أكدت صحيفة "البيان" الإماراتية أنه على عكس حركة التاريخ التى تسير إلى الأمام ولا تعود إلى الخلف تبنى دولة إسرائيل الجدران التى تعزلها عن محيطها فى محاولة يائسة للحفاظ على كيان يسعى لما يسمى النقاء العرقى فى زمن شهد تحطيم جدار برلين والجدار الوهمى المحكم الإغلاق لألبانيا . وأشارت الصحيفة - فى افتتاحيتها اليوم الأحد تحت عنوان "أوهام الجدار العازل" - إلى أن إسرائيل تبنى الجدران الأسمنتية شاهقة الارتفاع محاولة استبدالها بالتزامات السلام وكأن الآخر غير موجود إلا بوصفه عدوا ينبغى الاختباء منه وعدم التفاوض معه تحت أى سبب كان . وأوضحت الصحيفة أن مثل هذه المقولات والسياسات التى تنتهجها الحكومات الإسرائيلية تطرح الكثير من الأسئلة حول مستقبل هذا الكيان الذى يسعى للاحتفاظ بخصوصية مزعومة فى وسط عولمة تسابق الزمن وتجتاح الجميع دون سابق إنذار. ودعت الصحيفة إسرائيل إلى الاتعاظ من تجربة جنوب إفريقيا العنصرية التى لم تصمد أمام كفاح الجنوب إفريقيين ونضالهم السلمى الإنسانى اللذين وصلا فى نهاية المطاف إلى انتزاع حقوقهم كاملة غير منقوصة وهم الذين عاشوا نظاما من أسوأ أنظمة الفصل العنصرى فى التاريخ المعاصر. وشددت الصحيفة على أن محاولات القيادات الإسرائيلية للحد من إنزلاق إسرائيل نحو التبدد فى محيطها الجغرافى لن تنجح على المدى الطويل لأن التحولات التى يشهدها العالم وتغير المفاهيم أكبر بكثير من الوعى الذى أسس لهذه الدولة التى قامت على فكرة المحرقة ونفذتها بطريقة لا تقل بشاعة. وأكدت الصحيفة - فى ختام افتتاحيتها - أن بناء الجدران لن يحل مشكلة إسرائيل ، وربما يمكن أن يساهم فى تأجيل قدرها المحتوم قليلا ولكن الواقع والمنطق وتجارب الشعوب تثبت أن التاريخ يسير إلى الأمام ولن يقف فى وجهه جدار أسمنتى أو إلكترونى .