التقت "الوفد " بالطفل مازن، الذي نشر دعاية لعمل والده، في عدد من الصفحات ومجموعات موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك"، والتي لاقت استحسانا كبيرا من رواد "فيس بوك". مازن محمد حسن طفل يبلغ من العمر 12 عاما، الذي يقطن بإحدى المناطق الشعبية بمنطقة إمبابة، ورغم طفولته وصغر سنه إلا أنه تحمل مسؤلية الحياة، فمع ارتفاع وتدهور الأحوال المعيشية التي كانت تمر بها أسرته، لم يقبل أن يقف موقف المتفرج، ولم يجد أمامه سبيلا ليدعم ويزيد دخل والده الذي يعمل سباكا إلا أنه قام بتدوين عبارات بسيطة ومؤثرة خرجت من قلبه على موقع الفيس بوك، استطاع من خلالها أن يسوق عمل لوالده، وجاءت كالآتي"بابا سباك شاطر أوي.. معه شهادات ضمان بمجاله، بابا مش غالي بابا بيحب شغله أوي وبيعمل في كل جديد، بابا بيعطيك ضمان على شغلك، يعني مفيش قلق من الصيانة، بابا بيروح أي مكان في مصر"، معلنًا عن رقم هاتف والده الذي نشره على أكثر من جروب بموقع التواصل الاجتماعى "الفيس بوك". تلك التدوينة البسيطة التي أعلنها الطفل الأيام الماضية حظيت وتصدرت بآلاف التعليقات والإعجابات بين مستخدمي الفيس بوك، الذين عبروا عن مدى سعادتهم بالطفل المبهر الذي تمكن من تخطي حالة التشاؤم، والإحباط والانتقادات وتبادل السباب والشتائم التي خيمت على مواقع التواصل الاجتماعي بكلماته البسيطة، إلى طاقة إيجابية خلقت نوعا من التفاؤل، ليصبح الطفل مثلا يحتذي به في مجتمعاتنا، مقارنة بما نشاهده من كم المشاكل التي يختلقها الأطفال داخل مدارسهم. بعيون يملاؤها التفاؤل والبراءة قال: "أنا بحب بابا ..وبروح اشتغل معاه ..وحسيت إن الشغل معاه قليل جدا فكنت عاوز أساعده بأي طريقة عشان يقدر يصرف علينا، وحاولت أكثر من مرة عمل دعاية شغل لبابا عن طريق المضبوعات الورقية التى توزع فى الشوارع، ولكن بابا رفض، ثم فكرت فى طريقة أخرى أساعده بها دون علمه، فقمت بنشر بوست علي صفحتي علي "الفيس بوك".. بسوق فيه لشغل لبابا"، وأكد الطفل أنه بعد تدوين تلك العبارات كان يخشي جدا من عقاب والده على ما فعله. ومن جانبه أوضح والد الطفل أنه فوجئ أثناء وجوده في عمله بكمية اتصالات كبيرة تنهال عليه من عدد من الزبائن يطلبون الاستعانة بخدمته، مشيرا إلى أنه لم يخطر بباله أن يكون ابنه مازن هو سبب ذلك، وحال عودته إلى البيت أخبره نجله أنه قام بتدوين إعلان على الفيس بوك. وأكد الأب أنه أصيب بالدهشة من تصرف طفله الذي لمس فيه الإحساس بالمسؤلية رغم طفولته التي تعد بمثابة رخصة له في عدم الشعور بالأزمة التي يمرّ بها، بسبب قلة دخله، وارتفاع الأسعار. واختتم الأب حديثه بأنه فخور بنجله، وخاصة من كمية التعليقات التي تلقاه من المعجبين بتصرف مازن، كما أن تلك الدعاية فتحت له باب رزق واسع لدرجة أنه لم يعد يلاحق على الشغل المعروض والمطلوب منه. كما وجه الطفل رسالة إلى الشباب مطالبًا إياهم بالعمل والاجتهاد، وتحمل المسئولية وعدم التوكل على جهود والديهم، وعدم الاستسلام لدعوات التشاؤم المسيطرة على التأصل الاجتماعي واستغلاله في الأشياء الإيجابية.