ملفات مهمة وخطيرة مهملة من قبل اللواء أحمد ضيف صقر، محافظ الغربية، وتنذر بحدوث كوارث إذا استمرت سياسة الاستهتار والتهاون بأرواح المواطنين من قبل المسئولين التنفيذيين فى المحافظة، وهو ملف منظومة الصرف الصحى فى المحافظة فأكثر من نصف قرى المحافظة تعانى عدم وجود منظومة للصرف الصحى، حتى القرى الكبيرة التى كانت تتمتع بوجود الصرف الصحى أصبحت تعانى هى الأخرى تهالك البنية التحتية ومنظومة الصرف الصحى، بسبب عدم القيام بإجراءات الصيانة الدورية، حتى باتت قرى بأكملها تعوم على بركة من المياه، وتنتظر الاستيقاظ على كارثة مثلما حدث فى مدينة رأس غارب. ومع بداية فصل الشتاء وتعالى تحذيرات هيئة الأرصاد الجوية بتعرض البلاد هذا الفصل لسيول وأمطار غزيرة سيطرت حالة من الرعب والفزع على الأهالى فى القرى المحرومة من منظومة الصرف الصحى، وتعالت صرخاتهم واستغاثاتهم وأرسلوا مئات الشكاوى تطالب بسرعة الانتهاء من مشروع الصرف الصحى فى القرى المحرومة لكن كلها دون جدوى لأسباب غير معلومة، خاصة أن كثيراً من المشروعات متوقفة منذ سنوات رغم أنه كان من المفترض أن يتم الانتهاء منها وتشغيلها لمنع تكرار ما حدث العام الماضى من تلف شبكات الكهرباء والمياه والطرق فضلاً عن تعرض عدد من المواطنين للموت صعقا بالكهرباء. من هذه الاستغاثات الشكوى التى أرسلها أهالى قريتى العزيزية وميت هاشم إلى التنفيذيين فى المحافظة وحملوهم فيها مسئولية حياتهم وحماية أرواح أبنائهم دون جدوى، والتى أكدوا فيها أن مشروع الصرف الصحى بالقرية المتوقف منذ عام بدون سبب ولم يبق منه سوى 20% تقريباً وبيوت القرية معرضة للانهيار بسبب ارتفاع المياه الجوفية. المشكلة تزداد تعقيداً فى عدد كبير من قرى مركز سمنود، لدرجة أن أغلب المنازل أصبحت تعوم على بركة من المياه مثلما هو الحال فى قرية ميت هاشم، بل أصبحت مهددة بالانهيار فى أى لحظة مثلما حدث فى قرية شبرا بابل مركز السنطة عندما تعرض منزل المواطن طه الدسوقى للانهيار جراء غرق مياه الصرف الصحى له واكتفت الجهات التنفيذية فى المحافظة بإعطائه بضعة جنيهات عن منزله الذى كان يؤويه وأسرته من برودة الجو القارس ووحشة الليل. وأكد الأهالى أن مجلس مدينه سمنود، بدأ بمشروع الصرف الصحى الحكومى لقرى المركز عبر ربطها بشبكة صرف صحي، ولكن هذا المشروع لم ينته منذ ما يزيد على 9 سنوات حتى الآن، وتوقف المشروع منذ فترة لوجود مشاكل فى سوء التخطيط والإدارة والتنفيذ وهروب المقاولين من المشروع، وبعد مظاهرات عديدة للأهالى اكتفى المحافظ بزيارة تلك القرى وتصوير وسائل الإعلام له وهو يفتتح لوحة لمشروع وهمى للصرف الصحى لم يتحقق منه أى شىء على أرض الواقع. صرخة أخرى أطلقها أهالى قرية «بنوفر» مركز كفر الزيات، خوفاً من موسم الشتاء هذا العام فى ظل محاصرة مياه الصرف الصحى لمنازل الأهالى فى القرية، قال راضى السعيد من قرية بنوفر، نحن نعانى من عدم تشغيل مشروع الصرف الصحى الذى بدأ العمل به من سنة 2009 إلى الوقت الحالى 2016 وكل هذه المدة وأهالى القرية تعانى من نشل الآبار بالأسعار المرتفعة للنقلة حيث وصل الثمن 50 جنيهاً فضلاً عن عدم توفير جرارات نقل لمياه الصرف الصحى. وتابع «تم تسليم وتشغيل المحطة خلال شهر أغسطس 2016 وبالفعل تم الانتهاء من المشروع وتسليمه بعد تعنت من شركة المياه وكان من المفترض بعد استلام المحطة أن يتم فتح ملفات التوصيلات المنزلية من قبل شركة المياه مقابل 165 جنيهاً، ولكن فوجئ الأهالى بأن شركة المياه تطالب بعمل مقايسة على المنزل بحجة رسوم تحسين على المتر مقابل جنيهين على المتر مربع فى عدد الأدوار. وأشار «السعيد» إلى أن المشروع هو منحة خارجية وحكومية أى أنه من المفترض أن يتم التوصيل والتشغيل مجانا مقابل فتح ملف ب165 جنيهاً فقط ولكن هناك من يريد أن يفتعل أزمات ويستغل المناصب والكراسى لتحقيق أهداف خاصة به وليس للمصلحة العامة. وفى نفس السياق تعانى قرية كفر حجازى مركز المحلة الكبرى هى الأخرى من ظاهرة غرق مياه الصرف الصحى لمنازلهم، وأكد الأهالى أن كثيراً من المنازل ستتعرض للانهيار فى موسم الشتاء القادم لأن المياه تحاصر كافة المنازل ولا يعلم الأهالى كيف يتخلصون منها فما هو الحال عندما تأتى موجة أمطار شديدة مثلما حدثت العام الماضى. تلك المخاوف دفعت أهالى قرية كفور بلشاى، مركز السنطة بمحافظة الغربية إلى محاصرة مكتب المحافظ اعتراضا على توقف مشروع الصرف الصحى للقرية منذ سنتين رغم أنه من المفترض أن يكون قد تم تسليمه. وطالب الأهالى فى قرى مراكز محافظة الغربية الثمانية من اللواء أحمد ضيف صقر بسرعة التحرك وإجبار المسئولين والمقاولين على الانتهاء من مشروع الصرف الصحى فى القرى التى تغرق فى مياه الصرف الصحى حفاظا على حياة المواطنين. من جانبه، أكد الدكتور محمد باغة، أستاذ الإدارة والتنمية والتطوير المؤسسى والخبير فى إدارة الأزمات أهمية تعامل غرف إدارة الأزمات فى كافة المحافظات مع شكاوى المواطنين على محمل الجد، والعمل على حلها فى أسرع وقت مضيفا «لا يوجد حاجة اسمها وزارة لإدارة الازمات لأن سيناريوهات ادارة الازمات فكر مش وظيفة، كما اننا لا نستطيع أن نتهم وزارة بعدم العمل لكن هناك فرق بين شغل التخطيط وشغل التنطيط». وأكد الخبير فى إدارة الأزمات أن هناك فرقاً بين التنبؤ بالأزمة، وبين انتظار الازمة، وأن وحدات ادارة الازمات بالمحافظات «على ورق بس»، لافتاً إلى أن تكلفة الأزمات أكثر بكثير من تكلفة إعداد سيناريو لإدارة الأزمة.