أيام.. وتجري انتخابات المرحلة الثالثة والاخيرة للانتخابات.. وفي رأيي انه اذا كانت العصبيات والقبليات تحكم انتخابات الصعيد.. فانها أيضاً تحكم انتخابات سيناء.. وهو من أهم أقاليم مصر، لانه الاقليم الواعد الذي أهملناه كثيراً.. وجاء الوقت ليتحول من عالم النسيان الي الواقع الذي نتمناه له.. ولكل مصر. ولا أريد أن أربط بين الانتخابات وما أعلنه وزير الزراعة من طرح 78 ألف فدان للاستثمار ولصغار المزارعين.. في سيناء.. ولكني أري أن الارض هي قضية كل مواطن سيناوي - في الشمال والجنوب.. وللاسف تروح سنوات وتأتي أخري وهذه القضية في مكانها.. ولا نصل الي قرار لمصلحة الوطن.. وهو في نفس الوقت حلم كل سيناوي.. بل وكل مصري. ان قضية تمليك الارض تعني توطين البدو وربطهم أكثر بسيناء التي يكثر حولها الكلام كلما حلت بمصر مشاكل.. والذين يتحدثون عن بيع أرض سيناء لا يعرفون معني الارض.. وانها هي العرض وهي الملجأ.. وهي الامل.. فالمواطن - هناك - بلا أرض يظل فاقداً للهوية.. فاقداً للامل. ويظل يتأرجح بين مصالحه الخاصة ومصالح الوطن الاكبر. وابن سيناء - الذي شارك في الدفاع عنها - هو الذي رفض تهويدها أي سيطرة اليهود عليها، الذين يحلمون بها منذ آلاف السنين.. واذا لم نحسم قضية تمليك الارض لابنائها، أبناء سيناء نكون كمن يحرث في البحر. حقيقة أقامت مصر الحصة الاكبر من البنية الاساسية من طرق وكهرباء ومياه حلوة واسكان وخدمات صحية.. إلا أن أهم ما نطالب به للسيناوية هو تحقيق حلمهم الاكبر.. تمليك الارض لهم. أقمنا النفق، وفي الطريق، أنفاق أخري.. وأقمنا الكباري.. وربما ننشئ غيرها.. وأوصلنا مياه النيل للشرب.. وأكيد سوف نوصل مياهاً أخري الي هناك.. وأنشأنا معظم خط السكك الحديدية ولكن الباقي تعثر وأصاب الخراب المحطات وانتزع اللصوص كثيراً من القضبان. أقامت مصر كل ذلك وأكثر.. ولكن أهم ما نطالب به، ويطالب به أبناء سيناء، هو الارض.. وتمليك الارض.. فلا يمكن أن نستثمر أرضاً دون أن نستثمر مواطني هذه الارض.. أي بدون أن يكون هو من يزرعها ومن يحصدها.. لانه في هذه الحالة سوف يعطيها كل عرقه وكل جهده. تمليك الارض للسيناوية هو الطريق الوحيد والاول لتعمير سيناء.. وقد عاش أهل سيناء كثيراً علي هذا الحلم.. وحصلوا علي وعود من حكام كثيرين ووزراء ومسئولين حزبيين ومحافظين.. ولكن شيئاً من ذلك لم يتحقق.. ربما تحقق القليل، ولكنه كان للدعاية والاعلام والفوز برضاء أهلها.. ولكن الاغلبية لم تنعم بهذه الملكية، سواء أرضاً لبناء مسكن.. أو لاقامة مشروع.. أو لزراعتها بأحلي المحاصيل. حلم أن يجد في يده هذا العقد الازرق الذي يؤكد ملكيته لنصيبه من الارض. نعم لابناء سيناء الحق الاول في تملك أراضي سيناء.. ولكن مصر أيضاً سوف تقدم الارض لغيرهم - معهم وبعدهم- من أبناء مصر الاخرين لان الهدف الاعلي هو زرع أربعة ملايين مصري في سيناء لتتحول سيناء من أرض بلا بشر الي بشر فوق الارض. وحسناً فعل الدكتور كمال الجنزوري رئيس حكومة الانقاذ عندما تحدث عن ضرورة استكمال المشروع القومي لتنمية سيناء، ولم يتحدث مثلاً عن مشروع توشكي!! ولو تمكن الدكتور الجنزوري من استكمال تنمية سيناء لكان ذلك تاجاً تضعه مصر فوق رأسه بافتخار.. وحتي يذهب عنه الاتهام بأنه سحب أموال تنمية سيناء لينفذ مشروع توشكي ليرضي السلطان.. فلا هو أتم تنمية سيناء ولا هو أكمل مشروع توشكي. واذا كان وزير الزراعة قد أعلن منذ أيام عن تمليك حصة كبيرة من هذه الاراضي.. فانه ضل الطريق.. تماماً. انني أري أن يصدر الدكتور الجنزوري قراراً عاجلاً بتمليك حصة رئيسية من أرض سيناء لأهلها.. قبل أي كلام عن استكمال مشروع تنمية سيناء.. قرار واحد من سطور قليلة يحسم هذه القضية الآن، وليس بعد الآن.. ونحن نريد فعلاً لا كلاماً فقد شبع أهل سيناء من الكلام من أيام الدكتور يوسف والي.. واذا كان قد تحقق ذلك أيام اللواء منير شاش يرحمه الله.. فقد توقف كل شيء، بعد نقل اللواء شاش، أو سحبه من شمال سيناء. ملكوا السيناوية أرض أجدادهم.. والباقي يعرض للبيع - بعدها - علي غيرهم، وليس علي كبار المستثمرين.. حتي يتحقق توطين الملايين الاربعة من أبناء وادي النيل فوق أرض سيناء. ولي الشرف أن أقول انني أول وأكثر من تحدثوا عن تمليك السيناوية أرضهم.. وكم شهدت جريدة الوفد كل ما كتبت.. وكم تبني حزب الوفد هذا الحلم الذي ينام ويستيقظ عليه كل سيناوي، أقول ذلك وأنا لست من أبناء سيناء، وان كان هوايا وكل حلمي أن أري السيناوية ينعمون بأرضهم وخيرات أرضهم ليقدموا لمصر ما تحتاجه.. من سيناء. قرار من سطور قليلة بتمليك السيناوية أرضهم يزيدهم ارتباطاً بالوطن والي الابد. فهل هذا صعب علي رئيس حكومة انقاذ مصر.. أنقذ سيناء يا دكتور جنزوري.. تنقذ مصر كلها.