اتسمت العلاقات الأمريكية الروسية في السنوات الماضية بالتوتر والعداء بشكل كبير، ووصل الأمر إلى حد الحرب الباردة وتبادل التصريحات العدائية بين الطرفين، وهو ما تغير بعد فوز دونالد ترامب برئاسة أمريكا، ومؤخرًا تبدلت التصريحات التى تشير بإمكانية التقارب بين البلدين. أعرب وزير الخارجية الروسية، سيرغي لافروف، عن استعداد بلاده للعمل من أجل تطبيع العلاقات مع الولاياتالمتحدة وتعويض ما لحق بها من أضرار خلال سنوات الإدارة الأمريكية السابقة. وقال إن البلدين يستطيعان في حال وجود الرغبة المتبادلة ليس فقط حل القضايا الثنائية ولكن الاسهام في حل القضايا الخلافية المحورية، مؤكدًا على استعداد موسكو لقطع نصف الشوط الخاص بها عن طريق تصحيح العلاقات مع الولاياتالمتحدة، على أساس مبادئ التكافؤ والاحترام المتبادل ومراعاة مصالح الآخر. وتابع لافروف، أن ما أعلن من مواقف بشأن إقامة حوار طبيعي بين روسياوأمريكا توحي بقدر من الأمل في حلحلة إيجابية للعلاقات الثنائية، مشيرًا إلى أن موسكو تتابع باهتمام ما يصدر عن الرئيس الأمريكي من تصريحات حول روسيا. وكان ترامب، أعلن يوم السبت، أنه يخطط لتعاون مع روسيا وأوكرانيا وغيرها من البلدان المعنية لاستعادة السلام بالقرب من الحدود الأوكرانية. وأول أمس، قال إنه يحترم الرئيس بوتين ويفضل أن يتفق معه. وأضاف: "أقول أنه من الأفضل أن أتوصل إلى اتفاقات مع روسيا وليس العكس، وإذا ساعدتنا روسيا في الحرب ضد ما يسمى بالدولة الإسلامية والإرهاب الإسلامي في جميع أنحاء العالم، سيكون هذا أمرا جيدا. هل أستفق معه؟ لا أدري". ومن جانبه رأى وزير الخارجية الألماني، زيجمار جابرييل، أن التقارب المحتمل بين روسياوأمريكا سيؤدي إلى حل الأزمات العالمية، وسيكون جيدًا لتطور الوضع في سوريا وأوكرانيا ولعملية نزع السلاح في أوروبا، وذلك خلال زياته للولايات المتحدة. وفي هذا السياق، قال الدكتور جهاد عودة، أستاذ العلوم السياسية بجامعة حلوان، إنه لا يمكن الحديث عن تقارب روسي أمريكي محتمل خلال الفترة المقبلة، في ظل وجود ادارة أمريكية مضطربة للغاية. وأوضح في تصريحات خاصة ل "بوابة الوفد"، في الوقت الذي يخرج ترامب بتصريحات عن ترحيبه بعودة العلاقات مع موسكو، نجد أن الخارجية الأمريكية ومندوبها في مجلس الأمن يتحدثون عن استمرار العقوبات ضد روسيا. وأشار عودة، إلى أن الإدارة الأمريكية قبل انتخاب ترامب وفي ظل وجود باراك أوباما ومن قبله جورج بوش، كانت على قدر كبير من التوافق حول القضايا المختلفة، أما الآن فالتصريحات والأخبار المتداولة متناقضة. وذكر أنه كان بالامكان الحكم على عودة العلاقات بين روسياوواشنطن لو كان هناك اتفاق لصناع القرار في الإدارة الأمريكية، لأن دونالد ترامب لا يحكم الولاياتالمتحدة بمفرده ولكنه يعمل في إطار إدارة متكاملة. ووصف مختار غباشي، نائب رئيس المركز العربي للدراسات السياسية والاستراتيجية، أن التصريحات المتبادلة بين روسياوأمريكا حول رغبتهم في التقارب، بمرحلة جس النبض بين البلدين، لأن الدولتين مصالحهم متضاربهم. وتابع في تصريحات خاصة ل "بوابة الوفد"، لكن هناك شكل من أشكال الراحة والتناغم ففيما بينهم في الوقت الحالي، وادارك كل طرف بمصالح الطرف الأخر، ومن الوارد حدوث التقارب، ولكن المسألة ليست هينة وصعبة للغاية. ورأى أن المنطقة العربية والشرق الأوسط هي الضحية والخاسر الوحيد والدائم، سواء حدث التقارب بين واشنطنوموسكو أم استمر الصراع، لأن هناك ملفات شائكة ومصالح مختلفة للطرفين تجاه سوريا وإيران.