رأت صحيفة (كريستيان ساينس مونيتور) الأمريكية في إشارة منها حول أهم أحداث عام 2011 التي غيرت من شكل وملامح العالم بأكمله وبما حملته من أحداث مثيرة وجريئة ومليئة بالديمقراطية والحريات التي تذوقتها غالبية شعوب العالم وغيرها من الأحداث المؤسفة التي أرقت العالم, أنها تتمثل في الانتفاضات الشعبية في بلدان الربيع العربي, وطرد ثلاثة من الحكام المستبدين في تونس، ومصر، وليبيا, وفتح الباب لحكومات أكثر تمثيلا للشعوب العربية وتعطي مساحات أكبر لحريات الأفراد. وعبرت الصحيفة عن فرحتها تجاه أهم حدث من وجهة نظرها شهده عام 2011 ويتمثل في مقتل زعيم تنظيم القاعدة "أسامة بن لادن" في 2 مايو، مؤكدة أن انتصارات انتفاضات الربيع العربي هذا العام أثبتت عكس حجة القاعدة التي تشير إلى أن إزالة الأنظمة المستبدة في الشرق الأوسط من السلطة لا تتم إلا بالجهاد. وأكدت الصحيفة أن نهاية الحرب في العراق والتي انتهت رسميا 15 ديسمبر, يعد من الأمور التي تدعو إلى التفاؤل التي شهدها عام 2011, مؤكدة أن الحجة الأصلية للتدخل الأمريكي في العراق, وجود أسلحة دمار شامل, "كذبة", ولكن نجحت أمريكا فيما بعد في تحقيق نتائج إيجابية بعد إعلانها أن تدخلها جاء لنشر الديمقراطية, فبعد أن كان الشيعة يعاملون كمواطنين من الدرجة الثانية في عهد صدام حسين, فالآن يمتلكون القوة السياسية المهيمنة, وبعد أن كانت العراق سابقا ثقلا علمانيا متوازنا في مواجهة الشيعة في إيران، إلا أن بغداد الآن أكثر قربا إلى طهران. وأكدت الصحيفة أنه من أهم أحداث هذا العام أن جنوب السودان أصبحت دولة إفريقية منفصلة عن شمال البلاد في 9 يوليو, واصفة هذا الاستقلال على أنه تتويج لعقدين من الحرب الأهلية بعد الاستفتاء على الانفصال وموافقة 99% من الشعب السوداني عليه. وأشارت الصحيفة ايضا إلى ماتتعرض له ايران من حرب سرية موجهة إليها من قبل الولاياتالمتحدة وإسرائيل وبعض الدول الأوروبية التي تشتبه في إيران بأنها تعمل على تطوير اسلحة نووية تحت ستار الطاقة النووية المدنية, وأكدت الصحيفة أن الحرب ابتدأت فعليا باغتيال العلماء النوويين الإيرانيين، والانفجارات الغامضة للصواريخ الإيرانية والمنشآت الصناعية، وتحفظ الحكومة الإيرانية على طائرة التجسس الأمريكية. وأكدت الصحيفة أنه كما حمل لنا عام 2011 من أحداث "مفرحة" حمل لنا أيضا ما يدعو للأسف والحزن, حيث ترك زلزال التسونامي الذي ضرب اليابان في 11 مارس مالا يقل عن 20 ألف قتيل ومفقود وتشريد ما يقرب من نصف مليون شخص، فضلا عن إلحاقه بأضرار هيكلية لمحطة دايتشي فوكوشيما النووية، والذي يعد بمثابة أسوأ كارثة نووية منذ تشيرنوبيل في عام 1986. وأكدت الصحيفة أنه من أهم الاحداث المؤسفة خلال عام 2011 هي الأزمة المالية التي سببت دمارا كبيرا لاقتصاد بلدان منطقة اليورو, حيث تم صرف مئات المليارات من اليورو لإنقاذ اليونان والبرتغال وايرلندا, فضلا عن ايطاليا، ذات الاقتصاد العظيم، أصبحت الآن على أرض هشة. وأشارت الصحيفة الى أنه من ضمن الأحداث التي شهدت عنفا وقتل المزيد من الأبرياء في عام 2011 هي حرب المخدرات التي وقعت في المكسيك, حيث ارتفعت حصيلة جرائم القتل المتصلة بالمخدرات من 2826 عام 2007 إلى 15273 في 2011 وزاد الموضوع سوءا في 2011 عندما اقتحم مسلحون مزرعة في غواتيمالا وقتل 27 شخصا معظمهم مقطوعو الرأس, مؤكدة أن هذا الحدث كان أسوأ أعمال عنف في غواتيمالا منذ نهاية الحرب الأهلية في البلاد. وأوضحت الصحيفة ايضا بعضا من أحداث التطرف الديني التي شهدها العام, حيث قتل 77 شخصا في 22 يوليو في النرويج بسبب هجمات التطرف اليميني المتنامي في الدول الاسكندنافية، وهي المنطقة التي كانت تعرف سابقا بالتسامح والرخاء, حيث عبر "سورين اسبرسن"، زعيم حزب الشعب الدنماركي، قائلا "نحن لسنا ضد المسلمين بل ضد سيطرة الإسلام على سياسية مجتمعنا، وإلغاء ديمقراطيتنا, مشيرا إلى أن الإسلام يمثل نفس خطر الشيوعية أو النازية".