تستعد مدينة «كان» الفرنسية التى أنفقت ملايين الدولارات للتأمين من الهجمات الإرهابية المحتملة خلال الأيام القليلة الماضية انطلاق الدورة السبعين من مهرجان كان السينمائى أحد أهم المهرجانات السينمائية عبر العالم المقرر انعقاده خلال الفترة من 17 - 28 مايو الجارى، بحلته الجديدة. ولفتت الصحف العالمية إلى أن الدورة السبعين من «مهرجان كان» هذا العام سوف يختلف مضمونها بشكل كبير عن الأعوام السابقة، إذ تخيم عليه الأجواء السياسية موضحة أن مهرجان كان السينمائى عزز مكانته باهتمامه بالسينما المشحونة سياسياً. وبحسب ما أوردت صحيفة «الجارديان» البريطانية، يسلط مهرجان كان الضوء على القضايا السياسية الشائكة التى شغلت الرأى العام وتبوأت أحاديث الساعة، إذ تتمحور الأعمال المشاركة فى المسابقتين الرئيسيتين، وهما: «المسابقة الدولية» و«مسابقة نظرة ما» فى المهرجان على الهجرة، والتغير المناخى، وأزمة اللاجئين، والصحة النفسية، وطرق استغلال الحيوانات والاتجار بالجنس. واجتذب المهرجان القائمة المعتادة لأسماء النجوم، بما فى ذلك داستن هوفمان وماريون كوتيلارد ونيكول كيدمان التى تشارك بأربعة أفلام فى المهرجان. وعن ارتباط السياسة بالفن، قال رئيس المهرجان بيار ليسكور: السينما هى مرآة العالم، وبما أن الرئيس الأمريكى الجديد دونالد ترامب دوماً ما يطالعنا بمفاجآت جديدة غير متوقعة، فكان يجب أن نسلط الضوء على تلك النوعية من القضايا وتأثير قراراته على مستقبل دول العالم. يبدو أن مهرجان كان هذا العام يضم مفاجآت عدة، إذ أبرز فى عامه السبعين أهمية السينما وقدرتها فى طرح قضايا تلامس شرائح عريضة فى مجتمعنا ومحاكاتها لوعى مشاهديها، واتضح ذلك مؤخراً، حيث تعرض اللجنة المنظمة للمهرجان لانتقادات حادة بسبب وضع صورة الممثلة الإيطالية «كلاوديا كاردينالى» على ملصق المهرجان هذا العام بسبب التغير التقنى الذى طرأ على الصورة الذى جعلها تبدو أكثر نحافة، لكن المهرجان كان يهدف من خلال هذه الصورة تعزيز مكانة المرأة، إذ تظهر 12 مخرجة فى نسخة هذا العام، ثلاث منهن داخل المنافسة وهن المخرجة الأسكتلندية لين رامزى فى فيلمها You Were Never Really Here التى تسلط الضوء فيه على قضية الاتجار بالجنس، والمخرجة اليابانية نعومى كاواسى التى تدخل المنافسة الدامية بفيلمها Rabiance، كما تشارك المخرجة الأمريكية صوفيا كوبولا بفيلمها The Beguiled حسبما أوردت صحيفة «الجارديان» البريطانية. على الرغم من أن المؤشرات الأخيرة كانت تشير إلى غياب الأفلام المصرية عن المهرجان هذا العام، أعلنت إدارة المهرجان فى الساعات الأخيرة عن مشاركة الفيلم المصرى التسجيلى القصر «مستورة» الذى أنتجته وزارة التضامن الاجتماعى، فى ركن الفيلم القصير بالمهرجان. والفيلم يحكى قصة سيدتين، هما مستورة وميرفت، وهما حالتان مستفيدتان من برنامج «تكافل وكرامة» الذى يقدم دعماً نقدياً للفئات الأكثر فقراً. ويعتبر الفيلم أول إنتاج لوزارة التضامن الاجتماعى فى مجال الأفلام التسجيلية. إخراج مهند دياب، استشارى التوثيق المرئى بالوزارة، وسيناريو فريق عمل من الوزارة. يُشار إلى أن الوجود العربى فى البرامج الرسمية قد اقتصر على مشاركة فيلمين فى مسابقة نظرة ما، وهما «على كف عفريت» لتونسية كوثر بن هنية و«طبيعة الوقت» للجزائرى كريم موساوى، بالإضافة لمشاركة المخرج الفلسطينى الدنماركى مهدى فليفل بفيلمه «رجل يغرق» فى مسابقة الأفلام القصيرة. فى لافتة إنسانية تعكس تقدير الدين للفن، شارك لأول مرة بابا الفاتيكان «البابا فرانسيس» فى فيلم روائى طويل Beyond the Sun والذى يشارك فى بطولته عدداً من الأطفال، حسبما أوردت مجلة veriety الأمريكية. وجاء حرص البابا «فرانسيس» على المشاركة بهذا الفيلم بواعظ دينى وإنسانى فالفيلم تدور أحداثه حول مجموعة من الأطفال من مختلف الثقافات يتداولون مجموعة من رسائل نبى الله عيسى، والتى جمعت من عدد من الأناجيل، التى تحث على مساعدة الآخرين وإيجاد خيارات جيدة للناس لجعلهم يعيشون حياة أفضل.