الجيل: كلمة الرئيس السيسي طمأنت قلوب المصريين بمستقبل سيناء    بالمخالفة للدستور…حكومة الانقلاب تقترض 59 مليار دولار في العام المالي الجديد بزيادة 33%    مساعدات ب 3,6 مليار جنيه.. التضامن تستعرض أبرز جهودها في سيناء    غدا، بدء تطبيق غلق محلات الجيزة بالتوقيت الصيفي    البنتاجون يدعو إلى تحقيق شامل حول المقابر الجماعية في غزة    «القاهرة الإخبارية»: دخول 38 مصابا من غزة إلى معبر رفح لتلقي العلاج    رغم ضغوط الاتحاد الأوروبي.. اليونان لن ترسل أنظمة دفاع جوي إلى أوكرانيا    بيان مهم للقوات المسلحة المغربية بشأن مركب هجرة غير شرعية    علي فرج يتأهل إلى نهائي بطولة الجونة للإسكواش    ب 3 ذهبيات، منتخب الجودو يحصد كأس الكاتا بالبطولة الأفريقية في القاهرة    «ترشيدًا للكهرباء».. خطاب من وزارة الشباب ل اتحاد الكرة بشأن مباريات الدوري الممتاز    موقف ثلاثي بايرن ميونخ من مواجهة ريال مدريد في دوري أبطال أوروبا    المشدد 15 سنة لعامل قتل عاطلا داخل مقهى بسبب الخلاف على ثمن المشروبات    القبض على شخص عذب شاب معاق ذهنيا في ميت عنتر طلخا بالدقهلية    بالأسماء.. مصرع وإصابة 9 أشخاص في انقلاب ميكروباص بالدقهلية    رضا البحراوي: عندي 8 عيال آخرهم ريان والعزوة أهم حاجة في حياتي (فيديو)    جمال شقرة: سيناء مستهدفة منذ 7 آلاف سنة وبوابة كل الغزوات عبر التاريخ    أحمد عبد الوهاب يستعرض كواليس دوره في مسلسل الحشاشين مع منى الشاذلى غداً    عبد العزيز مخيون عن صلاح السعدني بعد رحيله : «أخلاقه كانت نادرة الوجود»    محمد الباز: لا أقبل بتوجيه الشتائم للصحفيين أثناء جنازات المشاهير    دعاء قبل صلاة الفجر يوم الجمعة.. اغتنم ساعاته من بداية الليل    مواطنون: التأمين الصحي حقق «طفرة».. الجراحات أسرع والخدمات فندقية    يقتل طفلًا كل دقيقتين.. «الصحة» تُحذر من مرض خطير    لماذا حذرت المديريات التعليمية والمدارس من حيازة المحمول أثناء الامتحانات؟    بالفيديو.. ما الحكم الشرعي حول الأحلام؟.. خالد الجندي يجيب    انخفضت 126 ألف جنيه.. سعر أرخص سيارة تقدمها رينو في مصر    بعد تطبيق التوقيت الصيفي.. تعرف على مواقيت الصلاة غدًا في محافظات الجمهورية    هل الشمام يهيج القولون؟    فيديو.. مسئول بالزراعة: نعمل حاليا على نطاق بحثي لزراعة البن    وزارة التموين تمنح علاوة 300 جنيها لمزارعى البنجر عن شهرى مارس وأبريل    أنطونوف يصف الاتهامات الأمريكية لروسيا حول الأسلحة النووية بالاستفزازية    الأهلى يخسر أمام بترو الأنجولي فى نصف نهائى الكؤوس الأفريقية لسيدات اليد    يمنحهم الطاقة والنشاط.. 3 أبراج تعشق فصل الصيف    تشكيل الزمالك المتوقع أمام دريمز الغاني بعد عودة زيزو وفتوح    6 نصائح لوقاية طفلك من حمو النيل.. أبرزها ارتداء ملابس قطنية فضفاضة    استجابة لشكاوى المواطنين.. حملة مكبرة لمنع الإشغالات وتحرير5 محاضر و18حالة إزالة بالبساتين    سبب غياب حارس الزمالك عن موقعة دريمز الغاني بالكونفيدرالية    بيان مشترك.. أمريكا و17 دولة تدعو حماس للإفراج عن جميع الرهائن مقابل وقف الحرب    دعاء الاستخارة بدون صلاة .. يجوز للمرأة الحائض في هذه الحالات    مدرب صن دوانز: الفشل في دوري الأبطال؟!.. جوارديولا فاز مرة في 12 عاما!    