يحتفل العالم باليوم الدولي للرجال في 19 نوفمبر، من كل عام، بحسب القانون الدولي الإنساني؛ لمناقشة قضايا الشباب والكبار، والتركيز على الدور الإيجابي لهم في الحياة. ومع تسليط الضوء على الرجال طوال أيام العام في المجتمعات "الذكورية"، يبقى عليه مسؤولية تحمل تلك الكلمة، وأن يتمتع بمعايير "الرجولة" الحقيقية، التي تفرض عليه مبادئ الشهامة والمروة والرزانة. في الفترة الأخيرة، لوحظ انحراف بعض الرجال عن تلك المبادئ المتعارف عليها، واتجهوا إلى ترك المسؤولية والخوض في الأعراض، ودفع الأذي إلى الغير، والتعدى على الأنثى. التطاول على الأنثى أصبح الشباب يتطاولون على الإناث في الشارع، ولم يكتفوا بالغزل العفيف أو حتى الكلمات الخادشة للحياء، وإنما امتد الأمر إلى التحرش وتقطيع الملابس، على مرأى ومسمع من الغير، بينما يقف المارة من "الرجال" يتابعون الحدث باهتمام فحسب. تصرفات الشباب تلك مع الفتيات جعلت مصر تحتل المركز الثاني عالميًا في التحرش الجنسي بالنساء، بنسبة 64%، وفقًا لتقارير منظمات الدفاع عن حقوق المرأة العالمية. الاعتماد على الغير انتشرت ظاهرة التكاسل بين الشباب، معتمدين على حجة "عدم وجود عمل مناسب"، فألقوا بالعبء على آبائهم ليتحملوا مسؤوليتهم دون أدنى خجل، واتجهوا هم إلى المقاهي لقضاء أوقات فراغهم في اللاشيء. تقلص الشهامة انحصرت قوامة "الرجل" في رغبته الدائمة على السيطرة، مع التخلي عن قدرته على التحمل، ومبادئ الشهامة التي تحتم عليه احترام المرأة، فأصبح يسابق السيدات للجلوس على المقاعد، بينما يترك المرأة الحامل أو العجوز تقف. ولم يكتف بمزاحمة المرأة في الموصلات العامة، والإسراع بالجلوس وتركها واقفة فحسب، وإنما أخذ ينتزع حقها في عربة السيدات المخصصة لها في مترو الأنفاق. الخوض في الأعراض في الفترة الأخيرة، انتشر بين الرجال ظاهرة "النمّ"- التي كانت معروفة عن النساء- فأصبحوا يتحدثون عن غيرهم، ويجلسون في المقاهي "شغلهم الشاغل" الخوض في الأعراض. وأكدت دراسة حديثة أن الرجل العصري لا يمكنه علي الإطلاق أن يحتفظ بأي سر، وأنه أكثر ميلًا إلى النميمة من المرأة، وأنه أكثر نزوعًا لكشف السر عكس ما يزعم عن المرأة. انكماش القوامة البدنية على الرغم من أن رغبة الرجل في إظهار قوته البدنية على أنها أحد مظاهر الرجولة، إلا أن تلك القوامة أيضًا انكمشت، بعد أن أظهرت وفق دراسة أجريت في جامعة جنوب الوادي، أن الزوجة المصرية الأولى عالمياً في ضرب الأزواج. وكشفت دراسة للمركز القومي للبحوث الاجتماعية، عن أن نسبة النساء المصريات اللواتي يضربن أزواجهن بلغت 28%، والبعض يقول إنها وصلت إلى 30%. نصائح لتعزيز الرجولة وبالرجوع للتاريخ، نجد العديد من المقولات الخالدة التي عرفت الرجل على الوجه الأمثل، والتي تعد نصائح لشباب العصر لتعزز داخلهم مبادئ الرجولة. عرّف الصحابي عمر بن الخطاب الرجل، فقال: "لا يعجبكم من الرجل طنطنته، ولكن من أدى الأمانة وكف عن أعراض الناس، فهو الرجل". ورأى الفيلسوف الألماني أرسطو أن الرجل المثالي يشعر بالمتعة في إسداء المعروف للآخرين، فيما عرّف الفيلسوف اليوناني أفلاطون الرجل الصالح بأنه الذي يحتمل الأذى لكنه لا يرتكبه. وأوضح الفيلسوف الصيني كونفوشيوس أن الرجل العظيم يكون مطمئناً، متحرراً من القلق، بينما الرجل ضيق الأفق فعادة ما يكون متوتراً. وتحدث الفيلسوف الإنجليزي فرانسيس بيكون عن الرجل، فقال: "الرجل الحكيم يصنع من الفرص أكثر مما يجد". ووصف الزعيم سعد زغلول، زعيم الأمة وقائد ثورة 1919، الرجل بأنه الصريح المخلص، فقال: "الرجل بصراحته في القول وإخلاصه في العمل". وقال الشاعر والكاتب مصطفى صادق الرافعي: "إنما الرجولة في خلال ثلاث: غَمَل الرجل على أن يكون في موضعه من الواجبات كلها قبل أن يكون في هواه؛ وقبوله ذلك الموضع بقبول العامل الواثق من أجْره العظيم؛ والثالثه: قدرتُه على العمل والقَبول إلى النهاية". وذكر الكاتب الأيرلندي جورج برنارد شو أن الرجل النبيل هو من يعطي الدنيا أكثر مما يأخذ منها. وعن نظرة الرجل للمرأة، قالت الشاعرة كوليت الخوري: "الرجل الحقيقي هو الذي يستوعب طموح وأحلام وتطلعات المرأة إلى العطاء في ميدان العمل".