«الداخل مفقود والخارج مولود»، هذا هو الحال فى حجز قسم عين شمس الذى شهد وفاة الحالة السادسة خلال عام 2016 بعد إصابته بمرض الدرن وتدهور حالته. انتقلت «الوفد» الى منزل المتهم المتوفى أحمد ثابت نعمان «25 عاماً» فى شارع الحرية بمنطقة عين شمس، الذى توفى يوم الأحد الماضى. أكد «شعبان» شقيق المتوفى أنه كان يعمل «استورجى سيارات»، وأنه ألقى القبض عليه فى سبتمبر الماضى، ووجهت إليه اتهامات بتعاطى المخدرات، وحكم عليه بالحبس سنتين. وأضاف: كان شقيقى يعانى مرض الربو وكهرباء زائدة فى المخ، وطلبت من مسئولى القسم توفير الرعاية الصحية له، لكنهم تعنتوا، ورفضوا السماح بإدخال الأدوية له، ومنعوه من زيارته وإدخال الطعام له. وقال «شعبان» انه تقدم بطلب رسمى لمأمور قسم عين شمس عدة مرات للمطالبة بإجراء الكشف الطبى على شقيقه ونقله للمستشفى بعد تدهور حالته الصحية، لكن المأمور مزق الطلب وألقى الأدوية التى أحضرتها لشقيقى فى سلة المهملات. وأشار شقيق المتوفى الى أنه حرر محضراً رسمياً أمام النيابة العامة برقم «9886» لعام 2016، اتهم فيه مأمور القسم ومعاون الضبط الرائد خالد عبدالعظيم بالإهمال الطبى والتسبب فى وفاة المجنى عليه. وأضاف انه عندما علم من زملائه داخل الزنزانة بتدهور حالة شقيقه انهار فى وجه أحد أمناء الشرطة، وصرخ «أخويا بيموت حرام عليكم» لكنه لم يجد رداً، ولم يسمحوا لأحد من أشقائه بالاطمئنان عليه، حتى علموا بنبأ وفاته، مشيراً الى ان المساجين داخل الزنزانة أخبروهم بأنهم أقاموا صلاة الجنازة عليه قبل علم الشرطة بنبأ الوفاة. وأوضح «شعبان» أن النيابة استمعت الى أقواله فى البلاغ، وكذلك عدد من المساجين الذين كانوا مع شقيقه فى الزنزانة. وسيطرت حالة من الحزن على والدة المتوفى، وظلت تصرخ قائلة: «ابنى مات.. حسبى الله ونعم الوكيل.. أى دين ولا ملة يمنع العلاج عن أى إنسان.. مش هرتاح ولا يجينى نوم غير لما حق إبنى يرجع»، وأشارت الى أنها لم تستطع زيارة ابنها لسوء حالتها الصحية، وطلبت من أبنائها توصيل الأدوية إليه، لكن مأمور القسم رفض. وكانت آخر حالة وفاة فى حجز القسم قبل هذه الحالة فى أكتوبر الماضى بسبب إصابته بالدرن وحدوث قىء دموى شديد له، والتقت «الوفد» أسرته التى اتهمت نائب المأمور بالإهمال والتسبب فى وفاته، وأكد الدكتور نبيل الدركى رئيس المعهد القومى للصدر والحساسية سابقاً أن مريض الدرن من السهل أن يتسبب فى عدوى المحيطين به عن طريق الكحة والرذاذ المتناثر من فمه، أو استخدام أكواب المياه، وأوضح أنه عند اكتشاف مريض فى غرفة الحجز يجب الكشف على زملائه وكل من يتعامل معه.