تحرير 498 مخالفة مرورية لردع قائدي السيارات والمركبات بالغربية    مصادرة 569 كيلو لحوم ودواجن وأسماك مدخنة مجهولة المصدر بالغربية    إصابة سيدة وأبنائها في حادث انقلاب سيارة ملاكي بالدقهلية    جامعة حلوان توقع مذكرتي تفاهم مع جامعة الجلفة الجزائرية    طريقة عمل مافن الشوكولاتة بمكونات بسيطة.. «حلوى سريعة لأطفالك»    محافظ كفر الشيخ يتابع أعمال تطوير منظومة الإنارة العامة في الرياض وبلطيم    أمين الفتوى لزوجة: اطلقى لو زوجك لم يبطل مخدرات    مشايخ سيناء في عيد تحريرها: نقف خلف القيادة السياسية لحفظ أمن مصر    أبطال سيناء.. «صابحة الرفاعي» فدائية خدعت إسرائيل بقطعة قماش على صدر ابنها    مستقبل وطن: تحرير سيناء يوم مشهود في تاريخ الوطنية المصرية    الرئيس السيسي: خضنا حربا شرسة ضد الإرهاب وكفاح المصريين من أجل سيناء ملحمة بطولة    فن التهنئة: استقبال شم النسيم 2024 بعبارات تمزج بين الفرح والتواصل    خبير في الشؤون الأمريكية: واشنطن غاضبة من تأييد طلاب الجامعات للقضية الفلسطينية    معلق بالسقف.. دفن جثة عامل عثر عليه مشنوقا داخل شقته بأوسيم    الفندق عاوز يقولكم حاجة.. أبرز لقطات الحلقة الثانية من مسلسل البيت بيتي الجزء الثاني    الاحتفال بأعياد تحرير سيناء.. نهضة في قطاع التعليم بجنوب سيناء    الهلال الأحمر يوضح خطوات استقبال طائرات المساعدات لغزة - فيديو    الزكاة على أموال وثائق التأمين.. الإفتاء توضح أحكامها ومتى تجب    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الثلاثاء.. أغرب انتخابات رئاسية في تاريخ أمريكا
نشر في الوفد يوم 05 - 11 - 2016

يحبس الأمريكيون أنفاسهم مساء الثلاثاء المقبل حين يسدل الستار على أغرب انتخابات شهدتها بلادهم فى تاريخها، لم ير مواطنو هذا البلد، صاحب الديمقراطية العريقة انحطاطا فى التنافس الانتخابى وفى لغة الخطاب السياسى كما رأوا فى هذه الانتخابات.
ولم يكن الاختيار المتاح أمامهم أسوأ مما أتاحته لهم الظروف هذه المرة، إذ عليهم الاختيار بين مرشحة مستهلكة سياسياً ومرشح يفتقد أى تجربة سياسية بلغت به بذاءة اللسان وغرابة الأفكار وعنصرية الأطروحات ما بلغت.
تأتى انتخابات اختيار الرئيس الخامس والأربعين للولايات المتحدة فى أكثر الحقب صعوبة على هذا البلد، بما تلقاه من تحديات دولية تواجهها فى صعود الصين وروسيا وفوضى الشرق الأوسط، وداخلية من وضع اقتصادى يحتاج حلولاً ناجعة واضطرابات اجتماعية ناجمة عن التمييز ضد السود. أما البديل المطروح فهو أسوأ ما يمكن أن تفرزه تلك الأمة. كما أن الغموض الذى يكتنف العملية الانتخابية والاتهامات المسبقة بالتزوير والتهديد برفض النتائج، يضع زعامة واشنطن للعالم فى مهب الريح.. و«الوفد» فى هذا الملف ترصد جانباً من حال هذا البلد وهو يستعد لهذا اليوم الذى تواجه فيه الديمقراطية الأمريكية الامتحان العسير.
7 مليارات دولار.. حجم الإنفاق على حملات انتخابات الرئاسة والكونجرس
تخطى حجم الإنفاقات على الحملات الانتخابية الرئاسية الأمريكية وانتخابات الكونجرس السبعة مليارات دولار، وفقا لإحصائيات لجنة الانتخابات الفيدرالية (إف آى سى) الرسمية، بالمقارنة مع آخر انتخابات رئاسية وانتخابات الكونجرس فى 2012، التى كلفت حوالى 6.3 مليار دولار.
