في الوقت الذي تتعالى فيه الأصوات بضرورة تعديل المناهج وتطوير التعليم ورفع كفاءته، بسبب المؤشرات الدولية التي تؤكد تردي التعليم في مصر بصورة واضحة، حيث احتلت المرتبة 134 من إجمالي 139 دولة، جاء الاقتراح بإلغاء قصة "وا إسلاماه"، باعتبارها "تحفز على الإرهاب". وتقدمت منى منير، عضو مجلس النواب، باقتراح لتعديل وتطوير المناهج التعليمية الخاصة بجميع مراحل التعليم الأساسى، لمواجهه حالة العنف والتطرف التى سادت بين الشباب فى الآونة الأخيرة وترسيخ الروح الوطنية فى نفوس سواعد مصر رجال المستقبل. وذكرت أن بعض المناهج الدراسية يجب أن يتم استبدالها، لأنها تتسبب في ترسيخ التشدد والتعصب وقد يصل الأمر إلى حد الإرهاب، مستعرضة مقطعًا لما جاء فى قصة "وا إسلاماه" المقررة على الصف الثانى الثانوى. وطالبت منير، بتحديث كتاب ينفرد بذكر أسماء أبطالنا وشهدائنا من القوات المسلحة وجهاز الشرطة، الذين استشهدوا مؤخرًا نتيجة العمليات الإرهابية الغاشمة التى استهدفتهم وهم فى سبيل تأدية واجباتهم فى حماية الوطن، بهدف زرع الوطنية وحب الوطن في أنفسهم. وفي هذا السياق، رأي الدكتور كمال مغيث، الخبير التربوي، أن تطوير المناهج والعملية التعليمية بعيد تمامًا عما يتم تداوله حول قصة "واإسلاماه"، خاصة وأننا ندرسها منذ فترة طويلة ولم تكن تساعد أو تحفز على الإرهاب. وقال في تصريحات خاصة ل "بوابة الوفد"، إن تطوير المناهج أبعد من إلغاء كتاب أو وضع قصة، موضحًا أن التطوير يتم من خلال تحديد الدولة أولًا لأهدافها من العملية التعليمية، وتوافر الارادة السياسية لذلك. وأكد "مغيث" ضرورة أن تركز مناهجنا التعليمية على حقوق الإنسان والمواطنة والأنشطة التى تجعل الطالب ذو صلة بالفنون والأداب وعلى قدر كبير من الثقافة، مع وجود معلمين مؤمنين بهذا، مشددًا على أن ذلك هو السبيل لتطوير العملية التعليمية في مصر. وذكر علي فارس، خبير تربوي، أن التطوير معناه مواكبة المنهج لاحتياجات المجتمع، معتبرًا أن الحديث عن حذف قصة واإسلاماه أو مشاهد منها بمثابة رأي لا يعول عليه وما هو إلا نفخ بوق للسلطة. وتابع في تصريحات خاصة ل "بوابة الوفد"، أن التطوير الحقيقي لابد أن يشمل كل جوانب العملية التعليمية، بداية من المناهج والمعلمين وصولًا للإدارة، لأنه من الضروري أن تعمل كل الحواس معنا بشكل تكاملي. ومن جانبه، قال ابراهيم حجازي، عضو لجنة التعليم بالبرلمان، إن اللجنة ستجتمع لدراسة مقترح النائبة مني منير، حول إلغاء بعض المشاهد من قصة "واإسلاماه"،والتي تحث على العنف، خاصة بعد ظهور تنظيم داعش والجماعات الارهابية المختلفة. وأضاف في تصريحات ل "بوابة الوفد"، أن لجنة التعليم بالبرلمان تهدف خلال الفصل التشريعي الحالي، إلى الانتهاء من مشروع قانون التعليم ما قبل الجامعي وقانون التعليم الفني.