سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
انتخاب نجل «كيم» سراً فى البرلمان.. واجتماع الحزب الحاكم فى سبتمبر لاختيار قادة جدد وتعيين شخصيات مقربة من النظام فى مناصب حساسة.. مؤشرات لعملية نقل السلطة
من جديد عاد الحديث عن التوريث فى كوريا الشمالية بعدما كشفت تقارير إخبارية نقلاً عن مصدر غربى أن كيم جونج أون، الابن الثالث للزعيم الكورى الشمالى كيم جونج إيل، والمرشح لخلافته، تم انتخابه سراً فى مجلس الشعب الأعلى (البرلمان)، وذلك بعد أيام قليلة من إعلان وكالة الأنباء الكورية الشمالية الرسمية أن مسؤولى الحزب الشيوعى الحاكم سيجتمعون فى سبتمبر المقبل لانتخاب قيادته العليا، وهى الخطوة التى اعتبرها محللون تمهيداً لبدء عملية نقل السلطة تدريجياً من كيم جونج إيل (68عاماً) إلى أصغر أبنائه كيم جونج أون (27 عاما). وقد ذكرت صحيفة «دونج إيلبو» الكورية الجنوبية، أمس الأول، أن كيم جونج أون ترشح إلى البرلمان فى انتخابات أجريت فى مارس 2009، لكن اسمه لم يرد فى لائحة النواب ال687 فى البرلمان التى نشرتها وسائل الإعلام بعد الاقتراع، لكن الصحيفة أوضحت أنه وُجد مرشح باسم «كيم جونج» فى اللائحة، مما يثير تكهنات بأن ابن الزعيم الكورى الشمالى- الذى تصفه وسائل الإعلام الأجنبية ب«ولى العهد»- قد يكون استخدم اسماً مستعاراً فى ترشحه للمنصب، أو أنه لم يترشح لعضوية البرلمان. ونقلت الصحيفة عن مصدر غربى وصفته بأنه «مطلع على شؤون كوريا الشمالية»، قوله إن كيم جونج أون انتُخب نائباً ممثلاً للدائرة 216، وأوضحت صحيفة «الحياة» اللندنية نقلاً عن الصحف الكورية الجنوبية قولها إن لهذا الرقم مغزىً خاصاً فى كوريا الشمالية، إذ إن الزعيم كيم جونج إيل وُلد فى 16 فبراير. ورجحت «دونج إيلبو» أن تكون بيونج يانج تعمدت إخفاء انتخاب نجل كيم فى البرلمان، وسط مخاوف من إحداث اضطرابات فى بلد يعانى من أزمة اقتصادية. من جهة أخرى، يقول محللون إن أهمية اجتماع الحزب الشيوعى الحاكم فى سبتمبر المقبل تكمن فى أنه «نادر جداً»، فهو الثالث من نوعه منذ تأسيس الجمهورية الديمقراطية الشعبية فى 1948، حيث إن الدورتين السابقتين عُقدتا فى خمسينيات وستينيات القرن الماضى، مما يدفعهم للقول بأن المؤتمر سيكون له معنى سياسى كبير وسيؤدى إلى ترفيع كيم جونج أون. وأوضح يانج مو جين، الأستاذ فى جامعة الدراسات الكورية الشمالية- بحسب ما نقلته عنه وكالة الأنباء الفرنسية- أن المؤتمر جزء من سلسلة مناسبات تهدف إلى تعديل الهيئات العسكرية والحزبية والحكومية. وتابع يانج: «لا يمكننا أن نستبعد إمكانية تعيين جونج أون خليفة فى الكواليس»، إلا أن يانج أكد أن الشمال سينتظر إلى 2012، قبل الإعلان رسمياً عن اختيار نجل الزعيم الكورى الشمالى خليفة له، وذلك نظراً لصغر سنه فى الوقت الحالى، حيث إنه مازال يعد طفلاً فى نظر الأنظمة الشيوعية، كما أن 2012 يحظى بأهمية خاصة، فهو العام الذى تضع فيه كوريا الشمالية هدفاً لنفسها وهو «بناء دولة اشتراكية مزدهرة» فى الذكرى المئوية الأولى لولادة كيم إيل سونج مؤسس الدولة. وكان كيم جونج إيل بدأ دوره الرسمى لخلافة والده مؤسس الدولة بتولى منصب فى الحزب فى مؤتمر1980 عندما كان يبلغ من العمر 38عاما، الأمر الذى اعتبر الخطوة الأولى لتقديم نفسه كوريث لكيم إيل سونج الذى توفى فجأة فى 1994. وازدادت التكهنات بشأن خلافة كيم جونج إيل منذ الجلطة الدماغية التى أصيب بها فى أغسطس 2008. ويقول رئيس جهاز المخابرات فى كوريا الجنوبية إن حملة تجرى خلف الكواليس لتعزيز صورة الابن بسبب القلق فى بيونج يانج على صحة كيم السيئة. كانت كوريا الشمالية قد أجرت العام الماضى تغييرات فى أعضاء اللجنة الوطنية للدفاع التى يرأسها الزعيم الكورى الشمالى، كما أجرت مطلع الشهر الماضى تغييرات أساسية فى السلطة، حيث أقال كيم جونج إيل خلال جلسة برلمانية رئيس وزرائه، وعين مكانه شو يونج ريم الذى يتولى رئاسة حزب العمال فى بيونج يانج الذى كان مساعداً مقرباً من الزعيم السابق كيم ايل سونج، كما عين صهره جانج سونج ثاك نائبا لرئيس اللجنة الوطنية للدفاع- الهيئة الأساسية فى النظام، التى تشرف مباشرة على الجيش الكورى الشعبى- كما أُقيل6 وزراء ونواب وزراء من مناصبهم، وهو ما يمكن اعتباره محاولة واضحة لتقوية التوجه نحو خلافة السلطة، بالإضافة إلى قمع الاضطرابات الاجتماعية والاقتصادية الناجمة عن الإصلاح النقدى الذى تم هناك مؤخرا. من ناحيته، قال كيم يونج هيون، الأستاذ فى جامعة دونجوك فى سيول، إن «ترفيع جانج يعد طريقة لتسريع عملية الخلافة على رأس الأسرة الحاكمة». وبذلك أصبح الرجل الثانى فى الدولة الشيوعية، وذلك بعد 14شهراً فقط من تعيينه عضوا فى لجنة الدفاع الوطنى، ويرى بعض الخبراء أنه يقوم بمهام «الوصى» إذا ورث جونج أون السلطة وذلك لصغر سنه وافتقاده للخبرة. وقد شهدت فترة حكم كيم التى امتدت قرابة ال16 عاماً مجاعة أودت بحياة ما يقرب من مليون شخص من سكان كوريا الشمالية البالغ عددهم 22 مليون نسمة، كما شهدت عزلة بسبب نهجها النووى.. لذا فإن المشهد الأكثر وضوحاً الآن هو أن كوريا الشمالية تواجه موقفا صعبا يتوجب عليها فيه أن تحقق هدفين فى وقت واحد، وهما: نقل السلطة بسلاسة، وإعادة بناء الاقتصاد المنهار.