أماكن عرض مميزة بدون ضرائب، أرباح خيالية، عدم الالتزام بدفع فواتير المرافق، مكاسب من الهواء، لأجل هذه العوامل، لم يُمهل الباعة الجائلون كورنيش النيل حينًا، حتى الانتهاء من مراحل تطويره الثلاثة، كى يُنفض عنه غبار العشوائية والبلطجة التى خلفها الباعة الجائلون، فعادوا أدراجهم مهرولين بمجرد انتهاء أعمال المرحلة الأولى، ليتحول بذلك الكورنيش مجددًا إلى "نصبة شاى"، ومرتعًا للبلطجية ومروجى المواد المخدرة. لم تكتمل فرحة المصريين باللمسة الحضارية للمرحلة الأولى من أعمال تطوير ورفع كفاءة كورنيش النيل، التى تمتد من كوبرى قصر النيل إلى كوبرى 6 أكتوبر، حتى داهمتهم الصدمة فى صباح ذات يوم، بعودة عربات البائعة الجائلين إلى كورنيش النيل من جديد. المشكلة فى واقع الأمر، لا تكمن فى مجرد تواجد هؤلاء الباعة، فحسب، بل لتعرضهم للمواطنين ومنعهم من حق التواجد على الكورنيش للتنزه، واشتراط الجلوس على إحدى طاولاتهم وتناول أيًا من المشروبات التى يبيعونها عنوةً فى مقابل السماح بالتنزه، وفى حال رفض المواطنين، فهم يقومون بمنعهم من التواجد بالكورنيش، والايعاز لأحد البلطجية الذين يتولون حمايتهم، للقيام بمضايقتهم كى يضطرون للرحيل. التصدى لهؤلاء الباعة والقيام بأعمال الصيانة المستمرة للكورنيش للحفاظ على ما تم تطويره، مهمة ليست بالهينة، ولو حتى على شركات ذات أسماء لامعة فى هذا المجال، الأمر الذى دفع محافظة القاهرة إلى إلغاء تعاقدها مع إحدى الشركات المتخصصة، لصيانة الكورنيش وتأمينه، بسبب تقصير الشركة وإهمالها فى أداء المهمة الموكلة إليها، وهو ما اضطر المحافظة للبحث عن بديل يتمكن من أداء تلك المهمة. إلى ذلك قال المهندس أشرف حلمى، مدير مديرية الطرق، التى تتولى أعمال تطوير كورنيش النيل، إنه تقرر فسخ التعاقد مع إحدى الشركات المتخصصة، التى كان من المقرر أن تتولى صيانة وتأمين كورنيش النيل. وأوضح حلمى، فى تصريح ل"بوابة الوفد"، اليوم الأربعاء، أن القرار جاء بعد الفشل الذريع الذى حققته الشركة فى القيام بمهامها، حيث عجزت الشركة التى رفض الافصاح عن اسمها عن حماية الكورنيش بعد انتهاء أعمال المرحلة الأولى من التطوير، والتى امتدت من كوبرى قصر النيل وحتى كوبرى 6 أكتوبر، إذ انتشر الباعة الجائلون وتحول الكورنيش بمجرد انتهاء أعمال التطوير إلى "نصبة شاى"، يقوم البلطجية بتقسيم أرضه على الباعة، وهو ما يتعارض مع الشكل الحضارى الذى نريده - حسب تعبيره -. وأضاف مدير مديرية الطرق، أن محافظة القاهرة قررت بعد مشاورات تمت بهذا الخصوص، إسناد إدارة الكورنيش إلى إدارة الحدائق المتخصصة، موضحًا أن الشركة ستقوم بعد تسلم مهامها، بتدشين حملات دعائية وكذا تنظيم احتفاليات بالكورنيش، وهو ما سيمثل عامل جذب للسياحة. وأشار حلمى إلى أن المديرية بصدد الانتهاء من المرحلة الثانية من أعمال التطوير، والتى تمتد من كوبرى 6 أكتوبر وحتى كوبرى 15 مايو، إذ سيتم بعدها البدء بالمرحلة الثالثة، والتى تمتد من كوبرى قصر النيل وحتى السفارة الايطالية. يُشار إلى أن أعمال التطوير التى تتم بكورنيش النيل، تأتى ضمن مشروع محافظة القاهرة، لتطوير وتجميل القاهرة الخديوية، إذ أعلنت المحافظة فى بيان سابق، أن تطوير القاهرة الخديوية مشروعًا مستمر دون نهاية، حيث يتضمن المشروع تطوير عدد من الشوارع والميادين، ورفع كفاءة المبانى المتميزة عمرانيًا.