وتبين أرقام لجنة الانتخابات الفيدرالية، أن المرشحة الديمقراطية الرئاسية هيلارى كلينتون جمعت حوالى 516 مليون دولار، وستحصل على مبلغ مماثل فيدرالى، أى أنها ستنفق أكثر من مليار و32 مليون دولار.
بينما جمع منافسها الجمهورى دونالد ترامب حوالى 220 مليون دولار وسيحصل على مبلغ مماثل فيدرالى، أى أنه سينفق حوالى نصف مليار دولار.
وكان أكبر من جمع من الجمهوريين فى الانتخابات الأولية هو جيب بوش، الذى بلغ ما جمعه لحملته الفاشلة 120 مليون دولار، بينما جمع الديمقراطى برنى ساندرز منافس كلينتون فى الانتخابات الأولية 250 مليون دولار.
وبلغ حجم الإنفاقات ل25 مرشحا جمهوريا وديمقراطيا فى الانتخابات الأولية حوالى مليار و97 مليون دولار.
وأنفق 2044 مرشحاً لمجلس النواب فى الكونجرس 799 مليون دولار، بينما أنفق 433 مرشحا لمجلس الشيوخ 529 مليون دولار.
وتم إنفاق حوالى 144 مليون دولار على إعلانات تليفزيونية مؤيدة لكلينتون حتى الآن، بينما أنفق ترامب حوالى 32 مليون دولار، وأنفقت لجان مؤيدة للطرفين حوالى 274 مليون دولار على الإعلانات المحلية فى القنوات التليفزيونية.
الانتخابات تحبس أنفاس الأمريكان لأول مرة
خلال 120 سنة من اخضاع الإدارات الأمريكية لرجال الأعمال نشأت لوبيات كثيرة، كلوبى شركات النفط، وشركات الأسلحة، وشركات الأدوية، والبنوك والبورصات ولوبيات اخرى، جميعها تعمل على توجيه الإدارة الأمريكية فى الطريق الذى يخدم استراتيجياتها الاقتصادية دون الظهور فى الصورة وذلك عن طريق سياسيين يأتمرون بأمرهم فى الكونجرس ومجلس الشيوخ وصولاً الى البيت الأبيض.
كسر الملياردير ترامب البرتوكول القديم، وهو خضوع الإدارات المتعاقبة لرؤوس المال المعمول به بين رجال الأعمال والسياسيين منذ عام 1896 وفقد بذلك دعم الكثير من المؤيدين فى دوائر صنع القرار، ولكن هذا على المدى القصير، فسياسة ترامب تصب فى مصلحة رؤوس الأموال الضخمة وهم مرغمون على دعمه لأن كلينتون سوف تستقطع المليارات من ثرواتهم.
فى الجانب الآخر، المواطن الذى أرهقته البطالة و الضرائب وارتفاع أجور التأمين والتعليم، قد سئم من الوعود الكاذبة ولعله ايضا فقد الثقة فى المرشح ترامب بسبب بذاءة ألفاظه وعدم التزامه بأدب الحوار، لكن هذا على المدى القصير أيضا، فالمواطن البسيط مرغم على دعم ترامب لأن البديل نسخة مكرره من أوباما، وهذا يعنى أربع سنوات جديدة ومزيدًا من الوعود الكاذبة مع بقاء الحال على ما هو عليه.
بالنسبة للناخب الأمريكى، أفضلية ترامب تكمن فى كونه مليارديرًا ويصعب التأثير فيه من قبل اللوبيات الاقتصادية، كما أنه جاء من خارج الوسط السياسى الفاسد، كما تصفه الغالبية العظمى من الشعب الأمريكى، وهذه الميزة تفتقدها كلينتون، كذلك دعمه للتعديل الثانى للدستور Second amendment، وهو التعديل الذى يضمن حق المواطن الأمريكى فى اقتناء وحمل السلاح، وهذا التعديل يعتبر مقدسًا فى الثقافة الامريكية. فيما تعتقد هيلارى أن قانون بيع الأسلحة يجب أن يقنن ويوضع له ضوابط.
وفى شأن آخر، يعارض ترامب قانون الإجهاض بشدة، وهو بهذا يخاطب شريحة عريضة متدينة فى المجتمع الأمريكي، فيما تعتقد هيلارى أن الإجهاض حق خاص بالمرأة، ولها أن تفعل بجسدها ما تشاء.
