لا أجد وصفاً دقيقاً للحالة المتردية للتليفزيون المصري ونحن نعيش هذه المأساة التي لم يسبق لها مثيل هل يعقل إرسال لمدة »20 ساعة« موحد علي جميع القنوات، عبارة عن مجرد اتصالات هاتفية مع أشخاص أغلبهم من عملاء النظام المحتضر. التليفزيون المصري بكل إمكانياته لم يستطع تقديم شكل برامجي يتابع الأحداث إسوة بقنوات الحياة والمحور ودريم وحتي مودرن كورة ومودرن سبورت استطاعت كل هذه القنوات التفاعل مع المشاهدين بلقاءات ربما أبكت البعض وجعلت المشاهدين بالفعل داخل الحدث ولو بشكل معنوي. هل يعقل مثلاً ما حدث مساء الأربعاء الماضي ساحة معارك بميدان التحرير والتليفزيون المتخلف يجري حوارات هاتفية مع المحافظين في البحيرة والإسماعيلية وبورسعيد وغيرهم ليتحدثوا أن الأمور كلها تمام، هل يعقل هذا بالله عليكم كيف يظهر الفريق أحمد شفيق رئيس الوزراء في ليلة واحدة علي قنوات الحياة ودريم والمحور ولا يظهر علي شاشة التليفزيون المصري وإيه حكاية هذه القناة المتخلفة المسماة بقناة النيل للأخبار وهي متخصصة في إذاعة الأخبار البايتة، أين عبداللطيف المناوي رئيس مركز أخبار مصر، ولماذا لم يظهر علي السطح ويبدو أنه يشعر بالخجل لأنه كان أحد أدوات النظام الفاسد ربما دون أن يشعر، أين تامر أمين وخيري رمضان ولميس الحديدي أين مصر النهاردة، يبدو أن الإعلاميين في ماسبيرو لديهم شعور رهيب بالذنب لإحساسهم بالوقوف خلف مجموعة من الفاسدين. الريادة الحقيقية الآن أصبحت لمني الشاذلي ومعتز الدمرداش وعمرو أديب ورولا خرسا، والسيد علي وهناء السمري وحتي أحمد شوبير وخالد الغندور ومدحت شلبي واكتفي مذيعو ومذيعات التليفزيون المصري، بالاختباء في الجحور والأشرف لهم الرحيل بلا عودة.