حماة الوطن يعقد الاجتماع التحضيري للحملة الانتخابية لمرشحي الحزب    وزير الخارجية يدعو التقدم لامتحانات الوزارة: لدينا عجز فى خريجي الحقوق    وزير الكهرباء: الجهاز التنفيذي للمحطات النووية خطوة استراتيجية لتعزيز أمن الطاقة    أحمد موسى عن استقبال الجاليات المصرية للرئيس السيسي في بروكسل: مشهد غير مسبوق    محافظ شمال سيناء يتفقد مصنع البلاستيك بالمنطقة الصناعية ببئر العبد    الحفني: مطار سفنكس حقق طفرة نوعية في مؤشرات قياس الأداء التشغيلي    رقابة بلا جدوى !    الرئيس الأمريكى يأمر بإزالة جزء من القصر الرئاسى لبناء قاعة رقص    إسرائيل تغلق جمعية لرعاية الأيتام بالضفة وتصادر محتوياتها    تركمانستان والعراق يوقعان مذكرة تعاون طاقي واستيراد غاز    ساركوزى يبدأ قضاء عقوبة السجن 5 سنوات    الشوط الأول| برشلونة يتقدم على أولمبياكوس في دوري أبطال أوروبا    حقيقة مفاوضات الأهلي مع المغربي بنتايج لاعب الزمالك (خاص)    رفع 266 حالة أشغال بحي أمبابة    عمر خيرت: أرى فى النغمة وطنًا.. وفى البيانو قلب مصر الحى    صحف ومواقع أوروبية: التاريخ يعود إلى مكانه الطبيعى    دموع وتصفيق.. العرض الخاص لفيلم «ويبقى الأمل» يشعل أجواء مهرجان الجونة    هل على ذهب الزينة زكاة؟.. أمين الفتوى يجيب    تعشق السيارات ومثلها الأعلى مارجريت تاتشر.. 31 معلومة عن ساناي تاكايتشي أول امرأة تتولي رئاسة الحكومة في اليابان    النائب محمد عبد الله زين: أين الحد الأدنى للأجور؟.. وعضو المجلس القومي: لا تحملوا القطاع الخاص فوق طاقته    رئيس جامعة الأزهر يفتتح معرض الكتاب خدمة للطلاب والباحثين بتخفيضات كبيرة    محمد صبحي: مجلس الإسماعيلي خيب آمالنا ووزارة الرياضة أنقذت الموقف    قائمة يوفنتوس لمواجهة ريال مدريد في دوري الأبطال    توصية بوضع ضوابط موحدة لمجالس التأديب في جميع كليات جامعة عين شمس    مصرع سيدة على يد طليقها امام مدرسة بالسادات وأمن المنوفية يكثف جهوده لضبط المتهم    إصابة شاب فى حادث اصطدام ميكروباص بشجرة بقنا    جدول امتحانات شهر أكتوبر 2025 لصفوف النقل في القاهرة    برلمانى: القمة المصرية الأوروبية خطوة جديدة لتعزيز الحضور المصري الدولي    اكتشاف مقبرة جماعية لقتلى عراة فى منطقة تل الصوان شرقى دوما السورية    كريم عبد العزيز خارج سباق رمضان 2026    انتصار تصطحب ابنها في عرض السادة الأفاضل وتلتقط صورا مع شخصية الفيلم الكرتونية    ريهام عبد الحكيم تقدم الليلة باقة من أغنياتها روائع الطرب الأصيل    ماكرون: نسعى لاستصدار قرار من مجلس الأمن بشأن إدارة غزة    أستاذ فقه: حب آل البيت جزء من الإيمان ومصر نالت بركتهم بدعاء السيدة زينب    هل يجوز للمرأة تهذيب حواجبها إذا سبب شكلها حرجا نفسيا؟ أمين الفتوى يجيب    صحة الشرقية: فحص 1062 طالبا بمدارس القنايات ضمن مبادرة سوء التغذية    تعليم وصحة الفيوم يتابعان التطعيمات اللازمة لطلاب المدارس للوقاية من الأمراض    ابنى عنده برد باستمرار ؟.. مدير مركز الحساسية والمناعة بالأزهر يجيب    دورة تدريبية في جامعة بنها لأعضاء لجان السلامة والصحة المهنية «متقدم»    منافسة شرسة بين ريال مدريد وبرشلونة على ضم نجم منتخب المغرب    زوج يرمي زوجته من البلكونة في ببورسعيد بسبب صينية بطاطس    صبحى يهنئ يد الأهلى بعد التتويج بلقب إفريقيا    بدء تنفيذ مبادرة مراكب النجاة لتوعية الشباب بمخاطر الهجرة غير الشرعية في المنوفية    الصين: القيود الأمريكية على التأشيرات لن تعيق علاقاتنا مع دول أمريكا الوسطى    "أهمية الحفاظ على المرافق العامة".. ندوة بمجمع إعلام سوهاج    مثالية للدايت والطاقة، طريقة عمل سلطة الكينوا بالأفوكادو والطماطم المجففة    طقس السعودية اليوم.. أمطار رعدية ورياح مثيرة للغبار على هذه المناطق    «بيتشتتوا بسرعة».. 5 أبراج لا تجيد العمل تحت الضغط    بعد فتح الباب للجمعيات الأهلية.. هؤلاء لن يسمح لهم التقدم لأداء مناسك الحج 2026 (تفاصيل)    «شوف جدول مرحلتك».. جدول امتحانات شهر أكتوبر 2025 لصفوف النقل في محافظة الإسكندرية    وزير المالية: نتطلع إلى وضع رؤية مشتركة لقيادة التحول الاقتصادي نحو تنمية أكثر عدالة وشمولًا واستدامة    غدًا.. بدء عرض فيلم «السادة الأفاضل» بسينما الشعب في 7 محافظات    دار الإفتاء توضح حكم تصدق الزوجة من مال زوجها دون إذنه    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم الثلاثاء 21-10-2025 في محافظة الأقصر    851 مليار جنيه إجمالي التمويل الممنوح من الجهات الخاضعة للرقابة المالية خلال 9 أشهر    شون دايش مدربا لنوتنجهام فورست    تامر أمين عن سرقة مجوهرات نابليون من اللوفر: اللي يشوف بلاوي غيره يحمد ربنا على نعمة مصر    أهلي جدة يحقق فوزًا مهمًا على الغرافة في دوري أبطال آسيا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



"ساكسونيا" تحكم الشارع وتبتلع قيم المصريين
نشر في الوفد يوم 16 - 04 - 2016

العادات والتقاليد والأصول وإتقان العمل والنخوة والرجولة والشهامة.. سمات مصرية أصيلة ميزت المجتمع المصرى لعقود طويلة من الزمان.. لكنها اختفت وتاهت وأصبحت أمورا راحلة، نترحم عليها مثل غيرها الكثير من القيم التى باتت مجددا نكتفى عند تذكره ب"مصمصة الشفاة" والعودة بمخيلتنا إلى الزمن الجميل.
لم يبق لنا من مآثر هذه الأيام المندثرة سوى حكايات الجد والجدة، وأفلام «أبيض وأسود» نقف أمامها مبهورين مُحدقين الأعين، غير مُصدقين أن ما نشاهده ونسمعه، كان يعكس حقبة لأيام جميلة فى تاريخ مصريتنا، قبل أن تتحول مُدننا الفاضلة الهادئة إلى غابة لاتحكمها سوى العشوائية والغوغائية وقوانين «ساكسونيا».
باختصار..السلبيات والعشوائية التى باتت الأبرز فى حياتنا تحكم وتتحكم فى كل شيء، بحاجة إلى ثورة فى القوانين والتشريعات، تُعيد لنا ما فقدناه خلال أزمنة غابرة..القانون والتعليم والأسرة.. ثالوث هام لكل منهم دوره الحيوى فى إعادة الحياة القويمة للجسد المصرى.
ونأمل خلال هذا الملف أن نكشف ماذا حدث للمصريين؟ ولماذا تبدلت وتغيرت أحوالهم؟ وماذا حدث للشارع المصرى؟وأين اختفت القيم والمثل العليا؟ وأين اختفت القوانين الرادعة التى تحكم سلوكيات الناس فى الشارع؟
المجتمع يعانى أزمة أخلاق ويحتاج لغسيل مخ
دعاء أبوالعزم
يعانى المجتمع المصرى من أزمة أخلاق، تتمثل فى ترسيخ الأخلاق البذيئة، والعادات السيئة، وانهيار منظومة القيم، وسيادة العشوائية فى تصرفاته وسلوكياته، بسبب تدهور الحالة الاقتصادية والبطالة الفقروالإعلام وتقصير وزارة التربية والتعليم وغياب الرقابة والضغوط النفسية، بحسب خبراء علم النفس.
