارين- إلا إذا كان مستوفيًا الأركان والشروط والأركان والآداب المثبتة في كتب الفقه الإسلامى , فإذا اختل ركن أو شرط أصبحت هذه العلاقة قائمة على القلق والاضطراب لا على المودة والرحمة و الاستقرار. وقد كان أسلافنا يفهمون الزواج فهمًا صحيحًا ويستوعبون أسراره وأحكامه ومعانيه , فكان عهدهم نعمة لا نقمة, ونعيمًا وارف الظلال وليس جحيمًا لا يطاق . ومن أركان الزواج الإشهاد والإشهار وأن يكون غير محدد المدة , ولما بعد الناس عن عهد النبوة الهادية والخلافة الراشدة , أصبح المعروف منكرًا , والمنكر مألوفًا , واختلط الحابل بالنابل. ومن الأنكحة التي كثر حولها الجدل الزواج العرفي وهو في حقيقته " ظاهره الرحمة وباطنه العذاب" لأنه يحمل فى طياته عدة مفاسد منها أنه قائم على الهوى وليس على عقيدة راسخة بأن الحلال ما أحله الله, والحرام ما حرمه الله, وكذلك القلق والاضطراب وليس على السكينة والمودة , فكل طرف يتوقع الانفصال عن الآخر كل يوم لأن المنافع لاتدوم, بالإضافة إلى أن هذا الزواج يأخذ صفة التوقيت ضمنيًا , فلا دوام إلا بدوام المنفعة , ويقوم كذلك على الكذب غالبًا إذا لايعلم به إلا أفراد قلائل , وربما أنكر كل منهم شهادته فى حالة وقوع انفصال, وفى بعض الأحوال يأكل الرجل أو المرأة أموالًا حرامًا , بأن تخفي المرأة زواجها للحصول على معاش زوجها السابق , وكذلك الرجل, وهذا الزواج قائم على الشهوات فيترتب عليه معاملة كل طرف للآخر بحذر لأنه يتوقع الغدر والرحيل في لحظة من لحظات الغضب , وقد تختلط الأنساب إذ قد تحمل زوجة ويموت زوجها وينكر أقرباؤه النسب حفاظًا على الميراث أو غيره .