شهدت المولات والمحلات التجارية زحاما شديدا من قبل المواطنين أمس الأول الجمعة لمتابعة المعروض من المنتجات فى «البلاك فريداي»، وهو ما أثار سخرية العديد من مستخدمى وسائل التواصل الاجتماعى، نظرًا للازمة الاقتصادية التى تعانى منها البلاد وعانى منها المواطنون فى الفترات الأخيرة نظرًا لارتفاع الأسعار. واعتبر الخبراء أن فكرة «البلاك فريداي» نصب على المستهلك لشراء منتجات وسلع عالمية والإيهام بانه تم تخفيض أسعارها للنصف بالرغم من لجوء هذه الشركات للتلاعب فى السعر الرسمي قبل وبعد عروض التخفيض، مؤكدين ان الاقبال على الشراء فى هذا اليوم يزيد من أزمة مصر الاقتصادية خاصة وان أغلب المعروض منتجات وماركات عالمية يتم استيرادها بالعملة الصعبة فى حين أن المستهلك لا يحتاج إلى شرائها فى هذا الوقت. وحذر اللواء عاطف يعقوب ، رئيس جهاز حماية المستهلك، من قيام البعض بالتلاعب برفع السعر الأصلى للسلع قبل يوم التخفيضات بيومين، ومن ثم يقوم بإعادة المنتج إلى سعره الأصلى فى «البلاك فريداي» ليوهم الناس بأنه قام بالتخفيض. وأضاف «يعقوب» أن هناك شركات قامت بوضع استيكر للسعر على السعر القديم وتم كشف تلاعب ذلك بعد انتهاء اليوم وشراء المنتجات، موضحًا أن الجهاز ليس ضد التخفيضات او إقامة ما يسمى بالجمعة السوداء، وانما ضد التلاعب بالمستهلك فقط. وأوضح أن من حق أى شركة أن تقوم بعمل يوم تخفض فيه الاسعار لأنه داخل ضمن نطاق حرية البيع، ولكن دون المساس بحقوق المستهلك. ومن جهته، استنكر خالد الشافعى، الخبير الاقتصادى، في إقامة مثل هذه الأسواق فى مصر فى ظل الأزمة الاقتصادية التى تعيشها البلاد نظرًا لأن أغلب هذه المنتجات تكون للعلامات التجارية الشهيرة وهو ما يتم استيرادها بالدولار. وأوضح أنه من حق أى مواطن أن يقوم بتقديم شكوى لجهاز حماية المستهلك فى حالة التلاعب الذى يقوم بدوره برفع القضية للنيابة العامة لتتولى التحقيق وهو ما قد يؤدى إلى اغلاق الشركة نهائيًا. وأكد أن مثل هذه العروض والتخفيضات تكون عبارة عن دعاية تقوم بها الشركات لتسويق منتجاتها، وهو لا يكلفها كثيرًا لأنها تحصل على نسب كبيرة من الخصم كلما اشترت منتجات أكبر أو استوردت منتجات من الشركات الأصلية فى الخارج. وطالب بضرورة منع مثل هذه العروض من إقامتها فى مصر لأنها تساعد على قيام المستهلك بشراء منتجات لا يحتاجها لمجرد معرفته بوجود تخفيض عليه فقط وهو ما يزود من عملية الشراء لسلع تحتاج إلى عملة صعبة فى استيرادها مما يزيد من ازمة مصر الاقتصادية، لذلك فإنه يجب على الدولة ان تقوم بمنعها على الفور. وتعليقًا على زيادة الاقبال على المولات التى قامت بتطبيق ما يسمى بالجمعة السوداء، لفت الخبير الاقتصادى الانتباه إلى أنه بعد رفع الأسعار بالشكل الجنونى فى الفترة الاخيرة، فإن الطبقة المتوسطة تتلاشى وأصبحنا أقرب إلى طبقتين محدودتي الدخل ولا تنظران لمثل هذه العروض والطبقات الغنية التى تكالبت على المولات يوم الجمعة لشراء المنتجات . وتابع أن المنتجات المعروضة بهذه المهرجانات لا تناسب محدودي الدخل ولا حتى الطبقات المتوسطة فى البلاد، واغلبها منتجات لماركات عالمية يستخدمها أصحاب الدخول المرتفعة فقط.