كذلك يُقر ترامب فى أكثر من مقابلة بفشل السياسة الأمريكية فى الشرق الأوسط خصوصاً صفقة إيران الأخيرة والتى اعتبرها ترامب كارثة سياسية بما تعنيه الكلمة، فيما صرّحت هيلارى بأن الصفقة نجاح سياسى لإدارة أوباما. ويذهب ترامب الى أبعد من هذا ويتهم الرئيس أوباما وهيلارى كلينتون بالغباء السياسى، حينما انسحبا من العراق وسمحا لداعش بالانتشار، فيما تُعلّق هيلارى كلينتون بأن تاريخ الانسحاب كان مجدولًا منذ عهد الرئيس السابق جورج بوش ولم يكن القرار لأوباما.
اليهود يصوتون ل«هيلارى» بأكبر نسبة فى تاريخ الانتخابات
على الرغم من السجال المستعر بين المرشحين للرئاسة الأمريكية، ولجوء كل منهما إلى لعب كل أوراقه فى هذه الانتخابات، فإن اللوبى اليهودى سيبقى اللاعب الأول، بما لديه من ذراع إعلامية ومالية قوية داخل أمريكية، الذى سيحدد هوية الرئيس الأمريكى المقبل، الذى سيحكم الولايات المتحدة أربع سنوات مقبلة.
لقد سعى المرشح الجمهورى دونالد ترامب لكسب ثقة اللوبى الصهيونى فى الولايات المتحدة الأمريكية عبر وعود أطلقها فور فوزه بالرئاسة، أهمها: نقل السفارة الأمريكية إلى القدس، وتقديم دعم عسكرى غير مسبوق إلى تل أبيب، والعودة إلى المفاوضات بين الإسرائيليين والفلسطينيين من منطلق الشروط الإسرائيلية، وإعادة بلورة الاتفاق النووى الإيرانى ودعم بناء المستوطنات. ولعل زيارة وفد يمثل حملة ترامب إلى إسرائيل كانت فى هذا الإطار.
لكن مع ذلك، فأغلب استطلاعات الرأى رجحت أن يتجه تصويت الناخبين اليهود للمرشحة الديمقراطية هيلارى كلينتون. كشفت نتائج استطلاعات الرأى عدم تصويت يهود الولايات المتحدة لدونالد ترامب فى نوفمبر 2016 بتلك النسبة التى يتوقعها بعض القائمين على حملة المرشح الجمهورى.
فقد أظهر استطلاع للرأى نشره مركز «جالوب» أن الناخبين اليهود الأمريكيين سيدلون بأصواتهم لمصلحة مرشحة الحزب الديمقراطى على حساب المرشح الجمهورى. وكانت النسبة 1:2 على التوالى. كما أظهر الاستطلاع الذى نشرته مجلة «نيوزويك» الأمريكية أن اليهود الأمريكيين يفضلون بنسبة 63% هيلارى كلينتون لتكون رئيسة للولايات المتحدة الأمريكية. وكان الاستطلاع الذى أُجرى خلال الفترة من 1 يوليو 2016 – إلى 30 أغسطس 2016، قد أظهر أن اليهود الأمريكيين يميلون بنسبة 52% إلى مرشح الحزب الديمقراطى أياً يكن، بينما يفضل 23% منهم انتخاب مرشح جمهورى وليس حصراً ترامب.
وأظهر استطلاع آخر أجراه مركز «West End Analysis» أن كلينتون تتقدم فى فلوريدا، وهى إحدى الولايات المرجحة بنسبة 43%، مستفيدة من أصوات الناخبين اليهود؛ حيث رفعت نسبة التصويت لمصلحتها فى تلك الولاية وفق الاستطلاع إلى 66% مقابل 23% لمصلحة ترامب.
ويظهر موقع American-Jewish Cooperative Enterprise: Jewish Virtual Library أن 7 من 10 يهود فى الولايات المتحدة الأمريكية يصوتون منذ عام 1984 للحزب الديمقراطي؛ لكن انتخابات العام الجارى تحمل من الاستثنائية ما يجعل الاصطفاف اليهودى إلى جانب الحزب الديمقراطى يحمل زخماً أكبر على الرغم من الجهود الجبارة التى يبذلها الجمهوريون لسحب البساط من تحت هيلارى كلينتون مع إدراكهم الكامل أن أكثر من ثلاثة أرباع اليهود الأمريكيين هم من الديمقراطيين.
