عرفت مصر القديمة، عبادة كثير من الآلهة والربات، اللاتى ولدن من المعتقدات الشعبية، التى كانت سائدة لدى الفراعنة. ووافق يوم الجمعة، الموافق السادس من شهر يناير الجارى، عيد «حتحور» ربة الحب والفرح والموسيقى والسعادة والخصوبة والولادة، لدى قدماء المصريين، حيث تعامدت الشمس فى يوم عيدها على معبد الدير البحرى، فى غرب مدينة الأقصر، والذى يضم بين معالمه التاريخية، مقصورة خاصة لعبادة الربة حتحور، حيث احتفل مصريون وأجانب بعيد حتحور فى معبدى دندرة والدير البحرى. وقد عرفت حتحور فى صور عدة فى مصر الفرعونية، فكانت تتمثل فى بقرة .. رفيقة حور، وفى صورة البقرة المقدسة، وفى منطقة منف سميت ب«الجميزة» كما عرفت باسم حاكمة السماء. كما تقول الباحثة المصرية، أمل الطوبجى المعروفة بعاشقة حتحور وإيزيس، والتى أطلقت اسم حتحور على إحدى شركاتها البحثية فى كندا، إن معابد حتحور وأسماءها وخصائصها، لا يمكن أن تحصى، وكانت تمثل خليطا من عدة شخصيات إلهية فى مصر القديمة، فكانت «الحتحورات السبع» ربة الولادة، وجعلها المصريون القدماء ربة للأماكن البعيدة، مثل بلاد بونت، وفى منف كانت حارسة جبل الموتى، وصارت حتحور فى طيبة، ومعبد دندرة ظهرت بصورها الكلاسيكية، كربة عامة وامرأة شابة، مرحة وباسمة وكربة للحب والرقص والسعادة، ووجدت فى صورة بقرة بمعبد الدير البحرى، الذى شيدته الملكة حتشبسوت فى غرب الأقصر. وتشير أمل الطوبجى، إلى أن حتحور كانت حامية النساء والأطفال، ورمزا يستمدون منه الطاقة والإلهام، لأن عملي استشاري وتدريب النساء ليكون لهن دور فعال في الأسرة والمجتمع.. حتحور كرمز وطاقة نستمد منه القوة والإلهام، والمصدر لتحقيق حياة متوازنة، والاستمتاع بالحياة، بجانب العمل الجاد. ويقول الباحث المصرى، رئيس الجمعية المصرية للتنمية الأثرية والسياحية، أيمن أبوزيد، إن الكهنة الذين وضعوا التقويم للمصريين القدماء وزعوا الأعياد، أو «الحب» على مدار السنة، وأن التقديرات تشير إلى أن الاحتفالات فى مصر القديمة، كانت تستغرق ثلث العام، وأنه ليس هناك شعب آخر استمتع بالاحتفالات والمهرجانات الدينية أكثر من الفراعنة. وقد كان انتقال الربة حتحور إلى زوجها الإله حورس، لتخليد زواجهما المقدس، مناسبة لاحتفالات عظيمة، فى كل عام، حيث كان يقام موكب يبدأ بحمل تمثال حتحور، ويتحرك من مركز عبادتها الرئيسى فى معبد دندرة بقنا، ويسافر لمسافة مائة ميل، حتى يصل إلى معبد حورس فى مدينة إدفو بأسوان، حيث تسجل رسوم معبد حورس بإدفو مشاهد من هذا المهرجان، حيث كان يوضع تمثالا حتحور وحورس جنبا إلى جنب لمدة أسبوعين، قبل أن يعود تمثال حورس إلى معبدها بدندرة. وأشار إلى أنه فى مناسبة عيد حتحور، فإن جمعيته، تقدمت بدراسة تطالب فيها بإحياء أعياد مصر القديمة، مثل عيد حتحور الذى يوافق السادس من يناير فى كل عام، وغيرها من الأعياد المصرية القديمة، بجانب وضع الظواهر الفلكية التى تشهدها المعابد الفرعونية، مثل تعامد الشمس، على أجندة مصر السياحية، لتشجيع ما سماه سياحة الفلك التى بدأت تنتشر بالعالم، مشيرا إلى أن فريقا بحثيا يترأسه الدكتور احمد عوض، تمكن من رصد 14 ظاهرة فلكية بمعابد الجيزة وقنا والأقصر وأسوان والوادى الجديد.