غسل مخ
الشعب المصرى يحتاج إلى التدخل السريع لعمل «غسيل مخ» له، لإنقاذ المجتمع من الحالة المتردية التى يعانى منها، ولعلاج عشوائية الأخلاق، كما يرى الدكتور جمال فرويز، خبير الطب النفسى، الذى أكد أن القيم مترسخة عند المجتمع ولكن تحتاج من ينميها.
هيكلة التعليم
وطالب فرويز، بإعادة هيكلة منظومة التعليم بشكل يضمن إعادة زرع الأخلاق والقيم، وتأهيل المدرسين أخلاقيا قبل تقديمهم للطلاب، متهمًا وزارة التربية والتعليم بأنها المتسبب الرئيسى فى انعدام القيم، لما منحته للأطفال من حرية زائدة، وتسيب.
وأرجع فرويز، السبب فى تدهور الأخلاق إلى الفهم الخاطئ من الشعب لما قاله الرئيس الراحل جمال عبدالناصر، إبان فترة حكمه: «الناس سواسية»، مما اعتبره البعض إذنا لهم باختراق القوانين، وكسر القيود، ومن ثم تفاقم الأمر جيلًا بعد جيل.
وذكر فرويز، أنه من المعروف أن الطبقة الوسطى تُحافظ على الأخلاق لكن الظروف الأخيرة خلطت بين الطبقة الوسطى والطبقة الفقيرة مما تسبب فى سيطرة أخلاق الطبقة الفقيرة وبالأخص أخلاق العشوائيات على المجتمع حتى أصبحت هى السائدة.
ضبط السلوك
وصلت حالة التدهور الأخلاقى إلى سيادة الفساد الإدارى فى معظم المؤسسات، وفقًا للدكتورة سوسن فايد، أستاذ علم النفس بالمركز القومى للبحوث الجنائية والاجتماعية، مُطالبة بوضع خطة استراتيجية تعمل على ضبط السلوك الاجتماعى لدى الأفراد، من خلال وزارة التربية والتعليم، ومراقبة المضامين الإعلامية، وتأثيرها على الأبعاد النفسية والعصبية على المدى القريب والبعيد.
زرع الصبر
تعليم الشباب والأجيال الصاعدة تحمل الصبر وتحمل الأعباء والضغوط، ومواجهة الصعوبات، أمر أساسى لإعادة غرس القيم داخل المجتمع، كما يرى هاشم بحرى، رئيس قسم الطب النفسى بجامعة الأزهر، لافتًا إلى أن اختلال القيم بسبب الضغوط النفسية والعصبية وغياب التوعية بطرق التعامل معها.
إهمال الموظفين يُعيق تقدم الدولة
كتبت – خلود متولى:
مصالح تتعطل وبلد بأكمله يتأخر بسبب إهمال بعض الموظفين وتقاعسهم، أو تغيبهم وعدم وجود بديل، وتبريراتهم بين ضياع الأوراق، وخلط أوراق المعاملات، ويستفحل الأمر حين يصبح ذلك سمة مدير الإدارة نفسها.
التأخير
كثيرة هى النتائج السلبية المترتبة على وجود موظف مُهمل مُتأخر، لا يعلم مدى مسئوليته تجاه المعاملات التى تمر بمكتبه، ولا يدرك أهمية أن يكون أميناً على حقوق المواطنين بصورة عامة، فتأخير الموظف عن موعد حضوره للعمل يعطل المؤسسة بأكملها ويعطل مصالح الشعب.
الأستاذ «بيفطر»
الأمر الشاذ الذى أصبح طبيعياً الآن هو كلمة «الأستاذ بيفطر»، فبعد أن يصل الموظف متأخرا ويضيع نصف الدوام الذى كان عليه أن يمضيه فى خدمة المواطنين، يتناول إفطاره مع زملائه المتسيبين ويعطل مصالح القوم التى تقف منتظرة إياه لكى يعود وينهى معاملاتهم.
النوم على المكتب
من الأمور المُضحكة، أن تدخل المكتب فى إحدي المؤسسات وتجد الموظف نائما أو يقرأ الجريدة، فى حين يقف أمامه طابور طويل من الشعب، صاحب المصلحة، لتقف التعاملات اليومية حتى يستيقظ الموظف أو ينتهى من قراءة الصحيفة.
