تبادل فلاحو وزارة البيئة الاتهامات بعد انتهاء موسم حصاد الأرز، وعودة السحابة السوداء للظهور من جديد، التى انخفضت حدتها هذا العام، بعد قرار الحكومة خفض المساحات المزروعة من الأرز لتصل إلى مليون و76 ألف فدان بمحافظات الوجه البحرى، واستبدالها بمحصول الذرة، الذى تم زراعته بمساحة 2 مليون فدان، ليشارك حطب الذرة قش الأرز فى الحرق. الفلاحون أكدوا أنهم لجأوا لحرق المخلفات لعدم توافر المعدات والمكابس التى أعلنت عنها الوزارة، وتكدس القش فى الأراضى الزراعية، فى حين أكدت وزارة البيئة توفيرها أكثر من 550 مكبساً بجميع المحافظات، ونشر المتعهدين فى مناطق زراعة الأرز وتجميع نحو 61 ألف طن من القش حتى الآن، وتوقيع غرامات مالية على المخالفين.. إلا أن ثقافة التخلص السريع من قش الأرز مازالت تراود أغلب الفلاحين، ما يتطلب مزيداً من التعاون للقضاء على تلك الأزمة نهائياً. ولم يكن قش الأرز هو المتسبب الوحيد فى السحابة السوداء، بل ساهمت عدة عوامل فى حدوث ظاهرة الاحتباس الحرارى، مثل مصادر التلوث المتمثلة فى عوادم السيارات والتى تساهم بما لا يقل عن 25٪ من تلوث الجو، هذا فضلاً عن تغير درجات الحرارة فى مثل هذا الوقت من العام، وملوثات مصانع الأسمنت، وحرق المخلفات والقمامة، وتشير الدراسات إلى أن مدينة القاهرة هى الثالثة على العالم فى نسب التلوث، وذلك نظراً لكونها بها أعلى نسب من الكثافة السكانية، وتعانى أخطر أنواع التلوث وهو تلوث الهواء، وهى من أكثر دول العالم تلوثاً بعد مدينة «نيوميكسيكو»، حيث يوجد بالقاهرة الكبرى نحو 12500 منشأة صناعية، تنتج كميات كبيرة من الأدخنة. وتشير الدراسات إلى زيادة معدلات الإصابة بأمراض الصدر خلال شهرى سبتمبر وأكتوبر، حيث تكون هناك زيادة فى معدلات الإصابة بحساسية الصدر عند الأطفال وكبار السن بنسب تتراوح من 8 إلى 10٪ ، هذا فضلاً عن زيادة الإصابة بأمراض الربو الشعبى وأورام الجهاز التنفسى. ورغم تقليص حجم المساحات المزروعة من الأرز هذا العام، والتى بلغت نحو مليون و76 ألف فدان فى محافظات الوجه البحرى، وحظر زراعته فى محافظات الوجه القبلى، وفرض غرامات مالية على الفلاحين عند قيامهم بحرق قش الأرز، إلا أن الفلاحين مازالوا يشعلون الحرائق للتخلص من قش الأرز، الأمر الذى يساهم فى زيادة الإحساس بالسحابة السوداء فى الفترة من منتصف سبتمبر وحتى بداية شهر نوفمبر. وحددت وزارتا الرى والزراعة المساحات المزروعة من الأرز بكل محافظة، حيث حازت محافظة الدقهلية أكبر مساحة فى زراعة الأرز هذا العام، والتى قدرت بنحو 300 ألف فدان، تليها محافظة كفر الشيخ بمساحة تقدر بنحو 300 ألف فدان، تليها محافظة كفر الشيخ بمساحة تقدر بنحو 275 ألفاً و18 فداناً، والبحيرة 174 ألفاً و978 فداناً، والغربية 70 ألف فدان، ودمياط 57 ألف فدان، وبورسعيد 20 ألف فدان، والإسماعيلية 3 آلاف، و520 فداناً والشرقية 179 ألفاً و401 فدان. تشير البيانات إلى أن حجم المخلفات الزراعية يصل لنحو 33 مليون طن، يمثل قش الأرز نحو 5٪ من تلك المخلفات. وتستهدف وزارة الزراعة هذا العام تجميع 200 ألف طن من قش الأرز لإعادة تدويرها واستخدام الناتج أسمدة وأعلاف تم تجميع 55 ألف طن منها حتى الآن. ومع اقتراب موسم حصاد الأرز كل عام، تتوعد وزارة البيئة كل من يقوم بحرق قش الأرز بالحبس والغرامة المالية، إلا أن هذا العام اضطرت الوزارة لزيادة قيمة الغرامة إلى 100 ألف جنيه للمخالفين، حتى تكون رادعة بعد أن كانت فى العام الماضى 10 آلاف جنيه وتحرير نحو 3039 محضر حرق مخلفات زراعية. ومع ذلك لجأ عدد كبير من الفلاحين للتخلص من القش بالحرق ليلاً، وفى الصباح الباكر، بالإضافة إلى حرق حطب الذرة، ليشارك قش الأرز، ويزيد من الطين بلة، فقد أصبح حطب الذرة أزمة جديدة ظهرت فى العام الماضى، لتشكل مأزق للمسئولين، فقد تسبب قرار الحكومة بتقليص حجم المساحات المزروعة من الأرز، إلى لجوء أغلب الفلاحين لاستبدال زراعة الأرز بالذرة، والتخلص من الحطب بالحرق، لتتصاعد الأدخنة من الأراضى الزراعية، وتملأ أرجاء القرى بمحافظة الشرقية. وطبقاً لبيانات وزارة البيئة، فقد بلغ عدد الطلبات التى تقدم بها متعهدو الوزارة للحصول على موافقة لإنشاء مواقع تجميع وتدوير القش قبل بدء موسم حصاد الأرز بنحو 350 موقعاً فى المحافظات التى يتم فيها زراعة المحصول، منها 180 فى محافظة الشرقية، و80 فى محافظة الدقهلية، و30 فى الغربية، هذا فضلاً عن زيادة بروتوكول التجميع للمتعهدين من 200 ألف طن إلى 300 ألف طن بزيادة 50٪.