ووفق الواشنطن بوست، فإن الكثيرين من اليهود الجمهوريين يرفضون التصويت لدونالد ترامب. ونقلت الصحيفة عن جنيفر روبين، رئيسة ائتلاف الجمهوريين اليهود، أنها تتوقع أن تكسب هيلارى كلينتون 90% من أصوات اليهود الأمريكيين.
رفض النتائج يضم واشنطن لديمقراطيات العالم الثالث
عندما خسر جيمى كارتر ووالتر مونديل فى انتخابات عام 1980، تحدث مونديل بلباقة متميزة قائلًا أن الانتخابات الأمريكية كانت فرصة للبهجة، ففى جميع أنحاء هذه الأمة، فى المدارس الثانوية وفى قاعات المدينة والكنائس قد مارس الشعب الأمريكى بهدوء قوته الانتخابية المذهلة، مضيفا «نحن نحتفل قبل كل شىء بحرية الشعب الأمريكى فى الانتخاب». ما قاله مونديل كان مستوى سياسيًا نادرًا من الرقى لن يصل إليه أى خاسر فى الانتخابات الرئاسية الحالية.
على مدى 240 عاما، تاريخ الانتخابات الأمريكية فى الولايات المتحدة، والمرور بتجارب انتخابية متنوعة، كان دائمًا ما يبتلع المرشح الخاسر كبرياءه ويقبل بالنتيجة، إلا أن المرشح الجمهورى دونالد ترامب يأخذ أمريكا إلى منطقة مجهولة برفضه التعهد بقبول نتيجة الانتخابات.
طرحت صحيفة «الديلى تلجراف» البريطانية تساؤلًا حول ماذا لو رفض ترامب قبول نتيجة الانتخابات التى ستعقد فى 8 نوفمبر المقبل؟
قالت الصحيفة «أحد أساسيات الديمقراطية الأمريكية، أن يقبل المرشح الخاسر بالنتيجة، لكن السيد ترامب حين سُئل عن الالتزام بهذا التقليد، قال: سأخبركم فى الوقت المناسب، اريد ترك الجميع متشوقًا لهذا الأمر. وقال ترامب، خلال المناظرة الرئاسية الثالثة أمام منافسته هيلارى كلينتون، إن وسائل الإعلام سمّمت عقول الناخبين، وأن الانتخابات قد تكون مزورة.
اعتبرت الصحيفة رفض ترامب رخصة لمؤيديه لإحداث اضطرابات فى حالة خسارته الانتخابات، وقال إن بعض من مؤيديه بالفعل قد بدأوا فعل ذلك.
وقال أحد مؤيدى ترامب من ولاية أوهايو لصحيفة بوستن جلوب «أتمنى أن نستطيع الانقلاب، نحن فى طريقنا لإحداث ثورة، وسيكون هناك الكثير من الدماء».
ووصفت كلينتون تصريح ترامب بالمروع، واتهمه آخرون بأنه معادٍ للولايات المتحدة الأمريكية، وغير وطنى وخطير.
وتساءلت الصحفية «عمليا، ماذا من الممكن أن يحدث لو رفض ترامب نتيجة الانتخابات؟». وتابعت «لا شىء مكتوبًا بخصوص ذلك، ولا مطالب قانونية، ودائمًا ما يؤخذ بالعرف فى هذا الأمر، ولن تتأثر عملية تقلد كلينتون لمنصبها فى حالة فوزها، لكن مؤسسة الرئاسة نفسها قد تضعف».
وأضافت الصحيفة «فى هذا الحالة سيضع ترامب نفسه كقائد بديل لمؤيديه فقط، ومن الممكن حينها أن يرفضوا الاعتراف بسلطة البيت الأبيض الذى سيرونه محتلًا حينها».
فى السياق ذاته، طرحت صحيفة واشنطن بوست تساؤلات حول تصريحات ترامب، وقالت «هل ستطلق خسارته حربًا أهلية فى البلاد»؟ ونشرت الصحيفة مقالا للكاتب دانا ميلبانك قال فيه، إن أنصار ترامب يتحدثون عن احتمال وقوع حرب أهلية فى الولايات المتحدة إن لم يفز، وأضاف أن أحد المتطوعين فى الحملة المتقاعد جيرالد ميلر قال إنه متأكد من فوز ترامب فى الثامن من الشهر المقبل ما لم تحدث مؤامرة.
