عادة فرعونية، يرجع عمرها إلى ما يقرب من 4700 عام.. عيد «شِم النسيم» الذي عرف عند المصريين بطقوسه المميزة كالخروج إلى المتنزهات والحدائق، ولاسيما الأكلة المفضلة لدينا جميعاً، وهى تناول «الأسماك المملحة». ومع ارتفاع أسعار الأسماك، انخفضت حركة البيع والشراء بأسواق الأسماك المملحة، «الفسيخ والرنجة والسردين»، ومع ذلك لم يترك المصريون تلك العادة التى اعتبروها على مر السنين تقليداً أصيلاً يفخرون به، وأياً كانت الطبقة الاجتماعية التي تتبعها، فإنك لن تتخلى عن أكل «الفسيخ». ورصدت «الوفد»، الموضة التى انتشرت فى عالم الفسيخ، وهى خدمة ما بعد البيع أو تنظيف الأسماك وتجهيزها فى أطباق مشفاة فى شرائح شهية، كما رصدت الأسعار الجديدة للفسيخ قبل بدء أعياد الربيع بساعات، لتتراوح الأسعار ما بين 140 و200 جنيه للكيلو. ويقول الحاج أبوقدورة الفسخانى بمنطقة جامع عمرو، إن زبائنه من زوار المناطق الأثرية المقدسة والمصلين بجامع عمرو والكنيسة المعلقة؛ لأن أكل الفسيخ والسردين المملح عادة مصرية قديمة يتشارك فيها جميع أبناء الوطن، ويؤكد «أبوقدورة» وجود إقبال كبير على الشراء رغم ارتفاع الأسعار. وقال الحاج على الفسخاني بالدقي، إن سعر الرنجة يتراوح من 35 إلى 40 جنيهاً للكيلو، والفسيخ لا يقل عن 140 جنيهاً ويصل إلى 200 جنيه، والأسعار أثرت على حركة البيع بالسلب، فمن كان يشترى 3 كيلو العام الماضي، أصبح لا يشتري أكثر من كيلو واحد بالعافية، لذا فلم يعد الأهالي يعزمون الأقارب؛ نظراً إلى زيادة الأسعار. وقال فرج محروس «فسخانى» بالسيدة زينب، إن الأسعار ارتفعت مرتين خلال الأسبوع السابق لشم النسيم، ووصل سعر كيلو الفسيخ ما بين 140 و150 جنيهاً، وكان خلال شم النسيم الماضى يتراوح ما بين 80 و90 جنيهاً، أما الملوحة فقد وصل سعرها إلى 110 جنيهات، وكان العام الماضى لا يزيد على 80 جنيهاً، كما وصل سعر السردين البلدى إلى 40 جنيهاً بزيادة 100% على العام الماضى. من جانبه، أكد فتحى الهلوتى، أن أسعار الرنجة ارتفعت بشكل كبير؛ نظراً إلى أنها مستوردة، وتأثرت بارتفاع الدولار. وقال إن الرنجة الهولندى وصل سعر الكيلو منها إلى 45 جنيهاً «نمرة 1»، والنرويجى والأسكتلندى 40 جنيهاً، أما الشعبى فقد وصل إلى 30 جنيهاً. وأرجع فتحى الهلوتى سبب ارتفاع أسعار الفسيخ والسردين والملوحة إلى ارتفاع أسعار الأسماك الطازجة المستخدمة فى التمليح، وقال إن كيلو البورى الطازج ما بين 70 و80 جنيهاً قبل التمليح. وأوضح أن أغلب البضائع الموجودة فى الأسواق مصدرها الرئيسى محافظة كفر الشيخ، وهى الأشهر فى هذا المجال. وقال محمد السيد «فسخانى» بشبرا، إن تحذيرات وزارة الصحة وارتفاع الأسعار لم تمنع المواطنين من الإقبال على الفسيخ، مشيراً إلى أن الأسعار ارتفعت عن أسعار العام الماضى بنسبة حوالى 80% للفسيخ، و100% للسردين و50% للرنجة، مشيراً إلى أن الإقبال على الرنجة أكثر هذا العام؛ نظراً إلى ارتفاع أسعار الفسيخ والملوحة خاصة فى المناطق الشعبية والأحياء الفقيرة، مؤكداً أن الزبون يفضل حتى الآن شراءها من محلات الفسيخ أكثر من السوبر ماركت. وأضاف أن ما يثار كل عام حول مخاطر الفسيخ لا أساس له من الصحة، وأن الفسيخ من أقدم الوجبات المصرية من أيام الفراعنة، وأكد أن وزارة الصحة لم تسجل أى حالات تسمم بسبب الفسيخ فى شم النسيم الماضى وأن الموسم مر بسلام.