استيقظت مصر على صوت تفجيرات الكنيسة البطرسية بالعباسية الذى راح ضحيته 23 قبطيا وإصابة العشرات نتيجة زرع مواد متفجرة داخل الكنيسة أثناء إقامة القداس وهو الأمر الذى أصاب المصريين جميعا فى مقتل بعد الاستهداف الغادر وحصد أرواح الأبرياء من المصريين الآمنين ورغم فداحة الخسائر فإنّ تفجير الكنيسة سبقه عدة تفجيرات فى أماكن حيوية منها التفجير الذى وقع فى محيط وزارة الخارجية وأسفر عن مقتل اثنين من الشرطة وتفجير محيط القنصلية الإيطالية وتفجير كمين الهرم الذى أدى إلى مقتل 6 من الشرطة بينهم ضابطان وأصبح السؤال الشائك والمطروح بقوة من قبل المراقبين هو: هل تطال التفجيرات أماكن حيوية خلال الفترات القادمة بسبب التغيير النوعى فى مخططات الجماعات الإرهابية؟ ويؤكد الخبير الأمنى محمود قطرى قائلا: هناك تغيير نوعى واستراتيجى فى العمليات الإرهابية بتوسيع القاعدة لضم عناصر إرهابية أخرى وأصبح الإرهابيون الهواة محترفين بعد أن كان التفجير من خلال قنابل بدائية الصنع ليتحول إلى عبوات شديدة الانفجار بمساعدة بعض عناصر الإخوان الذين لا أستبعد تورطهم فى تلك العمليات نتيجة الانقسامات الحادة داخل الجماعة ومنها الفصيل الذى يتخذ العنف المسلح منهجا خاصة أن حركة حسم التى تبنت عدة تفجيرات أعلنت سابقا أنها تابعة لجماعة الإخوان وهناك سبب مهم لتحول الهواة إلى محترفين وهو ضعف الشرطة فى مواجهة تلك الجماعات المسلحة رغم التحسن الملحوظ فى حالة الأمن الفترة الماضية. ويشير قطرى قائلا: من المحتمل استهداف أماكن أكثر حيوية فى الفترة المقبلة من قبل تلك الجماعات الإرهابية لتصبح أكثر ضررا على السياحة والاقتصاد وتصبح ذات تأثير سلبى على اسم مصر فى الخارج فيجب على الشرطة تكثيف تواجدها على الأماكن الحيوية مثل الوزارات المختلفة مثل المالية والعدل وأيضا يجب تأمين القصور الرئاسية فى الفترات القادمة بجانب عدم ترك الشارع بلا حماية حتى لا يغرى الإرهابيين باستهدافه خاصة أن أمناء الشرطة يعملون ثلث الشهر. ويضيف قطرى: يجب أن تتغير استراتيجية الشرطة وتفكيرها من حماية أماكن بأعينها وترك أماكن أخرى فريسة للإرهاب فمن المعروف حماية الشرطة للبنوك وهيئات البريد ووزارات وترك أماكن أخرى بلا حماية على الإطلاق فيجب إعادة صياغة منظومة الأمن والحماية لتشمل الأمن العام والاعتماد على العلوم الشرطية حتى يصبح لدينا أمن وقائى الذى يمنع الجريمة قبل وقوعها مع تطوير الأمن العلاجى الذى تنجح فيه المباحث بصورة كبيرة، علما بأنه يجب تسليح أفراد عساكر الدرك مع التكثيف من وجود كاميرات المراقبة التى تساهم فى كشف ملابسات الحادث ولو تم تفعيل غرف عمليات لتلك الكاميرات لما وقعت جرائم إرهابية تهز الرأى العام بجانب وجود دوريات أمنية مكثفة فى الأماكن الملتهبة والبؤر الإرهابية وأيضا البؤر الإخوانية والبدء فورا فى تفعيل خدمة الأكمنة الخفية لحماية الأفراد والقوات لأن الأكمنة بشكلها الحالى لا جدوى منها.