وأشار الكاتب إلى أن ميلر يشاطر ترامب القلق والخشية من أن تتعرض انتخابات الرئاسة للتزوير من جانب حملة مرشحة الحزب الديمقراطى هيلارى كلينتون، ونسب إلى ميلر القول إن مكتب التحقيقات الفيدرالى قد يقوم بالتزوير لصالح كلينتون.
من جانب آخر، حاول مؤيدو ترامب الاستشهاد بموقف المرشح الأسبق للانتخابات الأمريكية آل جور، الذى رفض الاعتراف بفوز منافسه جورج بوش عام 2000، لكن موقع «بوليتكو» الأمريكى قال إنه بإعادة النظر فى التاريخ يظهر أن جور تحدى بالفعل نتائج انتخابات عام 2000، بسبب مشكلة حدثت فى فرز الأصوات بولاية فلوريدا، وقضت المحكمة العليا حينها بفوز جورج بوش فخرج جور معلنًا قبوله بالنتيجة النهائية وقدم التهنية لجورج بوش.
لكن عنف أنصاره ورفضهم للآخر بات واضحا حتى من قبل ذلك فى كثير من المواقف، لعل أشهرها عندما تعرضت فنانة أمريكية شابة رسمت المرشح الجمهورى لانتخابات الرئاسة الأمريكية دونالد ترامب عاريا للضرب المبرح على أيدى أحد أنصاره. ونشرت الفنانة الأمريكية إلما جور، البالغة من العمر 24 عاما، صورة لوجهها بعد الضرب حيث ظهرت هالة سوداء حول إحدى عينيها. وقالت «إننى حزينة لأن ترامب والكثيرين من مؤيديه، لا يجدون كلمات للتعبير عن آرائهم، وبدلا من ذلك يستخدمون الجدران والتعذيب بالإيهام بالغرق واللكمات. رجاء توقفوا عن تجميل العنف واستمراره، واجعلوا أمريكا دولة عظيمة مرة أخرى».
عموما، إذا وقعت أعمال عنيفة عقب إعلان هزيمة ترامب فى الانتخابات المقبلة، حينها يمكن القول لواشنطن: أهلا بكم فى العالم الثالث!!!
وصول «ترامب» العنصرى للسباق النهائى ينذر بتدمير التجربة الليبرالية
وصل الانقسام الأمريكى فى سباق الرئاسة الأمريكية هذه المرحلة لدرجة من الحدة لم تصل إليها انتخابات رئاسية من قبل. فمرشحا الانتخابات يمثلان أقصى درجة من التناقض تشهدها الانتخابات.
يطرح المرشح الجمهورى دونالد ترامب خطابا عنصريا ويتبنى أطروحة الخوف من الأقليات والمسلمين والخارج، أطروحات ترامب لا علاقة لها بقصة نجاح الولايات المتحدة منذ نشأتها ولا بالأوضاع على أرض الواقع. فالعزلة وبناء سور مع المكسيك ومنع المسلمين من دخول الولايات المتحدة وإعادة الكثير من المهاجرين لبلادهم سوف يزيد من مشكلات الولايات المتحدة وينهى تفوقها ونجاحها.
أما مرشحة الحزب الديمقراطى ومرشحة المؤسسة الحاكمة الأمريكية هيلارى كلينتون تمثل النقيض لأطروحات ترامب الأكثر تطرفا. إذ تعتقد كلينتون أن الانفتاح على الأقليات والسعى لبناء اقتصاد حساس لمسألة العدالة، وفتح فرص جديدة والاستثمار فى التعليم بصورة يمثل أساس المدخل لإعادة بناء أمريكا، وفى هذا كلينتون لن تكون إلا استمرارًا لمدرسة أوباما التى انبثقت بعد الأزمة الأمريكية الاقتصادية فى 2008، لقد نجح أوباما فى تفادى كساد كبير كالذى حل بأمريكا فى ثلاثينات القرن العشرين.
