أكد السلطان قابوس بن سعيد، سلطان عُمان، خلال مسيرة 46 عامًا من البناء والتنمية، أن المواطن العماني هو محور التنمية وصانعها وهدفها وذلك في حديثه لبعض الصحف في مطلع السبعينيات: "إن قناعتنا بالعنصر البشري سيظل هو حجر الزاوية في حياتنا المعاصرة مهما بلغت التكنولوجيا فسيظل الإنسان هو سيدها، من هذا المنطلق اتجهت فلسفة التنمية في عمان نحو بناء الإنسان العماني عمليا وفنيا لمواجهة احتياجات بلده من ناحية وتأهيله لممارسة مسؤولياته الوطنية في مجال التخطيط والتنفيذ من ناحية أخرى .. وهكذا فقد وسعنا مجال رعاية الإنسان في هذا البلد ووزعنا مسؤوليات رعايته على وزارات متخصصة تعمل على تنشئته وتربيته ورفاهيته وتشرف على تأهيله ضمن برامج خطة التنمية". وقد تسارعت الخطى نحو التنمية الشاملة والمتوازنة وطالت كافة مناحي الحياة الاجتماعية والاقتصادية والثقافية والتشريعية، في منظومة متواصلة استطاعت أن تضع عمان بين الدول الفاعلة إقليميا وعالميا وأن توفر لمواطنيها متطلبات الحياة العصرية. يأتي التأكيد على أن المواطن هو محور نهضة عمان الحديثة، في وقت تستعد فيه السلطنة للاحتفال بالعيد الوطني السادس والأربعين، والذي يعد محطة هامة في مسيرة عمان الحديثة. ولا شك أن المكتسبات التي حققتها النهضة العمانية الحديثة بقيادة السلطان قابوس منذ انطلاقتها في عام 1970، تحققت بفضل التكاتف والتعاون بين الشعب والقائد. وإذا كانت مسيرة النهضة قد أعادت لعُمان وجهها المشرق وتاريخها الحضاري ودورها الرائد في محيطها الإقليمي والعربي والدولي، فإن هذا الإنجاز ما كان أن يتحقق لولا السياسة الحكيمة والمستنيرة التي يقودها السلطان قابوس والالتفاف الشعبي حول قيادته لبناء عمان حرة كريمة أبية تتفاعل مع العصر وتتجاوب معه. وفي نفس الوقت تحفظ قيمها وتراثها وتستخلص منه العبر والتجارب النيرة، إن التحدي الجغرافي الذي واجهه العمانيون عبر تاريخهم يعد بمثابة الروح الدافعة للنشاط والإبداع والابتكار، وكان عاملا هاما في تكوين شخصيتهم من حيث الجدية والتحمل والمثابرة والصبر على الشدائد، وإن الاستقرار الحضاري والرقي لا يتأتى إلا من خلال هذه المعطيات الدافعة ومنطلقاتها الأساسية.