باتت المحاولات الإيرانية، لاستغلال الخلاف الذى تفجر مؤخرا، بين مصر والمملكة العربية السعودية، على خلفية ما شهدته جلسة مجلس الأمن الدولى بشأن الأوضاع فى سوريا، تسيطر على حديث الساسة وخبراء الاقتصاد بمصر. حيث رأى ساسة وخبراء مصريون، أن إيران تسعى للاستفادة من تلك الأزمة بين البلدين الشقيقين، فى تحقيق مكاسب عدة، خاصة وأن السلطات الإيرانية، كانت قد أبدت شماتة غير مسبوقة في الازمة الاخيرة، زاعماً ان الرياض تزداد عزلتها العربية، في أعقاب خلافها الدبلوماسي مع حليفتها الوثيقة مصر. ويقول خبراء فى الشئون الإيرانية، إن إيران تلوح لمصر بكثير من العروض المغرية، مثل الحديث عن إقامة مشروعات باستثمارات كبرى بالقاهرة، كما أنها أبدت ترحيبها لتوريد النفط لمصر دون قيود، بعد توقف توريده من السعودية، كما أنها ألغت تأشيرة الدخول مع مصر، بهدف إشعال التوتر بين مصر والسعودية. وقال الدكتور محمد محسن عبدالنور، الخبير في الشئون الإيرانية، إن الدولة الإيرانية تتابع التوترات المصرية السعودية باهتمام بالغ، وتعمل على إيجاد أفكار لإشعال التوترات بين مصر والسعودية، لتحل إيران بديلا للسعودية لدى مصر، موضحا أن الإعلام الإيرانى يقوم بمخطط لإثارة الفتنة بين البلدين، وأنه استغل سفر السفير السعودي فى القاهرة للتحضير للقاء دبلوماسي بين الخارجية المصرية وبلاده، أسوأ استغلال وأعلن الإعلام الإيرانى، أن السعودية سحبت سفيرها لدى مصر، كما أن إيران استغلت توقف إمدادات النفط من جانب السعودية لمصر، وأعلنت استعدادها لتزويد مصر بالامتدادات النفطية بدون شروط أو قيود، لإشعال مزيد من التوترات بين البلدين. وأضاف الخبير في الشئون الإيرانية، ل«الوفد» أن إيران تلوح بالعديد من الإغراءات لمصر، مثل إقامة مشروعات باستثمارية ضخمة، منها استصلاح ثلاثة ملايين فدان فى الصحراء الغربية لمصر، وهناك مشروعات تتعلق بالاكتفاء الذاتى من القمح لمصر، بالإضافة إلى محاولة تزويدها لمصر بالنفط بأى ثمن تحدده حكومة القاهرة، مؤكدا أن إيران تحاول جذب مصر إلى جانبها بأى ثمن، وإبعادها عن السعودية التى تعد خصمها اللدود. وكشف «عبدالنور» عن أن لقاء وزير الخارجية المصري، بوزير الخارجية الإيراني على هامش اجتماعات الأممالمتحدة جعل إيران تظن بأن مصر على أتم استعداد لإعادة العلاقات المصرية الإيرانية، متناسية أن مصر تستخدمها كورقة للضغط على حلفائها الاقليميين، ولذلك تستقبل مصر دائما المسئولين العراقيين بها، ويذهب وزير خارجيتها سامح شكرى، للعراق لعقد لقاءات مع المسئولين العراقيين، لأنه من المعروف لدى الجميع أن العراق جزء من الحلف الإيرانى، وكل هذا يصب في خانة الخصم الاستراتيجى للمملكة السعودية، ولذلك فبعد كل زيارة متبادلة بين مصر والعراق، تشهد العلاقات المصرية السعودية نوعا من التوتر، الذى يدعمه بعض الكتاب المقربين من المملكة عبر مقالات وتغريدات. وأكد الخبير في الشئون الإيرانية، أن إيران تعتبر مصر أهم دولة إقليمية، ولذلك تسند المهام الدبلوماسية لاكفأ الدبلوماسيين لإدارة الشئون الإيرانية المصرية، كما أن يران تريد أن تكون مصر ظهير استراتيجي لها فى سوريا حال سقوط نظام بشار الأسد، مشيراً إلى أن من المعروف أيضا أنه يوجد تقارب كبير بين مصر وبغداد ودمشق من قديم الزمان، ولذلك هى تريد ضم مصر ليكمل لديها المثلث الذهبى، موضحاً أن هذا التحالف حدث فى فترة حكم الرئيس الراحل محمد أنور السادات، وكانت العلاقات بين مصر وإيران على أعلى مستوى، واستغلت إيران هذا التقارب لتنفيذ جزء من مخططاتها واحتلت بعض الجزر الإماراتية، موضحاً أن هذا يعد أحد أسباب تخوف دول الخليج من تقارب العلاقات المصرية الإيرانية، مضيفاً بأن دول الخليج تعلم أنه لن تصيبها الانتكاسات إلا من خلال تقارب العلاقات المصرية الإيرانية، ولذلك تحاول أبعاد مصر عن الدولة الإيرانية بأى ثمن. وأوضح «عبدالنور» أن ما حدث من مصر اتجاه سوريا، ليس تقاربا للدولة السورية، مشيراً إلى أن مصر لديها استراتيجية أساسية وهى عدم سقوط مؤسسات الدولة السورية أو تفككها، موضحاً أن بلاده ترى أن سوريا تعد أقوى المؤسسات العربية، كما أنها تخشي أن يكون تقسيم، ينعكس عليها، وهي مصر ترفض استراتيجية التقسيم لأى دولة، أن هذا الأمر التقت فيه بلاده للمفارقة الشديدة مع للاستراتيجية المصرية والتركية والايرانية والروسية، مؤكداً أن هذا الرباعى تماما فكرة تقسيم سوريا وإقامة دولة أو كيانات مستقلة لبعض الفصائل، ولذلك التقت مصر وإيران فى هذه الجزئية واختلفت بلاده مع الدول الخليجية اختلافا جذريا فى هذه الجزئية. ومن جانبه قال السفير آرخا أحمد، مساعد وزير الخارجية المصري: بكل تأكيد إيران تحاول جر بلاده بكل السبل، لمزيد من التوترات مع الجانب السعودى بعدما شهدت العلاقات بين البلدين تنوعا ما من التوتر، مؤكداً على أن مصر لا يمكن ان تنجرف وراء إغراء إيران، وذلك لتحل محل العلاقات المصرية السعودية. وأضاف مساعد وزير الخارجية، فى تصريح ل«الوفد» أن بلاده لم تنسق وراء إيران فى تصويتها بشأن الأزمة السورية، وأن ما يهمها هو الشعب السوري الذى يذوق الأمرين فى الوقت الحالى، مشيراً إلى أن السعودية تظن أن مصر تصوت ضدها وهذا غير صحيح. وأشار «أحمد» إلي أن إيران لا تفوت فرصة لزعزعة العلاقات المصرية السعودية، نكاية فى السعودية.