استطاع الإعلامى عمرو أديب أن يؤكد لمشاهديه وجمهوره أنه إعلامى من طراز خاص، وحقق نسبة مشاهدة عالية أدت إلى تراجع شعبية عدد كبير من برامج «التوك شو»، فمعظمهم قام بتغيير مواعيد إذاعته، حتى لا يتزامن مع برنامج عمرو أديب. نقاد وإعلاميون ومحللون أكدوا أن عمرو يمتلك أداء فريداً من نوعه، جعلت الجميع يستقبل أفكاره وينتبه إليها، وكانت البداية بمبادرة تخفيض الأسعار التى تبنتها العديد من الشركات والمؤسسات الكبيرة فى الدولة. فى هذا التحقيق نرصد آراء نقاد وإعلاميين حول هذه القضية، وهل سيستمر عمرو فى الصدارة، وهل قدومه من الفضائية المشفرة «أوربيت» سبب إقبال الناس عليه بعد أن انتقل إلى «أون تى فى» وهى فضائية مفتوحة؟ من جانبه أكد الإعلامى ابراهيم الصياد رئيس قطاع الأخبار الأسبق أن برامج «التوك شو» فقدت بريقها مع الجمهور، وقال: الناس أصابها ممل كبير من «التوك شو»، لأنها لم تعد تتحدث بموضوعية وتطرح قضايا مهمة للمجتمع، ولكنها انحصرت فى صراعات طائفية وتراشق بالألفاظ. وأضاف: عمرو أديب استغل سلبيات البرامج الأخرى وعالجها فى برنامجه، فهو انحاز لمشاكل الناس والبداية كانت من خلال مبادرة «تخفيض الأسعار» واستجابة الجميع لها، واستطاع تكوين حالة من المصداقية بين الجمهور والبرنامج ولذلك استطاع أن يتربع على القمة، بالإضافة إلى انفعالاته وإحساسه أمام الشاشة التى شعر من خلال الناس أنه ينحاز إلى صفوفهم ويريد أن يجد حلاً لمشاكلهم، ولذلك أعتقد أنه إذا أكمل بنفس المنهج يستطيع أن يحافظ على صدارته. الإعلامى عبدالرحمن رشاد، رئيس الإذاعة المصرية الأسبق، قال: عمرو أديب إعلامى من طراز خاص للغاية يجمع بين النقد البناء والخبر العاجل، ولكن عمله فى فضائية مشفرة كان يسبب له ضرراً كبيراً من حيث نسب المشاهدة، لأنه لم يكن متاحاً وقتها للجميع، ولذلك عندما انتقل إلى فضائية «أون تى فى» استطاع أن يحقق شعبية كبيرة منذ الحلقات الأولى. وأضاف: عمرو يتمتع بخبرة صحفية كبيرة تجعل له نظرة صائبة فى القضايا التى يطرحها على المشاهدين، وخبرته كصحفى اقتصادى تمكنه من طرح القضايا ببساطة على الناس، ولذلك استطاع أن يحقق نسبة مشاهدة عالية وتفاعلاً كبيراً مع الناس، وأعتقد أنه سيستمر فى الصدارة لأن لديه نقاط قوة كإعلامى لا يمتلكها الآخرون. الناقد طارق الشناوى قال: لا شك أن عمرو أديب من أكثر الإعلاميين تميزاً، ويمتلك موهبة كبيرة وهى موهبة الأداء، التى تجعل من يراه يستقبل أفكاره ويناقشها، بمعنى أن مبادرة تخفيض الأسعار إذا طرحت فى أى برنامج آخر لن يستجيب لها أحد، ولكن أداء عمرو وانفعاله أمام الشاشة له عامل كبير، لأنه يعطى للناس شعوراً بالجدية. وأضاف: من الناحية الاجتماعية ومناقشة قضايا المجتمع فهو صادق للغاية ولكن أعتقد أنه على الجانب السياسى يعلم حدوده، خاصة أنه قادم من فضائية مشفرة، ويريد الاستمرار وتحقيق النجاح. الناقدة خيرية البشلاوى، قالت: عمرو أديب يعرف ما يريده المجتمع، ولذلك يطرح الموضوعات والقضايا المهمة ويحاول أن يجد حلولاً لها، وهذا السبب الأساسى فى الشعبية الكبيرة التى حققها حتى الآن، بالإضافة إلى انفعالاته التى يشعر من خلالها الناس أنه منحاز إليهم ويشعر بهمومهم، وهذا ما تفتقده البرامج الأخرى.