الأوراق ناقصة
دائماً ما نسمع كلمة «الأوراق ناقصة» للمواطن الذى له تعامل مع مؤسسة ما، فيستخدمها الموظف المتقاعس لكى «يريح دماغه»، فبعد أن يقف الشخص طابورا طويلا حتى يصل لنافذة الموظف ليسمع تلك الكلمة، فيترك النافذة ويرجع ليعيد أوراقه أكثر من مرة، إما ذلك أو يعطى الموظف حفنة جنيهات لينهى اليوم بسلام.
فتش عن المدير
يظهر الإهمال والتسيب بين الموظفين، إذا لم يكن مديرهم بالكفاءة التى تعزز من قيمة الاعمال التى يقومون بها، لذلك لا يمكنه التواصل مع الموظفين بصورة صحيحة مما يؤدى إلى إهمالهم.
ويأتى دور المسئول عن المؤسسة بأنه القدوة التى يجب على الموظف أن يحذو حذوه، فإذا كان المدير نفسه متسيبا أو على قدرٍ كافٍ من الإهمال، فلابد أن يكون الموظفون بالتبعية مهملين لا يراعون ضميرهم فى العمل.
موظف بالواسطة
يعتبر أحد أسباب تقاعس الموظف عن أداء عمله، هو حصوله على الوظيفة عن طريق الواسطة، فيكون الموظف فى الأصل غير مؤهل لتحمل تلك المسئولية الضخمة.
الضمير
يتحجج الكثير من الموظفين المهملين، بعدم وجود الدافعية أو الحماس بسبب طول أمد ترقياتهم، أو لكونهم فقدوا التشجيع من مسئوليهم، أو أحبطوا من مواقف مرت بهم، فتعد هذه الأعذار الوهمية لموت ضميرهم.
كثرة المهام
كثير من المؤسسات تُطلق سهامها على الموظفين وتزيد من المهام التى تقع على عاتقهم، ما يستدعى الأمر إلى قيامهم ببعض الأمور على حساب الأخرى، بالتزامن مع وجود نسبة عالية من البطالة، فى الوقت الذى يمكننا استخدام هذه الطاقات المعطلة لتحمل دورها فى المسئولية بدلاً من ركنها على الرف.
اختراق القوانين.. ظاهرة مصرية
كتبت- نسمة أمين:
«من أمن العقوبة أساء الأدب».. جُملة تعكس حال المصريين الذين يخترقون القوانين، لكونها إما غير رادعة أو أنها لا تطبق بشكل جيد، مما يجعل البعض يتهاون فى احترامها.
على الرغم أن المصريين القدماء كانوا يحترمون القانون ويقدسونه، مما ساعدهم فى تشييد الحضارة المصرية وتفوقها، إلا أن أبناء الفراعنة أصبحوا يختلفون تماما عن أبائهم، فأصبح خرق القوانين عادة لا يمكن التخلى عنها.
وجاءت أبرز المخالفات التى يرتكبها المصريون من نصيب قوانين المرور والتحرش الجنسى والمخلفات العقارية والبناء على الاراضى الزراعية والرشوة والسرقة .
وأصبح بإمكان أى شخص أن يتعدى على الأراضى الزراعية ويبنى عمارة مكونة من عشرين طابقا بدون تراخيص البناء وبطريقة مخالفة للقوانين وقواعد السلامة، وربما يكون أساسها لا يتحمل سوى خمسة أدوار فقط ولا توجد أى مشكلة.
الكثير من المواطنين لا يلتزمون بتطبيق القانون الخاص بقواعد المرور ويرتكب العديد من المخلفات وكسر الإشارات دون اهتمام وعند تحصيل الغرامات يلجأ إلى الواسطة لتخفيفها أو حجبها تماماً، ليكون بذلك المواطن والموظف مشتركين فى اختراق القانون، فضلاً عن تفاقم أزمة الرشوة فى القطاعات الحكومية، بالرغم من تجريم القانون لها.
أما عن قطع الطرق، فأصبح بإمكان أى شخص وضع ترابيزة وكراسى وشيشة بالشارع وتحويلها إلى مقهى دون الاهتمام بحقوق أهالى المنطقة، وهناك أيضاً من يوقف سيارته فى عرض الشارع ويعيق حركة المرور دون اهتمام.