هذا من ناحية الأفكار والبرامج، اما من ناحية خصائص المرشحين فهذه أول مرة تنافس فيها امرأة على منصب رئيس الولايات المتحدة، وأيضاً أول مرة يكون فيها مرشح احد الحزبين (ترامب) بلا أدنى تجربة سياسية، وفى الوقت نفسه يتهمه كثيرون ومنهم صحيفة اتلانتيك بالعنصرية والكذب، بل دعت الناخبين للدفاع عن أمريكا والتصويت لمنافسة ترامب لما يشكله من خطر على النظام الأمريكى.
من جهة أخرى، فالظروف التى تجرى فيها هذه الانتخابات استثنائية، حيث تواجه أمريكا بيئة دولية تشهد صعود الصين وروسيا، كما تتميز بارتباك السياسات الأمريكية فى الشرق الأوسط وفى سوريا والعراق وأفغانستان بالتحديد. فالولايات المتحدة تبدو غير قادرة حتى اللحظة على الخروج من دائرة الارتباك التى سببتها لها أحداث الحادى عشر من سبتمبر.
يقول المراقبون أن هيلارى ستفوز، إلا إذا وقعت مفاجأة كبيرة على شكل عمل عنيف يستهدف أمريكيين ويدفع بأجواء العنصرية والخوف. وإذ حدث هذا ففوز ترامب أمر مؤكد.
ولو حصل وفاز ترامب فسيعمل على استعادة أمريكا البيضاء بالانتقام للبيض من الشركات والمؤسسات التى أعطت وظائفها لعامل فى بنجلادش أو آخر فى المكسيك. وحتما لن يكون ترامب ملتزما على الأقل لفظيا بأدنى مراتب حقوق الإنسان، كما أنه سيعتبر إسرائيل وسياساتها قلعة العلاقة والتحالف. وفى كل الأحوال، فالرئيس المقبل ستنتظره مفاجآت قد يسفر عنها تشكيل الكونجرس الجديد، حيث تجرى مع الانتخابات الرئاسية انتخابات على ثلث مقاعد مجلس الشيوخ وجميع مقاعد مجلس النواب.
بينما فى نظر كثير من المحللين أن أمريكا هى الخاسر الوحيد. ويشير هؤلاء إلى أن مجرد وصول ترمب الشعبوى واليمينى المعارض للنخبة فى الولايات المتحدة لهذا السباق فى حد ذاته هو إنذار أخير لهذه النخبة. وأوضحوا أن عدم مقدرة النخبة الحزبية الأمريكية من الحزبين الرئيسيين الديمقراطى والجمهورى التقليدى على بناء تيار رئيسى قوى سيسفر فى المستقبل عن شخصيات لا يحدها مبدأ أو تاريخ. وهذا سيكون مدمرا للتجربة الأمريكية الليبرالية بكل أبعادها.
«ريجان» هزم «كارتر» بالمخالفة لكل الاستطلاعات.. فهل يفعلها «ترامب»؟
رغم أن استطلاعات الرأى العام ليست جزءا من القواعد والقوانين التى تحكم الانتخابات، لكنها أضحت محركا للعملية الانتخابية فى العقود الأخيرة، سواء كانت صادقة أو كاذبة.
وتطلع الاستطلاعات المرشحين السياسيين على صورتهم فى عيون الأشخاص المستطلعة آراؤهم مقارنة بمنافسيهم، وعلى القضايا المهمة فى أذهان الناخبين.
كما تجرى وسائل الإعلام مثل الصحف وقنوات الأخبار، استطلاعات للرأى العام وتنشرها لإعطاء المواطنين فكرة عن وضع مرشحيهم المختارين، والقضايا والسياسات التى يتحمسون لها مقارنة بخيارات غيرهم.
ورغم هيمنة منظمة أو منظمتين كبيرتين فقط منذ 50 عاما على استطلاعات الرأى العام، الا انه مع عصر الأخبار الفورية وشبكة الإنترنت وقنوات الأخبار على مدار الساعة، فإن مصادر متعددة تقدم نتائج استطلاعات الرأى العام بصورة منتظمة.
فى عام 1824، شهدت الولايات المتحدة أول استطلاع سياسى وأجرته الجريدة المحلية فى هاريسبيرج بولاية بنسلفانيا. لكن الاستطلاعات المستقلة لم تصبح مصدرا لوسائل الإعلام فى تغطيتها الإخبارية للحملات الانتخابية إلا فى الثلاثينات من القرن الماضى.
