شهدت المولات والمحلات التجارية تخفيضات وهمية غير حقيقة ومشاحنات وازدحام وحالات تحرش وشللاً مرورياً خلال الاندفاع لعمليات الشراء في إطار أوكازيونات ما يسمي الجمعة البيضاء "البلاك فرايداي" حيث اصطف الزبائن بمختلف فئاتهم.. شباباً وبنات وصغاراً وكباراً في طوابير طويلة علي بوابات المولات التجارية الشهيرة بمدينة نصر والقاهرة الجديدة والمعادي الجديدة بالتزامن مع بدء عروض التخفيضات علي الملابس ومستحضرات التجميل. شهدت جميع الطرق المؤدية الي المولات الشهيرة زحاماً شديداً مما أدي الي اصابة حركة المرور بالشلل التام بسبب كثافة السيارات المتجهة الي هناك وعدم وجود ساحات لانتظار السيارات الأمر الذي دفع قائدي السيارات الي التوقف صف ثان وثالث وبذل رجال المرور جهوداً كبيرة لمواجهة هذا التكدس بجانب كلبشة جميع السيارات المخالفة. وقعت العديد من المشاحنات بين بعض الشباب وأفراد الأمن داخل المولات بسبب أولوية الدخول من البوابات الالكترونية المخصصة للسيدات وأخري للشباب. كما شهدت بعض المولات حالات تحرش بالبنات بسبب الزحام الرهيب. أكد المواطنون ان عروض الجمعة البيضاء "مضروبة" أو "فنكوش" حيث أعلنت المحلات عن خصومات تصل الي 50% علي أسعار الملابس وفوجئوا أن الأسعار بعد الخصم يقارب سعرها قبل الخصم مما أثار غضبهم واكتفوا بالفرجة والتصوير السيلفي.. واعتبروها رحلة ترفيهية. أضافوا ان التخفيضات تحتاج الي تخفيضات حقيقية!! أوضحوا ان أصحاب المحلات ضحكوا علينا.. وعلي عقول الشباب وقاموا بعرض ملابس ذات خامات سيئة.. وكان الهدف منها تنشيط حركة البيع والشراء فقط.. ولكنهم فشلوا في تحقيقها نظراً لوعي عدد كبير من الشباب. أكدت إيمان جلال وأميرة أحمد وحسان حسين ان التخفيضات لم تكن حقيقية بالمرة وفوجئنا بأن الأسعار مغالي فيها ولم تكن هناك أية تخفيضات. أضافوا اعتبرنا هذا اليوم نزهة ترفيهية. وسوف نسافر الي مدينة بورسعيد لشراء الملابس الشتوية. خاصة وأن المعروضات كلها كانت للملابس الصيفية فقط. قالت رحمة محمد حسن ومنال ماهر ان أسعار أدوات "الميك أب" شهدت ارتفاعاً ملحوظاً ولم تكن هناك أية تخفيضات. وكنا نشتريها بأسعار معقولة قبل ما أسموه بالجمعة البيضا ولكننا حضرنا للفرجة فقط. وأكدوا ان الرقابة علي الأسعار والخامات المعروضة بالمحلات غائبة. ولم نعرف من صاحب الفكرة والمشرف علي تنفيذها في مصر. قال أحمد محمود ومحمد مجدي ومحمد أحمد طلاب بالجامعة أنهم حضروا للاستفادة من المبادرة التي أطلقها أصحاب المحلات الشهيرة ولكنهم فوجئوا بأن التخفيضات وعروض الأسعار غير حقيقية ولا تتناسب مع دخل الطبقة المتوسطة من الشعب المصري. أضافوا ان أقل قميص بعد الخصم يبلغ سعره 500 جنيه في حين ان سعره في المحلات الشهيرة بوسط البلد لا يتجاوز 200 جنيه بدون أية خصومات أو عروض والحذاء ب500 جنيه والبلوفر ب1000 جنيه والبرنيطة ب350 جنيهاً. طالب جرجس أمجد وإيهاب لحظي موريس وبولا سعيد بعمل تخفيضات حقيقية تشجع المستهلكين علي الشراء وتساعد علي تنشيط حركة البيع في الأسواق وتساءلوا.. أين الرقابة وجهاز حماية المستهلك من التخفيضات الوهمية التي جعلتنا فريسة سهلة لجشع التجار وأصحاب الماركات الذين ضحكوا علي شباب مصر وأغرونا بعروض وهمية واكتشفنا أن الجمعة البيضا "فنكوش". انتقد شهدي جمال "طالب" شكوي المواطنين من ارتفاع الأسعار والغلاء.. في الوقت الذي شهدت المولات ازدحاماً شديداً من المواطنين وخاصة الشباب علي المحلات التجارية بمجرد علمهم ان هناك تخفيضات. وطالب الجميع بعدم الانسياق وراء الدعوات الوهمية التي لا تخضع لأية رقابة حكومية.. وعليهم استثمار أموالهم بشكل إيجابي يعود بالفائدة عليهم وعلي الدولة. وقال ناصر عبد العال "موظف" ان مبادرة الجمعة البيضا شئ جديد علي المصريين.. ولكنه يحتاج الي تنظيم ورقابة من الحكومة حتي يحقق الهدف المرجو منها وهو تنشيط حركة البيع والشراء والتخفيف عن كاهل المواطنين بعروض أسعار حقيقية.