لو دخلت قصر الإليزيه وحكمت فرنسا فستكون كارثة ليس للفرنسيين، بل لكل دول الاتحاد الأوروبى، هذا مضمون ما قالته صحيفة «ليفجارو» الفرنسية تعقيبًا على صعود نجم زعيمة حزب الجبهة الوطنية المتطرف فى فرنسا، مارين لوبان أخيرًا للترشح لرئاسة فرنسا قبل 8 أشهر من موعد الانتحابات، وأصبح صعودها مثيرًا لقلق الأحزاب التقليدية، ولمخاوف بعض شرائح المجتمع التى ترى أن حزبها يحمل أفكارًا عنصرية، لا تتلاءم مع فرنسا المتحضرة المفتوحة على العالم، بجانب المخاوف الأوروبية من تلويحها بطرح عضوية بلدها فى الاتحاد الأوروبى للاستفتاء الشعبى تيمنًا بما فعلته بريطانيا، بما يشير إلى نواياها الخطيرة لسحب فرنسا من عضوية الاتحاد، ما سيؤدى بالطبع إلى كارثة أوروبية وانهيار ميزان القوى بالاتحاد. ولدت مارين لوبان عام 1968 فى مدينة نويى الفرنسية، وهى البنت الصغرى لجون مارى لوبان مؤسس حزب الجبهة الوطنية اليمينى من زوجته الأولى بييريت، درست القانون فى باريس، وحصلت على شهادة الكفاءة المهنية فى المحاماة، وأصبحت محامية، تزوجت وطلقت مرتين وأنجبت ثلاثة أبناء من زوجها الأول، وهى حالياً مرتبطة بقصة غرامية مع المحامى لوى آليو، الذى كان يشغل منصب الأمين العام فى حزب الجبهة الوطنية، ولم تكن مسيرتها فى مهنة المحاماة لافتة، ولكن زملاءها يثنون على مثابرتها وجديتها فى العمل، وكانت تتطوع ضمن المحامين الذين تعينهم المحكمة، غادرت مارين المحاماة عام 1998 لتلتحق بحزب والدها الجبهة الوطنية، ضمن الفريق القانونى، ورافقت فى سن مبكرة والدها زعيم الجبهة الوطنية، جون مارى لوبان، فى تنقلاته وحملاته الانتخابية وانخرطت فى الحزب رسمياً عام 1986، وفى عام 1998، حصلت مارين لوبان لأول مرة على مقعد مجلس مقاطعة نوربادكالى، ثم أصبحت فى عام 2000 عضو فى المكتب السياسى للحزب. وفى العام نفسه، ترأست جمعية «أجيال لوبان» التى أسسها زوج أختها، صامويل ماريشال، من أجل «تحسين» صورة الحزب فى الإعلام والمجتمع، رغم ذلك خسرت فى انتخابات المقاطعات عام 2002، لكنها فى الوقت نفسه اكتسبت شهرة كبيرة شخصية سياسية، وأصبحت صاعدة، وحاولت أن تختلف عن خط والدها السياسى فى الحزب فتحدثت لأول مرة منذ 2003 عن «ضرورة إيجاد إسلام فرنسى، لأن إسلام فرنسا، له مفهوم إقليمى، وسعت جاهدة لخلافة والدها، والترويج لرؤيتها الجديدة داخل الحزب وفى وسائل الإعلام، وبعد إعلان والدها التنحى عن قيادة الحزب عام 2010، أصبح الباب مفتوحاً أمامها لتزعم الجبهة الوطنية فى عام 2011، وترشحت للانتخابات الرئاسية عام 2012، وحققت نتائج أفضل من والدها سابقاً. وهى معروفة بعنصريتها ضد العرب، وستتخذ إجراءات وقوانين ضد المسلمين وفقاً لتصريحاتها وخططتها، وكل الظروف المحيطة بفرنسا ستساعدها، خاصة بعد تزايد العمليات الإرهابية فى دول أوروبا، الأمر الذى بدأت تستغله كثيراً فى الترويج لسياستها التى تعرف بالإسلام فوبيا، كما لوحت بخروج بلادها من الاتحاد الأوروبى، وقالت إن البريطانيين «اختاروا مصيرهم وقرروا الخروج من الاتحاد الأوروبى، وأن الفرنسيين من حقهم إسماع صوتهم، وتابعت «نحن نستطيع أن نعيد لفرنسا مكانتها الحقيقية»، ورغم الانتقاد الشديد الموجه لها بعد مهاجمتها المسلمين، إلا أن فصيلاً يعتد به داخل فرنسا أصبح مقتنعًا برؤيتها، وساعدها على ذلك الإرهاب الذى يتخذ الدين ستارًا له، فما وعدت هى بحظر كل الأزياء الدينية إذا دخلت قصر الإليزيه ما سيعنى إجبار المسلمات على خلع النقاب. كلام الصور: