ألقت الأحداث المؤسفة التي تشهدها مصر بظلالها علي كل شىء، ولم يعد إلا سؤال واحد تردده الألسنة وهو مصر إلي أين؟ وهو الشغل الشاغل للجميع، خاصة المهمومين بهذا الوطن الذين حاربوا من أجل إسقاط النظام، ويحاربون الآن حفاظاً علي الدولة حتي لا تسقط وتتهاوي وهي رغبة الحاقدين والمرتزقة الذين اختاروا سلاح أطفال الشوارع وللأسف ما أكثرهم! وأشك أن ينجح اتحاد الكرة في استكمال مسابقة الدوري الممتاز وربما جميع الدرجات التي تنظمها الجبلاية، بعد أن أعلن رجال الأمن والمسئولون رفضهم إقامة المباريات في بعض الملاعب منعاً لأي احتكاك مع الجماهير خاصة الالتراس المتحفز، وتوالت التأجيلات بعد أن رفض ستاد الكلية الحربية استضافة أي مباريات للدوري ووقف اتحاد الكرة ولجنة مسابقاته في مأزق رهيب أصاب الدوري بحالة «شلل نصفي» وربما يحتاج لغرفة الانعاش في الأيام المقبلة! حلقات السلسلة متصلة وأي كسر في أي حلقة يضيعها تماماً، الدوري مرتبط بالأمن، والأمن يواجه أزمة بعدأن تعافي نسبياً يسعي البعض لضربه في مقتل، وهو إما ان يؤدي عمله أو أن يبتعد ويتجنب الانتقادات الحادة، والبلطجية نراهم أمام أعيننا يضربون ويحرقون ولا يحرك أي مسئول ساكناً، ماذا ينتظرون ألم يكف ما حدث، أم أنهم في انتظار حرائق لمجمعات أخري. أي مواطن شريف احترق قلبه وهو يري المجمع العلمي يحترق وكنوزه أصبحت رماداً وركاماً علي يد البلطجية وأطفال الشوارع، وجميعهم لا يعلمون حجم الكارثة التي تسببوا فيها لأن الذين دفعوا لهم وعدوهم بمكافأة إجادة - بلغة كرة القدم - إذا نجحوا في المهمة وأحرقوا هذا المبني التاريخي بما فيه من كنوز في مختلف العلوم، وللأسف تصدر هذا المشهد المأساوي النشرات الإخبارية والصفحات الأولي في عدد من الصحف العالمية التي تعرف قيمة المجمع العلمي. لو كان نابليون بونابرت قائد الحملة الفرنسية علي مصر عام 1798 حياً لأفرغ مسدسه في رأسه وهو يري المجمع العلمي الذي أنشئ في عهده يحترق!!