ماكينة الفقر مرت فوق الطبقة الوسطى، فمنهم من طحنته، ومنهم من ينتظر.. عملية الطحن طالت جميع الشرائح، من الأطباء والمهندسين، وحتى الصناع والمزارعين.. وأعداد المطحونين تفوق الخيال. جراح الأطباء قديما كانوا يقولون على كلية الطب إنها كلية الخمسة «ع».. وهى مقولة كانت تعنى أن كل طبيب شاب يحصل فور تخرجه فى كلية الطب على 5 أشياء تبدأ جميعاً بحرف «ع» وهى عيادة وعروسة وعربية وعزبة وعمارة.. ولكن هذا كان زمان.. الآن تغيرت الأحوال كثيراً.. الدكتور خالد سمير - عضو مجلس نقابة الأطباء- أكد أن 35% من الأطباء حالياً سقطوا تحت خط الفقر.. وقال: «فى مصر نحو 250 ألف طبيب، منهم 87 ألف طبيب فقير، و150 ألف طبيب يعيشون على الكفاف، فيما لا يتجاوز عدد الأطباء الميسورين عن 13 ألف طبيب». وأضاف: «كل شباب الأطباء حتى 35 عاماً فقراء.. فهناك أطباء يحصلون على 5 جنيهات مقابل كل ساعة عمل، وهو مبلغ لا يقبله أقل الحرفيين خبرة». وواصل: «راتب أطباء التأمين الصحى فى المتوسط 1200 جنيه شهرياً، والمطلوب أن ينفق من هذا المبلغ على إيجار شقة، وعلى طعامه ومعايشه، ويجهز متعلقات زفافه إذا ما فكر فى الزواج، ويسدد أيضاً رسوم الدراسات العليا التى ارتفعت مؤخراً من 300 جنيه طوال فترة الدراسات العليا لتقفز إلى 5 آلاف جنيه سنوياً!». الفضاء الواقف يقولون عنهم القضاء الواقف.. عددهم فى مصر نحو 600 ألف محام، وحسب مجدى عبدالحليم -المتحدث الرسمى لنقابة المحامين- فإن نحو 570 ألف محام مطحونون حالياً، ونحو 29 ألفاً و900 محام من المستورين، والباقى وعددهم نحو 100 محام يعتبرون من الأثرياء.. وأضاف: «رغم الارتفاع الكبير فى أسعار كل السلع والخدمات إلا أن المحامين محرومون من استخراج بطاقة تموين، لأن الحكومة تعتبرهم من الأثرياء الذين لا يستحقون الحصول على دعم». قم للمعلم قم للمعلم وفه التبجيلا.. كاد المعلم أن يكون رسولاً.. بهذا البيت الشعرى لخص أمير الشعراء أحمد شوقى قامة ومقام المعلمين، ولكن الغلاء لا يفرق بين من كاد أن يكون رسولاً وبين من كاد أن يكون شيطاناً، فالكل فى نار الفقر سواء. فى مصر 2 مليون و50 ألف معلم ومعلمة، منهم مليون و600 ألف معلم يقومون بالتدريس فى المدارس، و450 ألف بالمعاش.. وحسب خلف الزناتى -نقيب المعلمين- فإن 20% من المعلمين كانوا يعانون الفقر، ولكن بعد تعويم الجنيه، والغلاء وزيادة الأسعار انضم إلى قائمة المعلمين الفقراء 50% من المعلمين، وهكذا صار 70% من المعلمين فقراء، أى أن هناك مليوناً و435 ألف معلم فقير». على باب الله المرشدون السياحيون كانوا على الدوام محل حسد من ملايين المصريين، لارتفاع دخولهم، ولتعاملهم مع كل جنسيات العالم.. الآن ضربهم تسونامى الفقر، فلم يبق لهم ولم يذر. قبل ثورة يناير كان فى مصر 18 ألف مرشد سياحى، ولكن بعد الثورة وانحسار السياحة هجر 2000 مرشد مهنتهم، وغيروا مهنتهم، وعملوا فى مهن أخرى، فيما بقى 16 ألف مرشد فى انتظار عودة السياح، ويقول حسن النخلة -نقيب المرشدين السياحيين- أن السياحة بدأت تعود ببطء، وهو ما أتاح ل1000 مرشد سياحى لكى يعودوا للعمل من جديد فيما بقى 15 ألف مرشد سياحى بلا عمل حتى الآن». فلاحون «حال الفلاحين.. طين».. هذه الجملة هى الأكثر تعبيراً عن الفلاحين.. فحسب محمد فرج - رئيس الاتحاد العام للفلاحين - فإن 95% من فلاحى مصر سقطوا تحت عجلات الفقر.. ويقول «فى مصر نحو 50 مليون فلاح، كان نحو 40% منهم فقراء ولكن مع الغلاء الأخير، انضم إليهم 55% من الفلاحين، وهكذا صار 95% من الفلاحين فقراء، وأغلب ال5% الآخرين يتشبثون بحبال واهية حتى لا يسقطوا فى بحر الفقر». معاشات الوضع مع أصحاب المعاشات كارثى.. ففى مصر 9 ملايين صاحب معاش، وحسب تأكيدات البدرى فرغلى - رئيس اتحاد أصحاب المعاشات- فإن 5 ملايين مصرى بالمعاش لا يأكلون إلا وجبة واحدة يومياً.. ويقول: «5 ملايين من أصحاب المعاشات يقضون يومهم بدون غداء ولا عشاء، فمعاشاتهم الشهرية تتراوح بين 200 جنيه و1000 جنيه وهو مبلغ لا يكاد يكفى لشراء الدواء، والأمنية الوحيدة لكل هؤلاء هو الموت، ولكنهم للأسف «مش طايلينه» وهناك 4 ملايين مصرى بالمعاش يعيشون على حد الكفاف، معظمهم يبيتون من «غير عشا» بالفعل، وشكونا لجميع المسئولين من رئيس البرلمان ورئيس الحكومة حتى رئيس الجمهورية، وطالبنا بزيادة المعاشات، خاصة بعد أن فقد الجنيه مؤخراً نصف قوته الشرائية، ولأن أحداً من المسئولين لم يرد على مطالبنا، قرر أصحاب المعاشات تنظيم مظاهرة يوم 30 يناير الجارى بعد الحصول على الموافقات الأمنية المطلوبة، وهدفنا من هذه المظاهرة توصيل رسالة للمسئولين تقول: «أصحاب المعاشات يموتون من الجوع والمرض». إقرأ آيضاً : 82 ضربة.. للطبقة الوسطي ست الدار ترفع «الراية البيضا» مواويل الصبر.. فى بيوت العز حمول الرجال تهد جبال