توقع الكثير من الخبراء أن فوز دونالد ترامب في الانتخابات الرئاسية الأمريكية سيكون له أثر إيجابي على العلاقات الروسية الأمريكية، إذ بعد ساعات من إعلان النتيجة رحبت روسيا بحرارة، وسارع ممثلو السلطة والمراقبون بالإعراب عن ارتياحهم للنتائج غير المتوقعة لهم، عاقدين الأمل على أن التطورات ستكون بداية لمرحلة جديدة في العلاقات بين الجانبين. ورجح رجال الأعمال الروس والساسة أن يعيد رئيس الولاياتالمتحدة المنتخب دونالد ترامب بناء العلاقات بين موسكووواشنطن، بما في ذلك العلاقات التجارية والاقتصادية، كما ستكون إزالة أو تخفيف العقوبات الأمريكية ضد الشركات الروسية محل انتظار من الجانب الروسي. ويقول خبراء روس إنه إذا نجح ترامب في تحقيق وعوده بشأن حماية الصناعة الأمريكية، فهذا سيعني أيضًا التطرق لمسألة العقوبات، فخلال حملته الانتخابية أظهر دونالد ترامب موقفًا إيجابيًّا تجاه روسيا أكثر من المرشحين الآخرين، وأعطى آمالًا واسعة في تغييرات محابية لروسيا في العلاقات الخارجية، بما فيها رفع العقوبات عن الشركات الروسية المعاقبة بارتفاع في الأسعار. لكن مع كل ذلك وضعت ادارة أمريكا الراهنة الكثير من العوائق والتحديات التي تواجه تحسن العلاقات الروسية الأمريكية في المستقبل، حيث تجاهلت إدارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما الرئيس المنتخب دونالد ترامب، ووسعت قبل شهرين من تسليم البيت الأبيض إلى موفده الجديد قائمة العقوبات المفروضة على روسيا بسبب الوضع في أوكرانيا، ورغم تقارب وجهات النظر الروسية الأمريكية في الفترة الأخيرة فيما يخص هذا الملف وإعلان الجانبين أستمرار المباحثات في هذا الشأن حتى وصل الأمر إلى عقد لقاء بين وزير الخارجية الأمريكي ونظيره الروسي سيرجي لافروف حول أوكرانيا؛ للتوصل إلى تفهمات، إلا أن واشنطن ارتأت في هذه المرحلة أن تقطع الطريق على أي تقارب محتمل بين موسكووواشنطن في الحاضر. هذه العقوبات التي فرضتها الولاياتالمتحدة على روسيا تقيد شركات النفط والغاز الروسية من حيث استقطاب رؤوس الأموال الأمريكية، وكذلك التزويد بمعدات وتقنيات للعمل على استخراج الاحتياطيات النفطية التي يصعب الوصول إليها. وقال السكرتير الصحفي لشركة روزنفت النفطية: "إننا نؤمن بأن العقوبات ضدنا ليست فقط غير عادلة، بل تضر بمصالح شركائنا الأمريكيين أيضًا، ولكن هناك أسس للاعتقاد بأن دونالد ترامب، على عكس الإدارة الأمريكية السابقة، لا ينوي الإضرار بمصالح الشركات الأمريكية."، وحسب ليونتيف إذا عمل ترامب على الوفاء بوعوده فيما يخص حماية الصناعة الأمريكية، فهذا الأمر سينسحب أيضًا إلى معالجة مسألة العقوبات. وفرضت الخزانة الأمريكية الثلاثاء عقوبات على 6 نواب في مجلس الدوما الروسي، يمثلون جمهورية القرم التابعة لموسكو، بعد استفتاء أجري في الجزيرة عام 2014، وأصدرت الخزانة بيانًا، جاء فيه أسماء النواب الروس، ومن بينهم، رسلان بالبيك، النائب السابق لرئيس حكومة القرم، وقسطنطين باخاريف، وسفيتلانا سافتشينكو، وبافيل شبيروف، ودميتري بيليك. وكانت واشنطن أدرجت في وقت سابق شخصيات وشركات روسية على قائمة العقوبات المفروضة ضد روسيا، منها شركات تابعة لعملاق الغاز "غازبروم"، إلا أنه من المتوقع بحسب تصريحات الإدارة المنتخبه حديثًا في أمريكا أن تراجع واشنطن العقوبات المفروضة على روسيا، وتعمل على تحسين العلاقات معها. وشهدت العلاقات الروسية مع الدول الغربية، بما فيها الولاياتالمتحدة في عهد اوباما، تأزمًا كبيرًا على خلفية الوضع في أوكرانيا ومنطقة الشرق الأوسط، حيث فرضت واشنطن عقوبات ضد أشخاص وقطاعات كاملة من الاقتصاد الروسي. وردًّا على هذه العقوبات، قامت روسيا بحظر توريد المواد الغذائية من الدول التي فرضت عقوبات عليها. واتجهت إدارة أوباما لهذا الطريق في تلك الفترة الحساسة؛ في محاولة منها لسد الفرصة على الإدارة الروسية للاستفادة من النتائج الأخيرة، لا سيما بعدما أعلن ترامب أنه يفاضل بين 5 شخصيات أمريكية لتولي حقيبة وزارة الخارجية الأكثر أهمية في "الكابينت" الأمريكي، والمؤثرة في العلاقات الأمريكية الروسية ، حيث يجمع المرشحين مواقفهم اليمينية القريبة من الرئيس الجديد، فأغلبهم متفق مع ترامب في مواقفه في السياسة الخارجية، ولا سيما تجاه روسيا وتحسين العلاقات معها. فكشف رئيس بلدية نيويورك السابق رودي جولياني، أحد أبرز مرشحي الرئيس الأمريكي المنتخب لتولي وزارة الخارجية، عن نية وتطلعات واشنطن لتحسين وإعادة ضبط علاقاتها مع روسيا، وقال جولياني الثلاثاء "إن إدارة دونالد ترامب تطمح لإعادة ضبط العلاقات مع روسيا"، مشيرا إلى أن إدارة أوباما السابقة "حولت روسيا إلى عدو"، ورجح جوليانى فى حديثه أن يركز جزء كبير من الاستراتيجية الأولية فى السياسة الخارجية لترامب على التعاون مع روسيا في تدمير داعش، كما أنه وضع أكثر المشاكل الشائكة فى الشرق الأوسط وأماكن أخرى من العالم فى المرتبة اللاحقة بعد داعش، موضحًا أنه من المفترض أن يكون هناك تعاون بين روسياوأمريكا في ملفات الشرق الأوسط؛ لتحديد أهدافنا، ولا تتسم العلاقة بالعداء.