وصفت الصحيفة الناطقة باسم الحزب الشيوعي الكوري الشمالي اليوم السبت الزعيم الجديد للبلاد كيم جونج اون ب"القائد الاعلى" للجيش، معززة بذلك عملية انتقال السلطة اليه بعد اعلان وفاة والده الزعيم السابق كيم جونج ايل. وقالت صحيفة رودونج سينمون الناطقة باسم الحزب الحاكم في كوريا الشمالية، في افتتاحيتها "سنرفع الرفيق كيم جونج اون الى صف القائد الاعلى والعام ونكمل الثورة". وكانت الصحف تصف كيم جونج اون الذي اختير لقيادة كوريا الشمالية بعد وفاة والده "بالرفيق الاكبر" و"الخليفة الاكبر". وكيم جونج اون الذي لم يبلغ بعد الثلاثين من العمر برتبة جنرال حاليا ويتولى منصب نائب رئيس اللجنة العسكرية المركزية لحزب العمال وهو اسم الحزب الشيوعي الحاكم في كوريا الشمالية، وهي ترقيات تحققت في سبتمبر 2010 في اطار عملية نقل السلطة التي بدأها والده. واوضح يانج مو جين الاستاذ في جامعة الدراسات الكورية الشمالية في سيول ان هذه الافتتاحية التي نشرتها الصحيفة "هدفها اعداد السكان لتعيين كيم جونج اون قائدا اعلى واعلان ذلك للعالم الخارجي". واضاف ان "الاعلان الرسمي عن هذا الترفيع سيحصل عاجلا او آجلا مما سيمنحه المنصب الذي كان يشغله قبله والده" كيم جونغ ايل الذي ورثه بدوره عن والده كيم ايل سونج مؤسس كوريا الشمالية الشيوعية. ويبدو ان انتقال السلطة الى ثالث افراد هذه العائلة التي اقامت اول نظام شيوعي وراثي في العالم، يجري بدون مشاكل كبرى حتى الآن. ويواصل التلفزيون الكوري الشمالي بث مشاهد للحزن الجماعي في البلاد، من حشود لمدنيين وعسكريين في حالة من الاسى وهم ينحنون امام صور وتماثيل الزعيم الراحل، او امام جثمانه المسجى في تابوت من الزجاج في بيونج يانج. وفي العاصمة، تمكن السكان من شراء السمك الطازج الذي يعد مادة فاخرة في بلد افقر وسكانه يعانون من نقص التغذية. وقالت صحيفة رودونج سينمون التي اعلنت النبأ، ان "البائعين والمواطنين انفجروا بالبكاء في محلات العاصمة الجمعة"، ونشرت صورا لسيدات يبكين فرحا امام الاواني الممتلئة بالسمك. واوضحت ان توزيع السمك امر به كيم جونغ ايل شخصيا قبل وفاته في 17 ديسمبر، موضحة ان ابنه اهتم بنفسه بتسليم السمك الى الشعب الممتن له والذي ما زال في حالة حداد. ونقلت عن تجار ان هذه الهبة من عائلة كيم تدل على "تفانيهم الكبير من اجل الشعب"، موضحين انه ليست هناك امة في العالم محظوظة بقادة على هذا القدر من الطيبة والكرم. ويفترض ان تنتهي فترة الحداد الرسمي غداة تشييع كيم جونج ايل في 28 ديسمبر، الذي لم يسمح لاي مسؤول اجنبي بحضوره. وتتابع الدول الكبرى وخصوصا الولاياتالمتحدة والصين باهتمام تطورات نقل السلطة في بلد يمتلك اسلحة نووية، على امل ان يتم بسلام لتجنب زعزعة استقرار شبه الجزيرة المدججة بالسلاح. ولن يتوجه من الجنوب الى الشمال سوى وفدين كوريين جنوبيين غير حكوميين على رأس احدهما ارملة الرئيس السابق كيم داي جونج بينما تقود الثاني رئيسة مجموعة هيونداي الكورية الجنوبية. وما زالت العلاقات بين الكوريتين متوترة. وقالت صحيفة كورية جنوبية ان بيونج يانج غيرت تشفير اتصالاتها السرية لخداع جهاز التجسس الكوري الجنوبي الذي تمكن من اعتراض اول امر اصدره كيم جونج اون الى الجيش حتى قبل الاعلان عن وفاة الاب رسميا. والتزمت سيول الحذر في هذه الفترة الحساسة لكنها قدمت بعض التنازلات منذ وفاة كيم جونج ايل، معبرة خصوصا عن "تعازيها الى شعب كوريا الشمالية". وارسلت منظمة انسانية متمركزة في سيول السبت 800 زوج احذية شتائية علقت ببالونات كبيرة، الى الشمال الذي يقدر سكانها هذه الهدية الثمينة في الشتاء البارد.