تحل اليوم، ذكرى ميلاد واحدة من أبرز القيادات النسائية، ودبلوماسية من طراز رفيع، لشغلها منصب وزيرة التعاون الدولى فى مصر، واحتفاظها بالمنصب لمدة 21 عاما، إنها فايزة أبو النجا. ولدت الدكتور فايزة أبو النجا فى 12 نوفممبر عام 1951م بمحافظة بورسعيد، وتولت منصب وزارة التعاون الدولى فى نوفمبر 2001م، لتصبح أول سيدة تتولى هذا المنصب فى حكومة عاطف عبيد، واستمرت فى منصبها لمدة 4 حكومات متعاقبة حتى استبعدت منه خلال حكم الإخوان. بدأت أبو النجا، أولى خطواتها فى السلك الدبلوماسى عام 1975 م عندما التحقت بوزارة الخارجية المصرية، وأسند إليها عضوية البعثة الدائمة لمصر لدى الأممالمتحدة فى نيويورك فمثلت مصر فى اللجنة الأولى للجمعية العامة للأمم المتحدة المعنية بنزع السلاح والأمن الدولى، وأيضا فى اللجنة الثالثة المعنية بموضوعات الاجتماعية وموضوعات حقوق الإنسان. وتقلدت سيدة المناصب الأولى، قبل انضمامها إلى مجلس الوزراء فى الفترة من 1999م حتى نهاية 2001م، منصب مندوب مصر الدائم لدى الأممالمتحدة فى جنيف وكافة المنظمات الدولية فى المدينة السويسرية، كما شغلت منصب مندوب مصر الدائم لدى منظمة التجارة العالمية، لتصبح بذلك أول سيدة فى مصر تشغل أعظم المناصب. وشاركت تلك العظيمة، فى العديد من المؤتمرات الدولية المهمة من خلال المناصب التى تولتها، فقد لعبت دورا مؤثرا فيها، من أهمها المؤتمرات الوزارية لمنظمة التجارة العالمية فى الدوحة عام 2001 م، ومؤتمر مراجعة معاهدة منع انتشار الأسلحة النووية فى نيويورك عام 2000، ومؤتمر الأممالمتحدة العاشر للتجارة والتنمية فى بانكوك فى نفس العام. وانغمست فايزة في العمل السياسي الخارجي، لتشغل في عام 1997 منصب نائب مساعد وزير الخارجية للعلاقات الإفريقية الثنائية، كما أنها لعبت دورا فى تحسين علاقات التعاون بين مصر والدول الأفريقية أنذاك. وفي عام 1987 م، انضمت لفريق الدفاع المصري برئاسة السفير نبيل العربي في لجنة هيئة تحكيم طابا في جنيف، التي أصدرت حكمها لصالح مصر بعد جلسات استماع قانونية ودبلوماسية عديدة، ما أدى إلى استعادة مصر لشبه جزيرة سيناء بالكامل. وذكر الدكتور شارون فريمان في أحد كتبه، أنها واحدة ضمن أفضل عشرة من القيادات النسائية في أفريقيا، نظرا لحكمتها الدبلوماسية، حيث تم اختيارها بصفتها الدبلوماسية المصرية الوحيدة للعمل مع الدكتور بطرس غالي كمستشار خاص، عندما تم انتخابه أمينا عاما للأمم المتحدة عام 1992 م. كما انتخبت عام 2010 كعضو بمجلس الشعب عن مدينة بورسعيد، حيث فازت بأحد المقعدين المخصصين للنساء عن المحافظة. وبعد ثورة 25 يناير، ظلت أبوالنجا فى منصبها كوزيرة التخطيط والتعاون الدولى فى حكومة أحمد شفيق وأيضا فى حكومة عصام شرف، ثم أصبحت متحدثة باسم الحكومة فى عهد كمال الجنزورى. وقد أصدر الرئيس عبدالفتاح السيسى فى الخامس من نوفمبر عام 2015 م، قرارا جمهوريا بتعيينها مستشارا للرئيس للأمن القومى، كأول سيدة تشغل هذا المنصب بعد خلوّه لمدة 41 عاما، حيث كان يشغله اللواء محمد حافظ إسماعيل فى عهد السادات. ويظل التاريخ يذكر اسم هذه السيدة بحروف من نور، نظرا لأعمالها الخالدة كأول سيدة فى مصر تشغل المناصب القيادية.