لم يكن الرضيع ذو الأربعة أشهر يفعل ما هو أكثر من اللهو.. اللهو بين يدى كلبه، يعشق لعق وجهه بلسانه اللزج، ويطلق ضحكاته البريئة عندما يهز له ذيله فرحا ويحتضن جسده الضخم فى مرح. لكن كلبه كانت رغباته تتجاوز حدود اللهو مع الرضيع، كان يبحث عن رأسه، وجهه.. ليلتهمه.. يوسعه عضا. وأمام ضعف الرضيع وعجزه غارت أنياب الكلب المفترس فى رأسه، هرعت أمه غير مصدقة لما تراه عيناها، ودون تفكير هجمت على الكلب تنقذ رضيعها من بين أنيابه لكن توحش الكلب كان أقوى من جزعها فأصيبت هى وطفلها الآخر ذو السنتين بإصابات بالغة. لم يخلصها من أنيابه الناشبة فى ذراعها سوى الجيران، أسرعت تطمئن على رضيعها، وانهار أملها، فقد مات الرضيع، ليخضب حى هارويش- اسيكس بالقرب من لندن بدماء الصغير.