عقب الأحداث الإرهابية التى شهدتها البلاد مؤخرًا وتورط فيها بعض أبناء الصعيد، أكد خبراء أمن واجتماع أن الحل لإنقاذ محافظات الصعيد من أيدى الجماعات الإرهابية هو تنمية الصعيد، وإقامة مشروعات متوسطة وصغيرة للحد من البطالة بين الشباب، بالإضافة إلى دعم الأجهزة الأمنية بالوسائل والإمكانيات اللازمة لضبط وإحكام السيطرة على العناصر الإرهابية. وفى هذا الإطار يقول اللواء محمد نور الدين مساعد وزير الداخلية الأسبق إن ارتفاع معدل الفقر والأمية فى محافظات الصعيد، جعل منها أرضًا خصبة للجماعات الإرهابية، لكى تستطيع جذبهم باسم الدين لتنفيذ مخططاتهم، مؤكدًا أن الجماعات الإرهابية بدأت تعيد سيناريو تفجيرات التسعينيات وكانوا يقومون باستغلال أبناء محافظاتأسوان وسوهاج وقنا والمنيا وبنى سويف، نتيجة لانخفاض مستوى التعليم وارتفاع معدلات الفقر الذى يدفع هؤلاء للاستماع لكل ما يقال لهم. وأضاف «نور الدين» أن الجماعات الإرهابية تدخل لهم باسم الدين ثم يعطونهم كتبًا من شأنها تحويلهم إلى إرهابيين مستعدين لتنفيذ أى مخططات للجماعات الإرهابية. وقالت الدكتورة هدى زكريا أستاذ علم الاجتماع جامعة الزقازيق إنه لا يمكننا الجزم أن أسباب انتشار الإرهابيين فى مصر ترجع إلى منطقة جغرافية بعينها، مشيرة إلى أن محافظات تتمتع بالعلم والعيشة الرغدة، ومع ذلك نجد عناصر إرهابية تخرج منها، ويكفى أن الرئيس المعزول «مرسى» كان أستاذًا فى جامعة الزقازيق. وأضافت «زكريا»: أننا نجد الجندى المتدين يضحى بحياته دفاعًا عن وطنه، وفى المقابل نجد المتدين الذى يقوم بتفجير نفسه فى وطنه لأجل فهمه الخاطئ للدين، وأرجعت ذلك إلى أن الكثير من الشباب تلقوا سمًا ناقعًا منذ سنوات من خلال منابر المساجد التى تكون بعيدة عن رقابة الدولة وغالبًا ما تكون فى الصعيد. وأشارت إلى أن محافظاتقنا والسلوم وسيناء دائمًا ما يتسلل لهم بالتدريج بهدف قتل الروح الوطنية وزرع توجهات دينية عدائية ليس لها علاقة بالإسلام، وسميت بالإسلام ظلمًا، كما يرى النائب أحمد حسن الفرشوطى عضو مجلس النواب أن محافظات الصعيد ظلمت كثيرًا، حتى إن خطط التنمية التي أعلنت عنها الحكومة لا يزال كثير منه حبرًا على ورق. وطالب «الفرشوطى» بقيام الحكومة بحصر المناطق التى كانت أو ما زالت «مفرخًا» للكوادر الإرهابية والمتشددة، والعمل على تنميتها ونشر الثقافة بين سكانها وتوفير فرص العمل لهم ودعم المكتبات ومراكز الشباب والمدارس الواقعة بها، بكل الإمكانيات والكوادر القادرة على تغيير ما بات مخزونًا داخل عقول سكان تلك المناطق سواء من إهمال أو من بقايا لفكر متطرف.