وبحلول السبعينات من القرن الماضى، كانت دوائر الأخبار فى شبكات التليفزيون الرئيسية الثلاث (أى بى سى، سى بى إس، إن بى سى) تقدم استطلاعاتها الخاصة حول الانتخابات الرئاسية، وبعد ذلك فى انتخابات الولايات المهمة والكونجرس الأمريكى.
وباتت معظم وسائل الإعلام منفردة أو باشتراك أكثر من وسيلة، تجرى استطلاعات الرأى بصورة متكررة وقد تتعقب الرأى العام حول المرشحين والقضايا على أساس يومى أو أسبوعى، بحيث تكون حيادية ومستقلة.
وتشكل استطلاعات رأى الناخبين الخارجين من الاقتراع (exit poll) جزءا من الانتخابات الأمريكية منذ سبعينات القرن الماضى.
وتعد نتائج استطلاعات الخروج أهم لحظة فى العملية الانتخابية كونها أقرب مؤشر على تحديد الفائز قبل انتهاء فرز الأصوات وإعلان النتيجة بشكل رسمى.
وتكمن سطوة وتأثير استطلاعات الرأى خلال الحملات التمهيدية بشكل كبير، فيمكن أن تؤدى نتائج استطلاع فى تغيير قواعد دعم أحد المرشحين من جانب جماعات المصالح، فهم على أية حال لا يريدون دعم مرشح خاسر بل قد تدفع مرشحين للانسحاب.
كما تؤثر الاستطلاعات على السلوك الانتخابى، فيمكن أن يتراخى الناخبون إذا اعتقدوا أن مرشحهم فائز لا محالة، ما يؤثر فى نسبة التصويت وقد ينتهى بفوز المرشح المنافس الذى حرص مؤيدوه على الإدلاء بصوتهم لشعورهم بالخطر.
وقد حذرت المرشحة الديمقراطية هيلارى كلينتون أنصارها من الثقة الزائدة بعد أن أظهرت استطلاعات الرأى حفاظها على تقدمها الواضح على منافسها الجمهورى دونالد ترامب قبل أسبوعين على الانتخابات المقررة فى الثامن من نوفمبر.
وفى المقابل، حاول المرشح دونالد ترامب من التقليل من الاستطلاعات والتشكيك فيها وفى الجهات القائمة عليها، ودعا أنصاره إلى التركيز على التصويت وعدم الالتفات للاستطلاعات التى تجرى عبر الهاتف.
تواجه مصداقية الاستطلاعات تحديا كبيرا، فهى لا تعبر بدقة عن آراء الناخبين وإن كانت تعطى مؤشرات مهمة بشأن سير الانتخابات.
وأكبر مثال على عدم دقة الاستطلاعات هو ما حدث فى الانتخابات التمهيدية للديمقراطيين فى ولاية ميتشجان فى مارس الماضى، حين أجمعت كل استطلاعات الرأى على احتمال فوز كلينتون على منافسها بيرنى ساندرز، لكن العكس تماما ما حدث، واكتسح ساندرز تمهيديات الولاية بفارق كبير.
وما زال الجدل دائرا فى بريطانيا حول فشل استطلاعات الرأى فى توقع نتيجة الاستفتاء على الخروج من الاتحاد الأوروبى، إذ كانت كل الاستطلاعات حتى اليوم السابق على يوم الاستفتاء تتوقع تقدما واضحا لمعسكر البقاء فى الاتحاد الأوروبى على معسكر الخروج، لتأتى النتيجة عكس كل نتائج استطلاعات الرأى.
وتبرر كبرى الشركات فى ذلك القطاع عدم دقة توقعاتها بعوامل خارجة عن إرادتها، إلا أن الوسائل الحديثة التى تلجأ إليها لتقليل التكاليف، مثل الهاتف والبريد الإلكترونى لها دور فى ذلك الفشل لعدم دقتها، حسب ما يقول كثير من خبراء قياس الرأى العام.
والعدد الكبير للمستطلعة آراؤهم لا يقلل من هامش الخطأ، بل على العكس ربما يزيده إذا لم يكن ممثلا للشرائح المستهدفة سياسيا واقتصاديا واجتماعيا وجغرافيا.
ومن أشهر الأمثلة على عدم دقة الاستطلاعات أن الرئيس الأمريكى جيمى كارتر يسبق منافسه الجمهورى رونالد ريجان فى الاستطلاع الذى حدث قبل الانتخابات الأمريكية 1980، لكن ما حدث أن ريجان فاز بفارق 10 نقاط.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.