واصلت أسعار اللحوم المستوردة ارتفاعها فى ظل زيادة كبيرة فى الطلب وركود على اللحوم المحلية. وكشف سيد نواوى عضو مجلس إدارة غرفة القاهرة التجارية فشل الشركات المستوردة في التفاوض فى إبرام أى تعاقدات مع الشركات البرازيلية والأسترالية على هامش معرض اللحوم والدواجن الذى نظمته الإمارات بالعاصمة أبوظبى الأسبوع الماضى. وبررت الشركات رفضها إعطاء المستوردين أى أسعار بدعوى اتجاه الأسعار العالمية للصعود، بالإضافة إلى عدم استقرار الوضع بالسوق المصرى ذلك على خلفية تذبذب سعر الدولار وعدم وضوح الروية بشأن القرارات المتعلقة بتنظيم الاستيراد التى تتغير بين فترة وأخرى. وأشار «نواوى» إلى تسجيل اللحوم المستوردة ارتفاعاً جديداً بلغ 5 جنيهات فى الكيلو ليصل سعر البرازيلى للمستهلك إلى 65 جنيهاً والهندى إلى 58 جنيهاً للكيلو. وقال إن الحكومة تلجأ للاستيراد لسد الفجوة ما بين الإنتاج والاستهلاك التى ازدادت فى الآونة الأخيرة لتصل إلى أكثر من 65٪ بسبب اتساع الفجوة الإنتاجية. وأضاف أن وصول الدولار إلى أرقام قياسية بعد تحرير الجنيه أدى إلى مشكلة فى المعروض وفى الأسعار وربما تؤثر على المعروض بصورة تهدد بنقص حاد فى المعروض ووصلت هذه الزيادة إلى المنافذ الحكومية. وأضاف أن القطاع يمر منذ فترة طويلة من الزمن بعدة مشكلات، فمثلاً أقامت منذ فترة طويلة مشروع البتلو بهدف زيادة الثروة الحيوانية وتشجيع المزارعين على تربية الماشية من خلال منحهم حوافز بنكية فى صورة قروض ذات فائدة منخفضة إلا أن المشروع لم يفلح فى حل مشكلة التربية وتضييق الفجوة بين الإنتاج والاستيراد. وأشار المهندس سعيد جبريل رئيس جمعية تطوير وتنمية مشروع الجاموس إلى أن أهم التحديات التى تواجه المربين هو خروج أعداد كبيرة منهم من السوق ووصلت نسبة الذين خرجوا من السوق أكثر من 45٪ معظمهم من صغار المربين. وأرجع ذلك إلى افتقاد هذه الفئة لثقافة الاستمرارية ومواجهة العقبات وخاصة فى ظل تذبذب السوق ودخول كميات من اللحوم المستوردة متخوفين من تأثيرها عليهم وخاصة أن هناك مشاكل كبيرة تواجههم أبرزها الزيادة فى أسعار الأعلاف وأمصال التحصينات والأدوية وخلافه من مكونات الصناعة. ويرى المهندس جبريل أن مشروع البتلو بحاجة لإحداث دفعة قوية وأهمية استغلال المنحة التى حددها رئيس الجمهورية للمستثمرين البالغة 200 مليار جنيه بالبنوك ومن ضمنها القطاع الحيوانى وبإمكانها أن تحدث طفرة فى القطاع. وأضاف أن الحصول على القروض يمر بمراحل صعبة مثل أهمية تزكية وزارة الزراعة للمشروع المقدم من المربى بتقديم مستند التشغيل أو الترخيص وعادة ما تضع الوزارة عقبات عدة تحول دون حصول المربين ومعظمهم من أصحاب رؤوس الأموال الصغيرة وبحاجة لدعم. وأضاف الدكتور أسامة خيرالدين رئيس المجلس التصديرى للحاصلات الزراعية، أن أهم تحدٍ يواجه التربية هو غذاء الحيوان ما يعرف بالأعلاف، فللأسف فإن الحيوان يحتاج إلى 10 كيلو أعلاف يومياً التى وصل سعر الكيلو منها إلى نحو 200 جنيه. ويرى الدكتور خيرالدين أهمية سلوك الدولة طريقين متوازين: الأول دعم استيراد الأعلاف المستوردة فى ظل الارتفاعات القياسية للدولار كمرحلة مؤقتة على المدى القصير، والثانى الاهتمام بزراعة السيلاج الأخضر الذى يتم معالجته واستخدامه كأعلاف للماشية على المدى البعيد.