ورغم كل ذلك إلا أن المواطن المصرى لا يزال يُلقى اللوم على الحكومة – وبالأخص وزارة الداخلية- بانتشار الفوضى، دون النظر إلى تصرفات الشعب الذى أصبح ثقافته السائدة هو عدم احترام القانون، متجاهلين أنهم الترس الأساسى الذى يحرك الدولة نحو الأمام.
المواطن المصرى دائماً ما يحلم بحياة تشبه حياة الأوروبيين متناسين أنه من السبل الأولى لتقدم تلك الدول هى احترام شعبها للقوانين، حسبما يقول الدكتور شوقى السيد الفقيه القانونى.
وأضاف السيد، فى تصريحات ل «لوفد»، أن القوانين فى مصر كافية ورادعة ولكن الشعب المصرى دائما ما يحتاج سلطة جادة وحازمة تجبره على تطبيق نصوص القوانين بكل مساواة.
وطالب الدكتور شوقى السيد، بالضرب بيد من حديد على كل من لا يلتزم باحترام القانون، مؤكداً أن قوانين الإسكان والبناء وقوانين المرور هى أكثر القوانين التى تخترق فى الآونة الأخيرة، لا سيما عدم تطبيق الأحكام القضائية، واستخدام المساكن فى أعمال إدارية.
الرجولة عملة نادرة فى «زمن النعام»
كتبت- نرمين عِشرة:
«إذا خانتك قيم المبادئ فحاول ألا تخونك قيم الرجولة».. هكذا نصح الرئيس العراقى الراحل صدام حسين، رجال العرب، إلا أن بعض الشباب اتخذوا النصيحة على عكس محملها فضاعت داخلهم القيم، وتخلوا عن رجولتهم ومبادئهم سويًا، وأصبح الرجل ذراعا تمتد لتنتهك الحرمات، وعقل يفكر ليخدش الحياء، وقلب ينبض ليقسو على القوارير.
التحرش عينى عينك
من كلمات مغازلة لتقطيع هدوم بالأسلحة البيضاء، تحولت مظاهر التحرش من الثلاثينيات إلى عصرنا الحالى، ففى عام 1932، أبدى فكرى أباظة انزعاجه من التحرش، قائلًا: «إن الشاب الصفيق من هؤلاء يتعمد الوقوف على رصيف الترام بالقرب من المكان المخصص لركوب السيدات، وعندما يجد سيدة تقف بمفردها يقترب منها بمنتهى البجاحة ويقول لها دون سابق معرفة بونسوار ياهانم».
فى الوقت الحالى، أصبح الشاب يتحرش بالفتيات على مرأى ومسمع من الشارع بأكمله، ولم يكتف بالكلمات التى تتعدى الغزل العفيف، بل يصل الأمر إلى مد يده عليها أو تقطيع ملابسها، دون أن يصده أحد الرجال المارين، أو حتى يصفه ب»الصفيق»، وإنما يكتفى المارة بالمشاهدة...والأخطر من ذلك أن الأمر تطور إلى عمليات الخطف والاغتصاب!!
ومع انعدام الشهامة والرجولة فى نفوس الشباب، وصلت نسبة التحرش بالفتيات فى مصر يوميًا إلى 98%، وهى النسبة الأعلى على مستوى العالم، وفقًا لدراسة أعدها برنامج الأمم المتحدة بالتنسيق مع الجهاز القومى للإحصاء.
خدش الحياء جهرًا
بجولة فى الشارع المصرى تجد الشباب والرجال فى مختلف أعمارهم يتفوهون بأبشع الألفاظ وأكثرها انحطاطًا دون مراعاة لمشاعر الفتيات المارات أو حرصًا على حيائهن، ولعل تقاعس الحكومة عن حمايتهن تسبب فى انتشار تلك الظاهرة واعتبرها «أشباه الرجال» حقا مكتسبا.
فى مارس عام 1979، أصدرت الحكومة المصرية قانونًا يعاقب من يسب أو يتلفظ بلفظ خارج فى وجود امرأة بخصم يومين من راتبه فى المرة الأولى، على أن يخصم ثلاثة أيام إذا كررها ثانية، وأربعة أيام إذا تكررت الواقعة للمرة الثالثة، ما انعكس بدوره على الواقع ورسخ أحد معانى الرجولة فى نفوسهم.
القوامة على الكراسي
أصبحت قوامة الرجل تنحصر فى رغبته فى السيطرة وعلو صوته، فتجده فى وسائل المواصلات يسبق المرأة فى الجلوس على المقاعد، بينما يترك المرأة الحامل أو العجوز تقف، ولم يكتف بذلك، وإنما اقتحم عليها خصوصيتها فى «عربات السيدات» بالمترو.
«جوز الست»
بعد أن عُرف الرجل المصرى، فى فترة الخمسينيات، بشخصية «سى السيد» المتحكم فى بيته وأسرته، والمنفق عليهم، تحول الوضع فى الأيام الراهنة، ليرتكن بعض الشباب إلى زوجاتهم لينفقن عليهم، وتخلى رجل اليوم عن مسئولياته فى رعاية الأسرة وحمايتها، وترك أدواره تلك للمرأة.
وبحسب الإحصائيات الرسمية المصرية الصادرة عن المركز القومى للبحوث الاجتماعية والجنائية، فإن 35 بالمئة أى أكثر من ثلث الأسر المصريَّة تعولها نساء؛ نظرًا لغياب عائِلها إمَّا بالموت الماديّ أو المعنوى، والثلث الآخر من المجتمع تتحمَّل المرأة فيه مسئولية الأسرة اجتماعيًا، إضافة إلى مشاركتها المادية التى قد تصل إلى 80% نظرًا لغياب عائلها بسبب السفر.
النفاق يغزو البلاد
كتبت- نورهان عمرو
«نافق تجد ألف مرافق».. أصبح هذا المثل شعار المصريين فى الآونة الأخيرة، فلم تعد نفوس البشر نقية كالسابق، واختفت معايير القيم الأخلاقية وتبدلت الأحوال فأصبح النفاق الدرب الذى يسلكه الغالبية العظمى من الناس ليصلوا إلى أهدافهم.
ويُعد النفاق من أخطر الأمراض التى تغلغلت فى نفوس المجتمع المصرى، وأصبحت ظاهرة، برغم أن الإسلام جرّمه وحذر الله منه، فقال فى كتابه العزيز: «إن المنافقين فى الدرك الأسفل من النار».
«فساد العلماء من الغفلة، وفساد الأمراء من الظلم، وفساد الفقراء من النفاق».. جسدت تلك الحكمة، حال المصريين فى الفترة الأخيرة، فلم يقتصر الفساد على الأمراء فحسب وإنما شمل الفقراء، الذين لجأوا إلى النفاق لتسيير أمورهم.
تسببت سوء الأحوال الاقتصادية، وانتشار الفقر، فى تغول النفاق فى البلاد، فأصبح واجبا على الموظف أو العامل تجاه رب عمله من أجل الحصول على مكافأة، أو حتى كف الأذى عنه.
أصبح النفاق أسلوب دولة فحتى أصحاب المناصب الرفيعة والمرموقة ينافقون رؤساءهم لأن كلمة الحق اصبحت تؤذي صاحبها فالجميع يلجأ إلى النفاق لكى يصل حتى بعض الدعاة صاروا ينافقون ليتماشوا مع مجريات العصر ويكسبوا محبة الناس.
ويُعد الفساد هو السبب الرئيسى فى انتشار ظاهرة النفاق فى المجتمع، فيلجأ المواطن إلى انتزاع حقوقه بالكلام المعسول بسبب الفساد الإدارى الذى لا يحاسب الموظفين بكفاءتهم فيدفعهم إلى اللجوء إلى المجاملات المبالغ بها من أجل نيل المكافآت والمناصب الرفيعة، حسب الدكتورة سوسن فايد أستاذ علم النفس بالمركز القومى للبحوث الجنائية والاجتماعية.
وأضافت فايد، أن الأسرة يقع عليها عامل كبير فى تفشى ظاهرة النفاق حيث إن رؤية الأبناء لوالديهم حينما يقومان بانتهاج النفاق من أجل الحصول على بعض الامتيازات تجبرهم على الاقتداء بهم، معتبرين أن ذلك هو السبيل لتحقيق رغباتهم. مشيرة إلى أن ذلك يدفع الأبناء إلى القيام بالإطراء على معلميهم من أجل الحصول على درجات عالية.
وناشدت فايد، ضرورة تصحيح المفاهيم الخاطئة عند المواطنين بأن النفاق هو السبيل الوحيد لتحقيق مصالحهم وذلك عن طريق إعادة هيكلة منظومات العمل وغيرها لتقوم بمنح المكافآت والامتيازات بالكفاءة وليس بالكلام المعسول والنفاق الذى لا يجدى.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.